شاهد العيان الكاذب في نظر القانون السوري خائن

نرى كل يوم شاهد العيان المزعوم على القنوات المغرضة الذي يلفق معلومات وأقوال غير صحيحة ويؤلف الراويات وقصص من محض خياله عن الوضع في سورية ..

ولا أتفاجئ إذا رأينا فيما بعد فيلم قصير بعنوان ( شاهد العيان ) بطولة أبو محمد على قناة الجزيرة أو العربية أو إحدى القنوات المغرضة ومن خلال قراءتي الشخصية لنصوص القانون قد يفاجئ شاهد العيان عندما أقول له أنك خائن لوطنك وشعبك وفق نصوص القانون , وقد تصل العقوبة إلى الإعدام , وسوف أعرض مفهوم هذه الخيانة بشكل مختصر وهناك تفاصيل لم أذكرها لعدم الإطالة ..

الخيانة هي فعل الجحود ، الذي يرتكبه مواطن ، لواجب مقدس ، هو واجب الولاء والإخلاص لوطنه والضحية في الخيانة هو الوطن سوريا ..

هذه الجريمة تناولتها المادة ( 264 ) وهي صورة من صور جرائم الاتصال غير المشروع بالدول الأجنبية وهي من مجموعة الجنايات الخطرة على أمن الدولة الخارجي جمعها المشرع السوري كلها تحت اصطلاح الخيانة وتقول المادة :

1- كل سوري دسّ الدسائس لدى دولة أجنبية أو اتصل بها ليدفع بها إلى مباشرة العدوان على سورية أو ليوفر لها الوسائل إلى ذلك عُوقب بالأشغال الشاقة المؤبدة .
2- وإذا أفضى فعله إلى نتيجة عُوقب بالإعدام .

ويجب الإشارة هنا أن القانون جاء في المادة ( 270 ) : ينـزل منـزلة السوري بالمعنى المقصود في المادة ( 264 ) الأجانب الذين لهم في سورية محل إقامة أو سكن فعلي .

ودسّ الدسائس يتحقق بلجوء الفاعل إلى استعمال أساليب المكر والخديعة ليحقق بها أهدافه , وإن كانت عبارة دسّ الدسائس توحي بأنها يجب أن تتم بالخفاء ، و بصورة سرية ، إلاّ أنه ليس الخفاء ، ولا السرية من شروط دسّ الدسائس ..

فقد تتم الدسائس بصورة علنية وغير سرية , أما الاتصال بدولة أجنبية فيشمل كل أنواع المخابرات والمراسـلات والمحادثات ، وليس دسّ الدسائس سوى لون من ألوان الاتصال ، وانطلاقاً من ذلك ، لا عبرة بكـون الدسـائس أو الاتصال قد جرى خفية أو علانية ، شفاهة أو كتابة ، مرة واحدة أو عدة مرات ، مباشرة أو ( بالواسطة ) ، فنص المادة ( 264 ) لم يحدد وسيلة معينة , لذلك يمكن أن يجري الدس عن طريق شاهد العيان الذي يدس الدسائس ويقول معلومات غير صحيحة لتضخيم الوضع في سوريا ولدفع الدول لشن العدوان على سوريا تحت أي مسمى ( كالدفاع عن حقوق الإنسان أو الحريات العامة .. ) .

فشاهد العيان الكاذب يقوم بدس الدسائس لدولة الأجنبية على مباشرة العدوان على سورية , أو تهيئة وسائل هذا العدوان ..

إذاً شاهد العيان يساعد الدولة الأجنبية التي تضمر نوايا سيئة لسورية ، ويقوم الشاهد بتهيئة وسائل العدوان لصالحها , هذا وتشمل عبارة تهيئة وسائل العدوان كافة ألوان وأشكال المساعدة والعون التي تقدم للدولة الأجنبية لتحقيق أغراضها العدوانية , ويجب التوضيح أن لا عبرة للدافع الذي يسعى إليه الفاعل ( شاهد العيان ) فأركان هذا الجرم تعتبر متوفرة ولو كان الدافع إلى الدسّ و الاتصال مع الدول الأجنبية من أجل الربح المادي أو أي دافع آخر ..

إذاً ، يتحقق هذا الجرم بقيام السوري أو الأجنبي المقيم في سورية بالدسّ أو الاتصال بدولة أجنبية ويمكن أن يسأل القارئ أنك تقول يجب أن يتصل بدولة أجنبية وشاهد العيان لا يقوم بذلك , فإنني أجيب على هذا السؤال بأن الدولة بالمفهوم القانوني هي شخص اعتباري ، فلا بد إذاً للجاني من الاتصال بشخص يمثل الدولة ، كوزير أو ممثل سياسي أو عسكري ، أو ( بشخص يعمل لمصلحة تلك الدولة ) دون أن يكون ممثلاً لها أو موظفاً لديها ولا أجد أكفئ من القنوات الفضائية المغرضة للعب هذا الدور التي يتم استخدامها كعملاء لهذه الدول وأبواقها , حيث يجهز لها السيناريو ويقوم شاهد العيان بالاتصال معها لكي ينفذوا هذا السيناريو ضد سوريا , إذاً هذه القنوات تعمل لصالح هذه الدول وشاهد العيان يتصل بها لدس الدسائس ودفع الدول التي تكن بالعداء لسوريا لتتدخل في شؤونها عن طريق هيئاتها الدولية التي تشكل واجهة لها لكي تنفذ خططها كما تريد باسم حقوق الإنسان وحريات العامة وبالتالي شاهد العيان يتصل بالذين يعملون لصالح هذه الدول ..

ولكن مع كل هذه الوسائل المغرضة ومع كل تلك الغرف التي تقود العمليات في القنوات الفضائية التي كما سبق شرحها تعمل لصالح الدول الأجنبية وشهود العيان الملفقين وكل الضغوط والعقوبات الأجنبية , فقد باءت بالفشل واصطدمت بحائط الوحدة الوطنية المنيع الذي يتحصّن به الشعب السوري , والمحبة الكامنة في قلب كل مواطن سوري لسيادة الرئيس بشار الأسد والإخلاص لتراب الوطن الغالي وبالنهاية نترحم على كل شهداء سوريا الذين ضحوا بدمهم فداء للوطن سوريا ..