سياسية

بن علي يغادر تونس ورئيس الوزراء يتولى السلطة

اعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي في خطاب بثه التلفزيون التونسي توليه السلطة في تونس موقتاً مع تعذر قيام بن علي بمهامه والذي كان غادر البلاد اثر يوم دراماتيكي توالت فيه الاحداث تباعاً وبعد شهر من الاضطرابات الدامية.
ووجه الرئيس التونسي بالانابة محمد الغنوشي مساء الجمعة نداء الى التونسيين دعاهم الى الوحدة لتمكين البلاد "من تخطي الصعاب".
وكان اخر تلك الاحداث سيطرة الجيش التونسي عصر الجمعة على مطار تونس قرطاج الدولي وتم اغلاق المجال الجوي بحسب ما اعلن مصدر ملاحي. كما اعلنت السلطات "حالة الطوارئ في كامل انحاء الجمهورية، وبمنع تجمع اكثر من ثلاثة اشخاص في كامل البلاد بالطريق العام والساحات العامة. كما سمحت السلطات لقوات الامن والجيش بفتح النار على كل شخص مشتبه فيه ولم يمتثل لامر الوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لاجباره على الوقوف وذلك بحسب القرار.
وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد قرر حل الحكومة ودعا لانتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة اشهر على ما افاد مصدر رسمي في البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تواصلت التظاهرات في شوارع المدن والمحافظات التونسية على الرغم من خطاب الرئيس "زين العابدين بن علي" الأخير مساء الخميس. المحتجون طالبوا برحيل بن علي، ودعوا الجيش التونسي للانضمام إلى صفوفهم، في ظل قصور المعارضة عن مواكبة ما يجري.
ولم تفلح وعود الرئيس زين العابدين بن علي بتهدئة الشارع التونسي، فخرج الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة والمحافظات للمطالبة برحيله.
المتظاهرون الذين صبوا جام غضبهم على مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزراة الداخلية، دعوا عناصر الجيش التونسي إلى الانضمام لمسيرتهم، محيدين المؤسسة التي تعتبر محل اجماع التوانسة.
عودة التوتر إلى الساحات العامة في البلاد، سبقها خروج مسيرات سيارة ليلية لأنصار الرئيس إثر خطابه المتلفز.
مسيرات المؤيدين لبن علي لم ترق للمشاركين في الاحتجاجات، فوقعت مواجهات بين الطرفين، فيما كانت ساعات الصباح كفيلة لإيصال رسالة المعارضين بضرورة محاسبة المسؤولين وقد ادت تلك المواجهات الى سقوط 13 مدنياً برصاص قوات الامن بحسب ما افادت مصادر طبية.
السلطات التونسية حاولت استيعاب الموقف الجديد، فأعلن وزير الخارجية كمال مرجان عن استعداد بن علي لاجراء انتخابات تشريعية مبكرة، مرحباً بقبول زعيم المعارضة التقليدية نجيب الشابي الانضمام إلى تشكيلة حكومة وحدة وطنية.
في المقابل شككت المعارضة المحظورة في وعود الرئيس، ورأى رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي غموضاً بما يخص محاسبة المتورطين في الفساد، متسائلاً عن استقلالية لجنة التحقيق.
وعلى الرغم من قصور المعارضة في مواكبة نبض الشارع، فإن تونس ما قبل مواجهات سيدي بوزيد مختلفة عن اليوم وهي التي دفعت بالرئيس لالقاء خطاب وصُف بالخطاب التغييري الاول من نوعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى