ثقافة وفن

عملين مسرحيين للأطفال بحلب عبر القناة الفضائية التعليمية السورية

مسرح الطفل هو المسرح الأكثر تقرباً للأسرة والمجتمع حيث يشكل الهاجس الأساسي في فكر الطفل وأسرته ليكون أقرب للعقل ..

حيث استضاف مسرح صالة معاوية بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد شبيبة الثورة عملين مسرحيين عرضا بشكل متتالي وذلك ليتسنى للقناة التعليمية السورية تصويرهما وعرضهما عبر بثها الفضائي .. 

العملين توجه من حيث الأهداف لشريحة الأطفال الذين هم براعم الياسمين في بلدنا الحبيب , وقد حمل العمل المسرحي الأولى عنوان " جحا وحماره والطائر الذهبي " , أما العمل المسرحي الثاني فكان بعنوان " الدب يغادر مدينة الفرح " ..  حيث وجهت الدعوة لكافة الراغبين من طلاب المدارس والمجمع الخيري الاسلامي لدار الأيتام والأطفال وأسرهم لحضور هذه العروض التي ستعرض لاحقاً على القناة التربوية التعليمية الفضائية .. 

العمل المسرحي الأول الذي حمل عنوان " جحا وحماره والطائر الذهبي " تتضمن عدد من الشخصيات , كانت الشخصية المحببة لقلوب الأطفال هي شخصية " غصن التلميذ الكسول في المدرسة " وهو ابن جحا , وكانت الشخصيات الأخرى تشمل دور لآنسة المدرسة وحمار جحا , أما العمل الثاني الذي حمل عنوان " الدب يغادر مدينة الفرح " حيث كانت تدور أحداث العمل حول شخصيات عديدة , برز فيها شخصية القراد التي أداها الفنان ياسين عدس بدور رجل يأخذ رزقه من عرق جبينه وتعبه عن طريق قرده الصغير الراقص على ألحان القراد الذي يغنيها , بينما قام بدور القرد الفنان محمد شادي دهان لتكون شخصيته أهم الشخصيات المحببة للطفل في حين أن الشخصيات الأخرى الساحرة والدب والملك ورئيس الشرطة ساهمت في أعمال العمل المسرحي بكل حوانبه ..

" زهرة سورية " واكبت الأعمال المسرحية ورصدت لكم الآراء التالية ..

الفنان " يمان الخطيب " تحدث حول مشاركته بالأعمال والشخصيات التي تقمصها قائلاً ..

" ( شخصية الطالب غصن ) في مسرحية جحا قد أعجبتني هذه الشخصية وكانت لإعطاء صورة عن الشيء السلبي لشخصية الطالب غصن ووضع النصائح لها وعلى الطفل أخذ الصورة التي يراها مناسبة " .. 

أما عن ( شخصية الحارس ) في مسرحية الدب يغادر مدينة الفرح فأضاف قائلاً : " أن الحارس يعرف خلفيات المؤامرة التي كانت العرافة تحيكها , ولا تريد ترك سلطة للحاكم على المدينة , ويعرف رئيس الحرس أن هذا الشيء غير صحيح , ولكن لا يستطيع عمل اي شيء , فشخصية الدب هو مجموعة من الاستعمار , ولكن نحن لا نستطيع أن نقول أن المسرحية هي للطفل فقط , بل هي للطفل والعائلة فهذه الشخصية هي توضيح لكيفية دخول الإستعمار إلى بلادنا والسيطرة علينا وخلق الأمية لدينا " ..

وفي حديثنا مع "الفنان ياسين عدس" الذي ( تقمص شخصية القراد ) تحدث لزهرة سورية قائلاً .. 

إن هذه الشخصية شخصية إيجابية تمثل النشاط والجد والعمل والكفاح , وتمثل أيضاً القيم والأخلاق للطفل , وكان في شخصيته أن يقنع الملك على أن لديه عرافة شريرة ومشعوذة , وأن العالم أصبح به العلم والتقدم والتطور , وأن الشخص يجب أن يعتمد على العلم في حياته وليس على المنجمين والكذب والشعوذة .. 

حول أهمية العمل والجهد وإبرازهما في العمل أشار قائلاً : " بالإضافة إلى أن الشخصية تعطي المعلومة حول العمل والجهد وأنه يجب ان نحصل على الشئ بعد بذل الجهد وليس نيله بدون جهد وانه يتعاون مع الأخرين لرسم البسمة على وجوه الأطفال " ..

وفي حديثنا مع الفنان " محمد ربيع كويس " الذي أخذ شخصية الدب فكان له وجهة نظر حول مسرحية الدب يغادر مدينة الفرح حيث قال .. 

" إن الناس قد نسوا السحر وأن العلم قد دخل على الموضوع وأصبح لدينا الجامعات والمعاهد , وموضوع الشعوذة قد انتهى , وقد تطورنا وأصبحنا نفرق بين العلم و الشعوذة " ..

ومن خلال لقاءنا مع الفنان " محمد ربيع كويس " أشار إلى أن الطفل المفيد للوطن هو من يصنعه بناة الأجيال بينما كان الفنان " يمان خطيب " رأي آخر حول سؤالنا , لماذا كان الدب يأكل العسل واللبن وبيده دجاجة أليس في ذلك تناقض عن الدببة اللاحمة والعاشبة فقال : إنهم أرادوا فعل ذلك لوضع السلطة في يد الدب المدلل لدى جلالة الملك جراء حلم رأه على أن دباً يأكله في الحلم , فاستدعى الساحرة الدجالة فقالت له : أن يحضر دب ويقدم له ما يشاء ويعطيه كل شيء , فكان الدب هو مالك الغابة لدلال الملك له , وبعدها أتى القراد لوضع حد لدجل الساحرة فكان يسألها أسئلة لم تعرفها أبداً , فطردها الملك لأنها كاذبة وأنه لا يوجد أناس تعرف ماذا سيحصل في المستقبل , حيث أخذ القراد الدب ليدربه معه , وليكسب رزقه بيديه فكانت هذه نقطة هامة عند الطفل , حيث كانت المعلومات مفيدة في أسئلة القراد إلى الساحرة وأنه لا يوجد شعوذة .. 

وفي حوارنا مع بعض الأطفال الذين حضروا المسرحية أكدوا أن المسرحيتان كانتا رائعتان , وبأنهم أحبوا شخصية الحمار والطالب غصن في المسرحية الأولى وشخصية القرد والقراد في المسرحية الثانية , كما أنهم أبدوا استفادتهم مما قدم ..

كما أشاروا إلى إدراكهم لما قصد من وراء العملين المسرحيين بضرورة العمل لنيل ما يريدونه والحصول عليه بجهدهم لا بالإعتماد على الأخرين حيث أن للأهالي رأي إيجابي بالمسرحيتين وهما كانتا مفيدتان من الناحية العلمية والعملية بشكل جيد ورائع وممتاز .. 

عدسة : حمزة قباني
حوار وريبورتاج : محمود ريحاوي – عباس قباني

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى