سياسية

نصر الله: ندعم التنسيق الأمني السوري اللبناني.إسرائيل وراء عمليات الاغتيال

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله دعمه وتأييده وتشجيعه للتنسيق الأمني السوري اللبناني ودعا إلى تعزيزه ودعمه وعدم تعطيله تحت أي ذريعة من الذرائع لأن فيه مصلحة البلدين وأمنهما.
وقال نصر الله في كلمة أمس بمناسبة يوم الشهيد نقلته قناة المنار .. ليكن هناك تعاون لبناني سوري في كشف حقائق الاعتداءات والتفجيرات التي استهدفت الجيش اللبناني والمدنيين في لبنان وسورية ولتراعى موازين العدالة في لبنان سواء في التوقيفات التي تجري أو يمكن أن تجري أو في توجيه الاتهامات أو في الإدانة وهذا الأمر بحاجة إلى تعاون الجميع بشكل جدي وواقعي.

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن إسرائيل تعمل لجمع المعلومات في لبنان سواء من خلال طائرات الاستطلاع وشبكات الجواسيس وتقوية هذه الشبكات وتكثيف الاتصال بعملاء كانوا سابقين أو تجنيد عملاء جدد مشيراً إلى أن الشبكة التي تم اكتشافها في الآونة الأخيرة هي واحدة من شبكات كثيرة تعمل في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد وفي الحقيقة تثير المخاوف بالنظر إلى شخصية المجندين بها وإلى الغطاء الذي يستخدم في عمليات التجسس "الغطاء الإنساني الخدماتي الطبي" وهذه مسألة خطيرة جداً يجب التنبه لها.

وأكد نصر الله أن إسرائيل هي من يقف خلف الكثير من عمليات القتل في لبنان التي تستهدف تخريب الداخل اللبناني وضرب الحصانة الوطنية لأنها من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الضعف الوطني والتمكن من إلحاق الهزيمة بلبنان.

وقال نصر الله إن إسرائيل ومنذ انتهاء حرب تموز تواصل العمل على أكثر من خط لسد الثغرات التي برزت في هذه الحرب ونشهد منذ ذلك الحين عملاً إسرائيلياً دؤوباً وجاداً ومناورات دائمة في شمال فلسطين المحتلة وفي الجولان السوري المحتل وعلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لافتاً إلى أن أهم هذه المناورات تلك التي أطلق عليها عملية "تشابك الأذرع" التي تمت بالتنسيق بين مختلف الأسلحة الإسرائيلية البرية والجوية وفي أجهزة الاستخبارات والتي اعترفت إسرائيل بأن هدفها إعداد الجيش الإسرائيلي للعدوان في آن واحد على سورية ولبنان.

وتابع السيد نصر الله .. بالإضافة إلى ذلك تعمل إسرائيل لاغتيال قادة في المقاومة والعمل على تخريب الداخل اللبناني لافتاً إلى أن الحرب النفسية والتهويلية التي تشنها إسرائيل والقوى المساندة لها عبر وسائل إعلام عربية ومواقع الكترونية وبعض الصحافة تبتغي النيل من ثقة حركات المقاومة بنفسها وبقياداتها وبكوادرها وبشعوبها.

وأوضح السيد نصر الله أن إسرائيل لا تزال تحتل جزءاً من أرضنا وتخترق حدودنا وسيادتنا وتهدد أمننا واستقرارنا وتطمع بأرضنا ومياهنا وخيراتنا.

ورأى نصر الله أنه وللأسف لا شيء مهم في لبنان بمواجهة ما تعد له إسرائيل.. فالقوى السياسية بشكل عام غارقة بالمسائل الداخلية ونحن جميعاً مستنزفون في إعداد العدة للانتخابات النيابية المقبلة .. وحتى عندما نأتي إلى بعض عناصر القوة عندنا نعمل على إضعافها وتسخيفها والمس بها.

تأييد مساعي المصالحة والتهدئة وكل أشكال المصارحة

وفي الشأن الداخلي اللبناني جدد السيد نصر الله تأييده لمساعي المصالحة والتهدئة وكل أشكال المصارحة ومد الأيدي بين اللبنانيين حتى لو بقي كل في موقعه وعلى رأيه وفي تحالفاته المعروفة.

وأضاف السيد نصر الله إن التهدئة هي مصلحة وطنية للجميع ويجب ألا يمن أحد على أحد في أن تهدأ الأجواء السياسية في لبنان بعد كل الذي حصل وبالأخص بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتوجه العام لاستحقاق الانتخابات النيابية.

وقال السيد نصر الله إن أهم شروط التهدئة هو وقف التحريض لأنه يسهم في تشنج الشارع داعياً إلى الالتزام بمجموعة من الضوابط الأخلاقية والسياسية والتعبير عن القناعات والآراء دون إساءة للآخرين ودون توتير للأجواء مؤكداً إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وليس من المنطق أن يتوقع أحد منا موقفاً مختلفاً أياً تكن التوقعات والنتائج لأن عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مسألة خطيرة جداً بالنسبة للبنان.

وأشار السيد نصر الله إلى أن مصلحة الجميع في لبنان هي الذهاب إلى انتخابات نيابية صحيحة وسليمة في موعدها وقال إننا نصر على مطلب خفض سن الاقتراع إلى 18 عاما فمن حق الشباب اللبناني الذي بلغ سن 18 عاما ان يكون شريكا حقيقيا كاملا في الانتخابات النيابية كما هو بالفعل شريك حقيقي كامل في مختلف أنشطة الحياة السياسية.

وجدد الأمين العام لحزب الله التزام الحزب بتحالفاته في المعارضة بشكل قاطع وحاسم لافتا إلى أن كل ما قد يكتب هنا أو يقال هناك لا أساس له من الصحة.

التأكيد على الحاجة الماسة لحسم مسألة الاستراتيجية الدفاعية

وحول الاستراتيجية الدفاعية أكد الأمين العام لحزب الله الحاجة الماسة إلى الاسراع في حسم مسألة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية معربا عن اسفه من اتهام البعض للحزب بأنه يريد تأجيل هذا البحث.

وقال نحن نصر على حسم هذا البحث وانهائه حتى نعرف كلبنانيين جميعا كيف نبني قوتنا في مواجهة التهديدات الاسرائيلية لافتا إلى أن أهم العناصر التي يمكن أن نواجه بها التحضيرات العدوانية الاسرائيلية هو حسم النقاش في الاستراتيجية الدفاعية على المستوى الوطني.

ولفت السيد نصر الله إلى أن العماد ميشيل عون قدم بناء على طلب الرئيس اللبناني ميشيل سليمان في طاولة الحوار الأخيرة رؤية استراتيجية دفاعية من وجهة نظره وعلى أساس علمي وأكاديمي لم تناقش على طاولة الحوار ولكنها للأسف تناقش في وسائل الإعلام وفي المنابر وفي التصريحات والبيانات.

وأسف السيد نصر الله على أن يتم تداول هذا الموضوع من قبل أطراف طاولة الحوار على هذا الشكل داعياً إلى الحوار على طاولة الحوار لا أن يتحول الأمر إلى جانب هجومي واستهزائي وإلى مسألة للمزايدات الانتخابية.

إعطاء الأولوية لتسليح الجيش اللبناني

وعلق السيد نصر الله على قول وزير المالية اللبناني بخصوص تسليح الجيش في موضوع الدفاع الجوي بأن الحكومة اللبنانية لا تملك الأموال الكافية وأن الحل لحماية لبنان هو الاحتماء بالقرارات الدولية بالقول .. إذا كان هذا رأي فريقه السياسي فهناك مصيبة كبرى لأن النقاط المشتركة بين جميع الأفرقاء على طاولة الحوار هو الجيش اللبناني ولا خلاف على دوره الأساسي في الدفاع عن لبنان وفي أي استراتيجية دفاعية مؤكدا ضرورة تسليح هذا الجيش وتجهيزه وتدريبه.

ودعا الأمين العام لحزب الله الحكومة اللبنانية إلى إعطاء أولوية لتسليح الجيش اللبناني بما يمكنه من الدفاع عن لبنان مشيراً إلى أنه إذا كانت هذه السياسة هي موضع نقاش أو اعتراض فإن النقطة الإجماعية في الاستراتيجية الدفاعية سقطت ولا نحتاج أن يصل النقاش إلى المقاومة.

القرارات الدولية لاتحمي لبنان وما يحميه هو مقاومته وجيشه وشعبه

وقال السيد نصر الله إن التجارب الأليمة مع مجلس الأمن الدولي والقرارات الدولية أثبتت أنها لا تحمي أحداً وإن ما يحمي هو قوة جيشنا ومقاومتنا وشعبنا لافتاً إلى أن ما يحتاجه لبنان فعلياً هو أن نبت الاستراتيجية الدفاعية لأن الدفاع عن الوطن له أعباء كبيرة.

وبشأن الحوار الداخلي جدد السيد نصر الله الدعوة إلى توسيع طاولة الحوار من أجل أن يكون هناك أكبر عدد ممكن من التمثيل اللبناني في قرار الدفاع وفي تحمل أعباء المسؤولية وأعباء الدفاع عن لبنان ولتتحول طاولة الحوار إلى طاولة جدية لتحسم استراتيجية الدفاع الوطني والذهاب لتطبيق هذه الاستراتيجية بأسرع وقت ممكن لحماية بلدنا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية القادمة سريعاً على منطقتنا والعالم.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة الوطنية اللبنانية جادة لا تضيع الوقت وهي تعمل في الليل والنهار ليكون لبنان قوياً ومنيعاً وهي تتدرب وتتجهز لتدافع عن لبنان إلى جانب الجيش والشعب.

المقاومة الآن أقوى وأقدر من أي زمن مضى

وأوضح السيد نصر الله أن المقاومة الوطنية اللبنانية هي في نهايات عام 2008 أقوى وأقدر من أي زمن مضى وأن الأذرع الإسرائيلية التي ستمتد إلى لبنان ستقطع داعياً الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية المختلفة والشعب اللبناني إلى التعاون لكشف شبكات التجسس الإسرائيلية.

وفي موضوع مؤتمر حوار الأديان المزمع عقده في الأمم المتحدة دعا السيد نصر الله كل الدول المشاركة في هذا المؤتمر وخاصة العربية والإسلامية التي تنوي المشاركة إلى العمل لمنع حضور المسؤولين الإسرائيليين الذين يرتكبون المجازر والجرائم وإرهاب الدولة المنظم بحق شعبنا الفلسطيني هذا المؤتمر لأن إسرائيل دولة عنصرية إرهابية.

وقال الأمين العام لحزب الله إن إسرائيل تهود القدس وتصادر وتهدم منازل الفلسطينيين وتقيم على أنقاضها احتفالات المستوطنين المتطرفين في وقت يشدد فيه الحصار على أكثر من مليون نصف المليون فلسطيني في غزة ليغرقوا في الظلام والجوع.

وحول الانتخابات الأميركية الأخيرة قال السيد نصر الله إن الشعب الأميركي من خلال تصويته للرئيس المنتخب باراك أوباما حاسب إدارة بوش لأن الانتخابات في أميركا هي الفرصة التي يحاسب فيها الشعب الأميركي حكومته أو الحزب الحاكم لافتاً إلى أن نتيجة هذا التصويت هي اعتراف من الشعب الأميركي بفشل سياسات إدارة بوش الخارجية والاقتصادية التي لم تأت على أميركا وعلى شعوب العالم إلا بالحروب والويلات.

فشل المشروع الأميركي في العالم والمنطقة

وأكد السيد نصر الله أن المشروع الأميركي في العالم والمنطقة قد فشل فشلا ذريعا بسبب مقاومة شعوب المنطقة وحركات المقاومة فيها والدول الصامدة والتي كانت مستهدفة من قبل المشروع الأميركي لافتا إلى أن الشعب اللبناني هو المتضرر من المشروع الأميركي لأنه مشروع إسرائيلي بالدرجة الأولى.

وقال السيد نصر الله علينا أمام ما يجري في العالم أيا يكن أن نعمل لنكون أقوياء من خلال وحدتنا وتضامننا وفي بنيتنا الاجتماعية وفي قوتنا العسكرية ليعرف الظالم والمعتدي انه لا يستطيع تجاوز أعتابنا ومنعنا من الدفاع عن وطننا.

وأضاف الأمين العام لحزب الله أنه تعلمنا من يوم الشهيد ألا نراهن على أي شيء من التغيرات التي تحصل في العالم فهي لن تجدينا نفعا إذا كنا ضعافا وان رسالة الشهداء في يوم الشهيد رسالة عرقهم ودمائهم وتضحياتهم هي ضمانة وجودنا وكرامتنا وبقاء وطننا وضمانة حريتنا وشرفنا وعزتنا.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة اللبنانية وفية لدماء شهدائها مستذكرا أصل المناسبة وهي استشهاد أحمد قصير أول شهيد للمقاومة الوطنية اللبنانية والتي أصبحت عنوانا لكل شهيد ولكل انتصارات المقاومة ولهزائم العدو وهي صرخة مدوية لشعب في الحاضر والمستقبل وتأسيس لمسار طويل من العمل الاستشهادي المقاوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى