صدى الناس

صبي القهوة

مثل كل يوم رأيته منكسر العينين , عندما لمحني هذه المرة شعرت برهبة من عينيه استنجد بي في أعماقه الدفينة وصرخ صرخة هزت كياني , صرخته أدمت قلبي الحزين لحاله ,إنه أحمد صبي في الرابعة عشرة من عمره , صبي القهوة أراه كل يوم يتفتل من الصباح الباكر إلى التاسعة
 ليلا من محل لمحل من حارة لحارة من عبارة لعبارة , , اليوم وبعد أن لمحت أحمد على حالته هذه وسمعت صرخته الدفينة عرفت لماذا صرخ اليوم لماذا فجر بركان قلبه الدامي , نعم عندما مر بجانبه طالب يحمل حقيبته المدرسية ومقلمة أقلامه , صرخ أحمد صرخته تلك فهو قد ترك المدرسة ليعيل أخوته ووالدته المريضة بعد رحيل والده , أدركت الآن سبب الصرخة التي صرخها أحمد في وجهي ووجه العالم كله , كان يطلب مني ومن كل المجتمع الذي خانه وتركه في وحدته ومحنته , حقه كطفل في التعليم الذي أجبر على تركه , يطلب حقه في حمل قلم كي يكتب أفكاره على أوراق طفولته التي تمر هباءً يطلب حقه في اللعب والتنزه يطلب حقه في لبس ثياب جديد والنوم على أريكة مريحة , يطلب حقه في الانتماء إلى مجتمعه, عدت إلى المنزل بوجه عابس ويوم حزين ولحظات مريرة ليس فقط على أحمد وحالته فقط حزنت إنما على حاله وحال الكثيرين الذين تشبه حالتهم حالته هذه , أتمنى أن يعمل مجتمعنا لحل مشكلة هؤلاء الأطفال المساكين ، حلاً يكفل لهم كرامتهم الإنسانية وسبيلا للتعليم , وأدنى درجة من الرفاهية والسعادة ، كي يكبروا محبين لمجتمعهم فاعلين في أدوارهم المستقبلية , ولا يكونوا قنابل تحتاج إلى كبسة زر فتنفجر على شكل لصوص ومتسكعين في الأزقة وتجار مخدرات ومرتكبي جرائم, في المستقبل .

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. أن الطفل إنسان منذ ولادته، ينبغي ألا تؤدي ظروفه الاجتماعيه، إلى قلة حقوقه، بل لا بد من معاملته باحترام، وإشعاره بفرديته، وبحقه في التعبير عن رأيه، وتوفير أفضل الظروف الصحية والاجتماعية والتعليمية، حتى ينشأ جيل جديد واثق بنفسه، قادر على التفكير المستقل، والإبداع دون كبت لقدراته، وحط من مكانته.شكرا اخي الكاتب على هذا الموضوع المهم جدا نتمنى ان ينتبه المجتمع لهؤلاء الاطفال.

  2. هي مو اول حالة منشوفا ولا رح تكون اخر حالة نحن بهمنا انو نساعد هالحالات احسن من انو نعرضا للناس و لا حياة لمن تنادي

زر الذهاب إلى الأعلى