ثقافة وفن

“النبي يوسف” يهز عرش الأتراك

عرف عن الايرانيون أنهم يجيدون التفاوض والخروج من الأزمات غانمين، ولكنهم ومنذ سنوات بدأوا يثبتون للعالم أكثر فأكثر بأنهم ذووا كعب عال في صناعة السينما والدراما.
وقد عزز المسلسل الديني "النبي يوسف" الذي عرف متابعة قياسية في العالم العربي والاسلامي هذا الانطباع الجيد عن الصناعة الفنية في ايران.

ويأتي هذا المسلسل الديني كأحدث انتاجات التلفزيون الايراني في هذا الاتجاه بعد مسلسلي "أهل الكهف" و"مريم العذراء" و"توبة نصوح" و"النبي أيوب" التي شهدت بدورهما نجاحا واسعا ولكن ليس في مستوى النجاح القياسي لمسلسل النبي يوسف.

ويروي المسلسل في 45 حلقة سيرة نبي الله يوسف عليه السلام منذ صباه الى أن مكن له على خزائن مصر كما ورد ذلك في القرآن الكريم وكما هو مدون في المراجع الدينية ذات الصلة، وكيف أن النبي يوسف الذي وهبه الله نصف جمال الكون وخصه بالحكمة وبمجامع تأويل الرؤيا قد أهدى أهل مصر الى عبادة الاله الواحد بعد ان نجاهم من كارثة القحط.

ولكن أكثر من ذلك فالعمل الفني المدبلج الذي عرض على قناة المنار التابعة لحزب الله قد لفت أنظار المشاهدين العرب بشكل خاص الى الحقائق التاريخية والمضامين المعرفية الدقيقة التي حفل بها على امتداد الحلقات زيادة على ماهو شائع ومعروف عن قصة النبي يوسف.

وقد لا يدرك الكثيرون توبة زليخة امراة العزيز التي أرادت اغواء النبي يوسف وكيف أن الله قد من عليها بالهداية بعد أن تفانت في عشق يوسف والصبر لأكثر من ثلاثين عاما من أجل لقياه الى ان ذهب جمالها وبصرها ووهن جسدها وأخذها الكبر.

ويكشف العمل الفني معجزات نبي الله التي مكنته من تحدي كهنة معبد آمون في تفسير الرؤيا وتحذير فرعون "أخناتون" بمهالك القحط القادم لمصر لمدة سبع سنوات، واعادة زليخة التائبة الى شبابها ورد البصر الى عينيها والى عيني والده النبي يعقوب الذي ابيضت عيناه حزنا لفراق ابنه لأكثر من أربعين عاما بسبب مكيدة أخوته.

والنبي يوسف المالك للحكمة والجمال والأخلاق صار بهذه الأوصاف من مرتبة العبد الى ان أصبح مستشار الحاكم وعزيز مصر ومخلص أرضها وشعبها من كارثة القحط بفضل حسن تدبيره وحنكته.

المسلسل الديني "النبي يوسف" الذي انتج في ديسمبر 2008 بتكلفة فاقت 6 ملايين دولار أمريكي استنفد من الكتابة مدة أربع سنوات وقد تم تصويره، كعادة الأعمال الفنية الايرانية من هذا النوع، بتقنيات عالية في التصوير والديكور اذ تم تشييد ديكورا كاملا لمدينة طيبة الفرعونية.

وأصبح الممثل الايراني ذي العينين الخضروين مصطفى زماني الذي جسد شخصية النبي يوسف احد اكثر الفنانين شهرة في العالم العربي. وكثيرون يقولون انه هز عرش الدراما التركية في العالم العربي وسحب البساط من "مهند" نجم البيوت العربية. ولو ان عددا من علماء الدين الاسلامي كانوا أخذوا على المسلسل الايراني فكرة تجسيد النبيين يوسف ويعقوب لأنه مهما بلغت حنكة الممثلين فإنهم لن يصلوا الى كمال الأنبياء.

بواسطة
طارق القيزاني
المصدر
العرب اون لاين

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. أنا برأيي أنو الأيرانين أفضل من الأتراك لأنون مسلمين وهي الدراما هي يلي بتناسبنا مو هديك يلي كلها حرام بحرام لك مو حرام نحنا نشوف هيك مناظر يلي بالي بالكون أة والله حرام وما بجوز بأخلينا نطّلع على قصص أنبيائنا العرب أحسن ما نشوف مهند ونور بالفرشة مو هيك يا أخ أبو عبدو أفندي وكمان الدراما الإيرانية مالها مدمر للمجتمع متل بعض ناس بل هي مصلح

  2. شكرا لكافة اعضاء هذا المسلسل الرائع شكرا لكم ايه الايانيون لانكم تحملون رسالة المحبة والسلام لانبياء الله لكم من كل اعماق قلبي الحب واتمنى من الجميع ان لا ندخل في صراع وخلاف ايهم افضل بل دعونا نصفق ونحترم الاجمل

  3. هادا المسلسل انا ما شفتو بس هو احسن اكيد من المسلسلات التركية وبالرغم من هيك تجسيد صورة نبي من النبياء حراااااااااام

  4. المسلسلات الدينية تساعد الانسان على فهم الاحداث التاريخية والدينية شأنها شأن الرسوم التوضيحية التي ترافق المواضيع المكتوبة في المجلات والكتب ولاأجد جرجا من تمثيل الانبياء طالما اننا نعرف ان الموضوع لتثبيت الفكرة عند المشاهد وليست للدعوة الى شكل الممثل والتعلق به

  5. ما فينا نقارن الدراما التركية الرديئة باحدى ابدع مسلسلات الايران لانو نحنا بحاجة لنعرف الواقع الحقيقي والتاريخ الحقيقي مو الكذب والخيال الي بتلف المسلسلات التركية طبعا هو افضل حتى من الدراما السورية
    اما اذا بدنا نحكي من واقع الشارع العربي فبيختلف التقييم كتير لانو التجارب فرجتنا ذوق المشاهد العربي للاسف

  6. أتقدم بتحية شكر ووقفة إجلاء و تكريم لكافة اعضاء أسرة المسلسل على هذا المجهود الرائع المبذول وعلى الحرفية الكبيرة و التفاني المطلق في تقديم عمل بهذه الجودة العاليةمن خلال جمعه بين الفائدة المعرفية و الدينية في أن في صياغة فنية تشيد بحذق ساحب الإخراج و براعة كل من ساهم في الإنتاج فحقيقة مثل هذه المسلسلات تستحق التشجيع و الإكبار عكس تلك المسلسلات التركية التي لا تعرض سوى المشاهد المخلة بالأخلاق و ألتي تشهد على تفاهتها و تحكم عليها بالفشل غير أن مايعاب على مسلسل النبي يوسف تجسيد شخصية النبي لأان ذلك غير جائز من نظري

  7. و الله هذا المسلسل تحفة من ابدع ما أنتج الإيرانيون من اعمال فنية لا سيما الدينية منها و لا مجال للمقارنة بينها و بين المسلسلات التركية الرديئة الجوفاء لا مضمون و لا شكل فيها إذ تكتفي بعرض المشاهد اللإخلاقية وأللتي يندى لها جبين المرء حتى يظن لك أنك إزاء ماخور و لست بصدد مشاهدة دراما إجتماعية تجعلك في حرج من أمرك إذا كنت جالس رفقة أفراد العائلة و تمنعك من الجلوس رفقتهم ماهذه بدراما بل هي رذائل و فضائح تعرض على شاشاتناو قنواتنا العربية و لا بد من مراجعة إختياراتناالفنية .

زر الذهاب إلى الأعلى