صدى الناس

عمالة الأطفال وحوارات ساخنة مع الناس

الملاحظ في عمالة الصغار بدرعا أنها تتميز بأعمال مختلفة تبعاً لأسباب متنوعة منها الاجتماعية والمادية ومنها سبب ثالث هو أن الأهل يريدون لأبنائهم أن يصبح رجالاً فيجب أن يعملوا ويتمرسوا دون حاجتهم للمال ..

عن أكثر المهن انتشاراً بدرعا يقول محسن الحسين وهو متعهد أعمال ..

أرى أن أولاد درعا يتجهون بشكل ملحوظ للمنطقة الصناعية بغية تعلم صنعة معينة مثل كهرباء سيارات أو مكنسيان أو غيره ، والقسم الآخر يعمل في المحلات التجارية , وأصادف حالياً شبان يحملون شهادات جامعية ويعملون بمهن مختلفة ولسان حالهم يقول ليتنا لم نتعلم لكنا قد جمعنا مبالغ كبيرة بدل إضاعة الوقت على الدراسة التي لا (تطعمي خبزاً) , وهذه شريحة قليلة جداً ممن تعلوا وأحسوا بالندم أما الأغلبية فللشهادة قيمة كبيرة يحترمها المجتمع ..

وترى ناديا الغزالي الحاصلة على شهادة ثانوي أنها ..

لم تتابع دراستها الجامعية جراء عادات وتقاليد غير مجدية ولولا ضغط الأهل لكانت قد دخلت كلية الآداب قسم التاريخ وربما الفرنسي. وتتابع عن معاناتها وحسرتها التي لن تنساها : أتصدق أنني أحلم هذه الأيام كما لو كنت طالبة في الجامعة وأتقدم للامتحانات مع الطلبة النظاميين ، لشدة حبي إكمال الدراسة وعدم تمكني من ذلك بهذه الطريقة , وختمت بالقول : لن أنس هذا الأمر وسأكمل دراستي الجامعية في الوقت المناسب إن شاء الله ..

بينما رأت المهندسة الزراعية هبة مسعود ومن خلال تجربة أخيها الكبير أن ..

أولاده في طريقهم لترك المدرسة بسبب تعلقهم بمهنة أبيهم الذي يمتلك منشأة لتصنيع الشوادر فما إن تطلب منهم أمهم الدراسة ومتابعة الدروس حتى يقولوا لها لن ندرس بل سنذهب للمشغل لمساعدة البابا , وبالتالي فقد لخصت سبباً هاماً جداً لترك المدرسة وفحواه التعلق بمهنة الأب مهما كان شكلها ..

وتتابع المهندسة هبة بالقول : "وأود أن أشير لسبب آخر في غاية الأهمية يضطر له الأبناء مكرهون يتعلق بظروف الأسرة كأن يكون الأب متوفياً أو مسافراً أو مريضاً وربما مسجوناً، فتقع على عاتق الابن الأكبر مسئولية الصرف على الأسرة فيضحي بدراسته وحياته ككل، لأجل سد النقص وعدم ضياع الأسرة في مهاوي الردى " ..

وأثناء تعرفنا على ورشة خاصة بالتمديدات الصحية التقينا الطفل حسام ياسر محاميد من قرية عتمان صف ثاني، وسألناه عن سبب عمله مع هذه الورشة فقال: أعمل حالياً مع ابن عمي خلال العطلة الانتصافية التي أود أن اشغلها بشيءٍ مفيد فمن غير المعقول أن اقضيها في الشوارع متسكعاً , وابن عمي لا يقصر معي نهائياً فهو يعلمني كل ما يعرفه عن هذا الاختصاص ..

ولمعرفة المزيد عن وضع الطفل حسام أزحنا السؤال إلى ابن عمه السيد حسن محاميد قال ..

أنا أحببت هذه المهنة منذ فترة طويلة ودرستها بعد الصف التاسع، ثم اتبعت دورة متخصصة في معهد المأمون بدمشق لأقوي معارفي , والعمل جيد الحمد لله. بالنسبة لابن عمي الصغير حسام فأنا أقول له باستمرار الدراسة كنز فلا تضيعها من يدك أما العمل فهو موجود متى ما شئت , لكن والده طلب مني تعليمه إياها أوقات العطل لذلك فأنني اعلمه إياها نزولاً عند رغبة والده (عمي) ..

مواضيع ذات صلة ..
 
– عندما لا تكون عمالة الأطفال هي الحل

بواسطة
عمار الجهماني / مدير جريدة الاعتدال بدرعا
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى