سياسية

مواجهات الأقصى تتواصل في شوارع القدس

تواصلت الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى وامتدت حتى وقت متأخر من الأحد، وذلك إثر محاولة مجموعة من اليهود دخول باحات المسجد للصلاة فيه بمناسبة يوم الغفران اليهودي، على أنه خفت حدتها في وقت لاحق وظل الوضع متوتراً
في المدينة المقدسة للأديان السماوية الثلاثة.

وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في منطقة باب العامود، أحد بوابات البلدة القديمة من القدس، امتداداً للمواجهات التي كانت اندلعت في باحات الأقصى وفي محيطه، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

وأفاد شهود عيان بأن المواجهات اندلعت بعد منع القوات الإسرائيليلة الفلسطينيين من الدخول من باب العامود إلى البلدة القديمة والتوجه إلى الأقصى، حيث أُصيب خلالها عدد من الشبان.

وأضاف الشهود أنه تم اعتقال أكثر من عشرة مواطنين، نقلوا إلى مركزٍ بوليسي في البلدة القديمة قبل نقلهم إلى مركز التوقيف والاستجواب ‘المسكوبية’.

من جانبه، قال المتحدث باسم الشرطة الإٍسرائيلية، ميكي روزنفيلد إن مواجهات اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية صباح الأحد عندما بدأ الفلسطينيون برمي الحجارة على "الزوار اليهود."

وأشار روزنفيلد إلى اعتقال ثمانية فلسطينيين.

وكانت تقارير صحفية أشارت إلى أن حصيلة المواجهات التي اندلعت بين فلسطينيين وعناصر من الجيش الإسرائيلي في المسجد الأقصى ومحيطه ارتفع إلى 19 جريحاً، إلى جانب أكثر من عشرة معتقلين.

وذكرت التقارير أن القوات الإسرائيلية أغلقت كافة أبواب المسجد قبل اقتحامه صباح السبت لتفريق جموع المُصلين الذين احتشدوا في باحاته للتصدي لأي محاولة اقتحام من قبل جماعات يهودية، وقد ردت السلطة الوطنية الفلسطينية باتهام تل أبيب بالسعي إلى إجهاض جهود السلام التي تقوم بها واشنطن، في حين هددت كتائب "عز الدين القسام" التابعة لحماس بـ"الدفاع عن الأقصى بكل الوسائل."

من المواجهات التي اندلعت بالأقصى

وقال الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى لوكالة الأنباء الفلسطينية أنه تم منعه والمئات من مواطني وسكان القدس من اجتياز باب الأسباط والتوجه إلى الأقصى، وأضاف أن القوات الإسرائيلية "حولت المدينة إلى ثكنة عسكرية مشددة."

وشجب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، "الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى" وقال إن تل أبيب تعمل على توتير الأوضاع في القدس: "في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما جسر الهوّة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعودة إلى مسار المفاوضات."

واعتبر عريقات أن قيام الجيش الإسرائيلي بمرافقة من وصفهم بـ"المستوطنين المعادين للسلام والذين تواجدوا عمداً للاستفزار والتسبب بردات الفعل، ليست عملاً يمارسه طرف ملتزم بالسلام."

وأضاف المسؤول الفلسطيني، في بيان تلقت CNN نسخة منه: "لا تُذكرنا أحداث اليوم فقط بزيارة (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) أرئيل شارون الاستفزازية للمسجد الأقصى في عام 2000 والتي أشعلت الانتفاضة الثانية، بل تم توقيتها لتتزامن عمداً مع ذكرى تلك الزيارة."

وحض عريقات الجانب الإسرائيلي على قبول حل مسألة مصير القدس في المفاوضات، مشدداُ على أن مصيرها "لن يتقرر من خلال العنف أو الممارسات الوحشية،" ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته نحو المدينة.

من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما وصفته بـ"الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني الأحد بحقِّ المسجد الأقصى،" وقالت الحركة في تصريحٍ صحفي أن ما جرى يأتي استمرارا لمخطط إسرائيلي يهدف لاحتلال ساحات المسجد الأقصى تمهيدًا لتقسيمه.

ورأت الحركة أن ما جرى يشكل "أحد نتائج القمة الثلاثية،" التي جمعت رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي باراك أوباما.

بدورها، أكدت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس بياناً نشرته على موقعها الرسمي، قالت فيه إن الأقصى هو "الشعلة التي يبدأ عندها الانفجار،" وأضافت: "سندافع عن الأقصى بكل الوسائل، وعلى العدو أن يتوقع وينتظر بفارغ الصبر ما يسوؤه."

وعلى الجانب الإسرائيلي، نقل موقع صحيفة "هآرتس" عن شاموئيل بن روبي، الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أن المواجهات تسبب بها الجانب الفلسطيني، بعدما رشق 150 شاباً الحجارة على يهود كانوا يزورون مواقع في القدس القديمة "تفتح عادة لغير المسلمين في ساعات محددة" وفقاً للصحيفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى