التنمية البشرية

كلمات ليست كالكلمات .. ليست أغنية وإنما حالة نفسية

كلمات ليست كالكلمات .. هذه الحروف الجميلة التي تدخل إلى القلب وهي نابعة من القلب ليست هي نفسها الأغنية المعروفة التي تغنيها ماجدة الرومي وإنما هي حالة من الحالات التي تصيب الإنسان ..

لنبقى معاً وخلال دقائق نتبادل الحوار جانباً حول ما نعنيه , فالأمر ليس مجرد حروف لأغنية , وليست مجرد كلمات قصيدة قد يكتبها شاعر الحداثة أو أمير الشعراء , لكن علينا أن نسرح بعيداً في ذاكرتنا ومخيلتنا لنبحث عن أصل هذه الكلمات ..

ربما الكثير منا من يقع في هذه الحالة , وهي أن يمر بأزمة قاهرة تزعزع كيانه وتدفعه للحزن والبؤس , وفي بعض الحالات إلى انجراف الدمعة المنحصرة بين العينتين .. فالأمر المحزن قد يكون كبير , فحالة خيانة غير مشروعة أو عمل أخفقنا به أو امتحان فشل في تقديمه , أو فقدان عزيز .. لكن الحالة الأكثر ملائمة لما نتحدث به هو حالات الخيانة الغير مشروعة ..

لماذا حالات الخيانة الغير مشروعة .. ؟ السبب يعود في ذلك بأننا نتعرض لهذه المواقف ربما من أصدقاء , أعزاء , أخوة , أحباء … وحينما تأتي الخيانة فإنها تدفعنا لأن نمسك بأقلامنا أو لوحات مفاتيحنا ونسجل بعضاً من الكلمات التي هي بالأصل ليست كالكلمات .. فنحن في حالة مرهقة يائسة وبائسة , حالة يرثى لها تملأها الحزن والكرب , فالخيانة تجعل أعيننا غامضة , وقلوبنا مجروحة , وشفاهنا مجففة من شدة الصدمة ..

إذاً لنتفق أو نختلف بوجهات النظر حول أن الخيانة الغير مشروعة قد تكون السبب الأكبر في أن نكتب دون أن نعلم لم نكتب أو لمن نكتب لكننا نشعر بأننا نعد رسالة سيصل معناها إلى من نقصده بكلماتنا , فنرسم الآلام بالكلمات ونضع الكثير من الصور البيانية والأبيات الشعرية , ونروي قصص ذات مغزى وعبر , وفي بعض الأحيان نضع النقاط الواضحة للدلالة على ما نقصد لكننا ما نزال نكتب كلمات ليست كالكلمات ..

هل الكتابة بهذا الأسلوب الفضفاض لمشاعرنا وأرقنا وآلامنا هو حالة حوارية أو تقليدية أم تجسيد للحالة النفسية التي نمر بها , ربما تكون الإجابة من خلال هذا الطرح واضحة وضوح الشمس , فما يزال أمام الكثير من المقالات والكلمات التي تبحث عن التفسير , وحينما نسأل عن المعاني المرادف لها , تكون الإجابة بأنها كلمات ليست كالكلمات ..

لقد قراءنا الكثير في مواقع الويب والمنتديات ووقعت بين أيدينا العديد من المقالات ,ويكون كاتبها شخص ما نعرفه ونتعايش معه , وقادرين على أن نقرأ أفكاره , وحينما نسأله عن بضع هذه الكلمات فأنه يعجز عن تفسيرها , ويتركنا
نسرح بعيداً لنفتش عن قوافيها وعن مخارج حروفها , وحينما نيأس من عمليات البحث سواء عن طريق الاستعانة بخبرات أو عبر محرك البحث الشهير " غوغل " فلا بد من أن نعرف تماماً أن وراء هذه الكلمات حالات نفسية ومواقف صعبة يمر بها هذا الشخص , فحينها علينا أن نتوجه إليه بكلمات لطيفة , يفصح بها عما يمر به من أزمة مشاعر ونحاول إيصاله إلى مرحلة أن يكتب كلمات تعتبر بمعاني الكلمات .. لأن دورنا الأساسي أن نكون شركاء في صناعة البهجة في نفوس جميع أصدقائنا حتى ولم يمكنهم الوقت من إفصاح الذات فتكون كلماتهم ليست كالكلمات …

بواسطة
أحمد دهان / رئيس التحرير
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى