تحقيقات

الهوس الكروي ظاهرة شديدة الانتشار .. أسبابها .. سلبياتها.. وطرق علاجها

لاشك أن الرياضة بمختلف فروعها وبتعدد أشكالها, تعتبر من الجوانب الحياتية المعاشة في مختلف الأمم , ولدى كل الشعوب وفي جميع الأزمنة والأوقات ..

لكن من المؤكد أيضاً أن الهوس الرياضي لم يسبق أن بلغ هذا الحد الذي وصل إليه في وقتنا الحالي. وخاصة الهوس الكروي , فقد تعدت هذه الظاهرة كل القيود لتصبح عاملاً مؤثراً على انفعالات وتصرفات وأفكار وأراء كل شخص متأثر بهذا الهوس الكروي , وبالتالي فهذا الهوس أو هذا العشق اللامحدود سيكون على حساب الموضوعية في النقد الكروي وعلى حساب الروح الرياضية أيضاً.

لأهمية هذا الموضوع وآثاره في الشارع الرياضي عامة ً, والكروي خاصة, رصدت ( زهرة سورية ) آراء عدة لمدربين ولاعبين ومشجعين ومهتمين, تابعوا معنا :

خصوصية في جذب القلوب والعقول ..

لاشك أن لكرة القدم خصوصية كبيرة, فهي تحتل المرتبة الأولى بين الرياضات كافة في قدرتها على جذب قلوب وعقول الناس, فعند بداية بطولة كروية عالمية ككأس العالم أو بطولة قارية ككأس الأمم الأوروبية يتفرغ الناس للحديث عن كرة القدم ويتجه كل شخص ليشجع الفريق الذي يحبه ويعشقه.

يقول مجد أمون وهو متابع ومشجع ..

إني أعشق كرة القدم وأهوى التشجيع في أرض الملعب أو حتى على شاشة التلفاز, فأنا أقضي وقتاً طويلاً في متابعة المباريات وملاحقة أخبار اللاعبين وإن كان ذلك على حساب دراستي أو عملي.

رامي سعد, طالب ومتابع ..

تستهويني هذه اللعبة كثيراً فكوني طالب في كلية الطب فإن كرة القدم هي المنفذ الوحيد الذي يخرجني من جو الضغط والتركيز وهي التي تعيد لي الحيوية والنشاط الفكري, سواءً من خلال ممارسة هذه اللعبة أو من خلال متابعة مباراة مليئة بالجو الحماسي الذي ينسيني إلى حد كبير هموم الدراسة ومتاعبها.

فراس دكدوك, لاعب في نادي الساحل ..

إن ممارستي لهذه اللعبة ذات الشعبية الكبيرة كان له التأثير الكبير على توجيه اهتماماتي الرياضية , وبكل صراحة فعندما تبدأ أي بطولة كروية أبدأ بتشجيع منتخبي أو ناديّ المفضل بشكل ربما يكون جنوني وبتحيز ظاهر.

عامل مؤثر على التصرفات و الآراء ..

من إشكاليات الهوس الكروي انتشار ظواهر أخرى عدة, كتشبّه الشباب بلاعبيهم المفضلين والعمل على أن يظهروا بنفس المظهر سواءً بطريقة اللباس أو حتى قصة الشعر أو ربما تعمد القيام بتصرفات مشابهة لتلك التي يقوم بها أبطالهم الرياضيون.

روني رفو, مشجع ..

إني متأثر بشكل كبير بعدة لاعبين مشهورين ومتميزين في المجال الكروي عالمياً, وأحاول دوماً أن أظهر كأحدهم من خلال اختياري لتسريحة شعر مشابهة والقيام بحركات يقوم بها لاعبي المفضل, وأفرح كثيراً حين يشبّهني أحد أصدقائي بهذا اللاعب.

ميس سلطان, طالبة ومتابعة ..

أحرص دوماً ومن خلال تصفحي لمواقع الانترنت ومنتدياته الحصول على آخر أخبار الكرة العالمية, وفي كثير من الأحيان أدخل في نقاشات رياضية على هذا المنتدى أو ذاك حين يكون النقاش يمس النادي أو المنتخب أو حتى اللاعبين المفضلين لدي.

وفاء الدبيسي ..

لكرة القدم تأثير كبير على تصرفاتي وحتى معنوياتي فحين يفوز من أشجعهم أشعر بسعادة غامرة ودفع معنوي كبير يساعدني في تنفيذ وتحقيق كل ماأريده. وبالعكس فعندما يخسرون أحس بحزن وضيق قد يمنعني من المشاركة الفعالة والتأثير الايجابي.

إفراط في التعبير ومخاطر عديدة ..

" قدمت منظمة الصحة العالمية عدة نصائح تجنبا للمخاطر الصحية التي تنتج عن التعصب الكروي حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الجو المشحون بالحماس والاهتمام والانفعال والتوتر الذي يصاحب المباريات يزيد من إفرازات هرمونات التوتر من الغدد الصماء إلى الدورة الدموية وبالتالي يزداد إفراز هرمون (الأدرنالين) والذي يؤدي دورا مهما في ضبط مستوى السكر في الدم ومعدل ضغط الدم, ويزيد أيضا من سرعة ضربات القلب وتجلط الشرايين, مما قد يؤدي في النهاية إلى السكتة القلبية.

كذلك يمكن أن يؤدي التوتر في بعض الحالات إلى حدوث عجز عصبي أو شلل نصفي خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من تاريخ وراثي في أمراض القلب والسكر".

وهكذا فإن للإفراط في التعبير دور سلبي قد يؤثر بشكل غير محمود العواقب على من يزيد في حدة تشجيعه ويصل لمرحلة من التوتر يصعب السيطرة عليها. بالإضافة إلى أن التعصب الكروي قد ينشر حالة من الفوضى والعنف في المجتمع.

د. عصام ملحم, دكتور في علم النفس ..

لابد من نشر الثقافة الرياضية الصحيحة بين المتابعين والمشجعين والمهتمين, والدعوة بشكل مستمر لمتابعة المباريات والمنافسات الرياضية بشيء من الوعي وبعيداً عن التعصب, فليس الهدف التحيز لنادي أو منتخب معين, بل الهدف هو تشجيع موضوعي راقي يضفي نوعاً من المنافسة ويرسخ الروح الرياضية التي تحقق المتعة والإفادة.

تغيير المفهوم السلبي ..

إن المفهوم الشائع حول الهوس الكروي هو مفهوم سلبي, يعتمد على التعصب والتحيز اللاموضوعي, ففي الوقت الذي تفرد فيه الصحافة الصفحات العدة لمتابعة الشؤون الرياضة وقضاياها, ونشر أخبار الأندية ولاعبيها. وتفتح المواقع والمنتديات الالكترونية ساحات كبيرة للنقاش والحوار الكروي. نلحظ أن المشجعين يسرعون إلى تلك المنابر من أجل كيل التهم والتفنن بالتشجيع الغير متوازن مبتعدين عن العقل ومنصرفين نحو العاطفة بشكل مخل للتوازن وفاقد للسيطرة.

لافا مسلم, متابعة ومشجعة ..

في كثير من الأحيان حين أدخل منتدى معين وأجد فيه نقاشاً رياضياً كروياً, أتفاجأ من تلك العبارات التي يطلقها مشجع هذا الفريق على غيره من المشجعين وعلى أنديتهم وفرقهم. وكأن لا أحد يعرف كرة القدم إلا هو ولاعبو فريقه , برأيي حين يقوم هذا المشجع المهووس بفعله هذا فإنما هو يشكك بفريقه, الذي يرتضي أن ينازل ويقارع فريقاً آخر له هذه المواصفات السيئة التي ينعته بها.

كنان العلي , مدرب ..

من الجميل أن يكون هناك عشق للكرة وحب للاعبين وانتماء لنادي أو منتخب معين, ولكن لماذا نحول هذا إلى مفهوم خاطئ وسلبي. فكيف لي أن أشجع هذا الفريق وأحب لاعبيه وأعتبر أن باقي الفرق والأندية ولاعبيها غير موجودين. ففي كرة القدم هناك انتقال اللاعبين من نادي إلى آخر فاللاعب الذي كنت أعشقه سيلعب لنادي منافس وذاك اللاعب الذي كنت أكرهه سيلعب في ناديّ المفضل.

وهكذا من الأفضل أن يكون عشقي هو لكرة القدم وفنياتها دون تحيز وتعصب وانفعال غير أخلاقي ورياضي , المعروف أن الرياضة توصل بين الحضارات والثقافات المختلفة, وكثيراً ما نلاحظ أن ماتفرقه السياسة تجمعه كرة القدم. وبالتالي فهدف كرة القدم أن تجمع الناس حولها وليس أن تفرقهم فيما بينهم.

ومن هنا نجد أن للرياضة بشكل عام أهمية مميزة في حياتنا, ولكرة القدم بشكل خاص لذة كبيرة تضفي من خلال مبارياتها ومنافساتها وحماسها الكثير من التواصل والحميمية بين المشجعين والعاشقين "للساحرة المستديرة" فلماذا لا يكون هذا التواصل ايجابياً وممتعاً بعيداً عن كل تعصب وتهور.

بالتأكيد إن فريقي عظيم وبالتأكيد أيضاً أنه لا يقارع إلا العظماء.

بواسطة
أدونيس شدود
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. يجب على الشعب ان يبقى متحب ومتعاونويجب الحفاظ على مصرلانها بلدنا وامناوغالية علينا كلناحب الوطن من الايمانويجب ان نفتخر بشهداء 25 يناير لازم نتباها بيهم وكمان مبروك عليهم الجنة

زر الذهاب إلى الأعلى