مقالات وآراء

“سلاماً سورية كوني بسلام” بقلم فريد ميليش

لم يبالغ باولو ماتييه عالم الآثار الإيطالي الذي عرف سورية وعرفته مذ كان شاباً مسافراً بشكل دائم إلى أعماق تاريخها متخطياً آلاف السنين راسياً في أقدم البقاع، لم يبالغ في مقولته الشهيرة ”
لكل إنسان على هذه الأرض وطنان وطنه الأم وسورية" بل بالعكس تماماً فقد لامس ذروة الحقيقة، ذلك أن الحضارة السورية تعود إلى أكثر من مليون سنة خلت.
وعلى قاعدة أن الأداة الأولى التي صنعها الإنسان القديم تعبرّ عن بدء الحضارة الإنسانية، فإن هذا ينسحب على الإنسان القديم الذي جاء إلى سورية من أفريقيا، حاملاً حضارته و ثقافته، التي تنتمي إلى الإنسان الصانع أولاً ليبدأ بتأسيس ثقافته وحضارته التي سوف تنطلق من مليون سنة، و تتواصل تباعا حتى العصر الحالي.
ليس هذا فحسب بل إن من يدرس تاريخ الشرق القديم والحديث يكتشف أن سورية كانت على الدوام الحصن الذي تتكسر عنده الغزوات الاستعمارية المتعاقبة وهي القلعة التي يلوذ بها المقاومون من أبناء جوارها وبالذات من لبنان والعراق والأردن وفلسطين، و هذا ما حصل في زمن الاستعمار العثماني والانتداب الفرنسي وعلاقة سورية وشعبها بالمقاومة والتحرر.
ولعل تمسك السوريين بالاستقلال كانت عناصر ملازمة لدور سورية عبر الزمن وهي سمة راسخة جذور السوريين جميعاً الذين كانوا قلب العروبة وعقلها في مقاومة التتريك وتكفلوا بحماية العروبة واللغة العربية والثقافة العربية وتحولت مساجدهم وكنائسهم ومدارسهم إلى مجامع للغة والأدب والثقافة.
التاريخ ثوابت وحقائق، لذلك ترى البعض اليوم ممن لا تاريخ ولا حضارة له يهاجمون سورية وقد ظهر حقدهم عليها لأنها لا تزال تمتلك إرثاً حضارياً عظيماً وعريقاً ومدارس فكرية وعلوم وفلسفة وطب وفنون، يهاجمون سورية لأنهم لا يروق لهم أن يروا آخر قلاع المقاومة موجودة حتى اليوم وتمثل تهديداً فعلياً للوجود الصهيوني والأمريكي في المنطقة كلها.
الإنسان العربي السوري كان وما زال المحامي والمدافع والمقاوم ضد كل الغزوات الشعوب والأمم التي جاءت من كل الجهات الثلاثة الغرب والشمال والشرق، لتظل سورية كما كانت قلب العروبة النابض بفضل تضحيات رجالها العظماء الذين ستظل الأجيال تنحني إجلالاً لتضحياتهم العظيمة فالسوريون هم أحفاد يوسف العظمة وإبراهيم هنانو وسلطان باشا والأطرش وصالح العلي وهم أبناء القائد الخالد حافظ الأسد وحق لهم أن يفتخروا بهذه الهامات.
لن يضير النسر نعيق الغربان، ولن يفت من عضد ( الأسد ) تخاذل الحملان، ستبقى سورية شامخة باسقة متعالية على الجراح، وستبقى سورية القلب النابض للعرب، وستبقى دمشق عاصمة آمالنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ومربط خيلنا، عظيمة أنت يا سورية وعظيم أنت أيها الشعب السوري الصامد الواثق بقيادته المؤمن بعدالة قضيته.

بواسطة
فريد ميليش
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى