سياسية

الرئيس الأسد في حفل إفطار لحزب العدالة والتنمية في اسطنبول: العلاقة السورية التركية حققت إنجازات على مستوى العلاقات العربية التركية.. أردوغان: سورية قوية ومتقدمة وبمقدار ما تكون قوية تكون تركيا قوية

شارك السيد الرئيس بشار الأسد مساء أمس في حفل الإفطار تلبية لدعوة من حزب العدالة والتنمية فرع اسطنبول حضره السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وكبار المسؤولين في الدولة والحزب
وأعضاء السلك الدبلوماسي وأكثر من 2500 مدعو من بينهم فعاليات اقتصادية وثقافية واجتماعية.

الرئيس الأسد: ما أحوج العالم الاسلامي لنموذج كالعلاقة السورية التركية استبدلت الخصومة بالمحبة والافتراق بالالتقاء

وقال الرئيس الأسد في كلمة له في حفل الإفطار: الأخ العزيز الرئيس رجب طيب أردوغان .. السيدة أمينة أردوغان.. السيد عزيز بابوتشو أيتها السيدات.. أيها السادة.. أزور تركيا اليوم حاملاً معي تحيات الشعب العربي السوري الحارة والصادقة لشقيقه الشعب التركي وأمنياته بدوام الخير والازدهار.. ويسرني أن ألبي دعوتكم وأن أشارككم هذا الإفطار الرمضاني الكريم تعبيراً عميقاً عن كل ما يجمع بين شعبينا من جذور وروابط وعادات وتقاليد تضفي على علاقاتنا أبعاداً وجدانية سامية.

وأضاف الرئيس الأسد: إن لقاءنا اليوم في هذا الشهر الكريم شهر الخير والمحبة والتسامح يقابله طغيان العدوان والكره والانتقام في عالمنا المعاصر.. نلتقي اليوم في شهر يعبر عن تضامن الإنسان مع أخيه الإنسان بغض النظر عن انتمائه العرقي أو الديني في عالم تسوده التفرقة والتنافر بين الثقافات المختلفة فكيف يكون الحال إذا كانت هذه الفرقة تسود بين أبناء الوطن الواحد أو الشريعة الواحدة كما هو حال دولنا الإسلامية اليوم والتي عوضاً عن أن تكون علاقاتها مبنية على التضامن بين دولها وشعوبها عكست المسار باتجاه المزيد من التفرقة داخل حدودها الوطنية أو عبرها على أسس عرقية أو طائفية بغيضة.

وقال الرئيس الأسد: ما أحوجنا اليوم لفهم عميق لمعاني هذا الشهر الفضيل وما أحوج العالم الإسلامي لنموذج كالعلاقة السورية التركية استبدلت الخصومة بالمحبة والافتراق بالالتقاء وعملت على أن يعم الخير والسلام أرجاء المنطقة وحرصت في كل خطوة خطتها على أن تجمع الدول والشعوب حول مصالح ومبادئ توحدها.

وأضاف الرئيس الأسد: إن سعادتي بهذه الزيارة ولقائي معكم ومع أخي الرئيس أردوغان لا يفوقها سوى سعادتي بما حققناه خلال الأعوام القليلة الماضية من إنجازات على مستوى العلاقات العربية التركية بشكل عام والسورية التركية بشكل خاص وهذه الإنجازات بمقدار ما تشعرنا بالرضا بمقدار ما تجعلنا نسأل أنفسنا.. لماذا لم ننجح في العقود الماضية أو لماذا لم نحاول لكي ننجح في تحقيق هذه الإنجازات.. فهل قمنا بشيء جديد مؤخراً لكي نغير مسار الأمور أم أننا ابتكرنا شيئا بعيداً عن طبيعة الأمور في منطقتنا فغير مسارها.

وقال الرئيس الأسد: في الحقيقة لا هذا ولا ذاك ما قمنا به هو أننا أعدنا الأمور إلى طبيعتها وأبعدناها عن شذوذها من خلال خطوات متبادلة قام بها كل منا لا لنلتقي في منتصف الطريق بل لنقطع معا الطريق الذي رسمناه عبر تاريخنا الطويل باتجاه مستقبل مليء بالإنجازات تسوده المحبة ويسوده السلام.

وتابع الرئيس الأسد: وإذا كان هذا الجواب بسيطاً جداً من حيث الشكل على الأقل فهذا لا يعني أن مضمونه كذلك فالأخطاء التي تتراكم على مدى العقود ومع تعاقب الأجيال يصبح من الصعب رؤيتها وبالتالي تصحيحها لهذا لم يكن من السهل على أي منا أن يرى المشكلة بشكلها وبحجمها الحقيقي.. وفي مثل هذه الحالة يصبح أسهل الأشياء لوم الآخرين على ما نحن فيه وخاصة الاستعمار الأجنبي الذي يعتمد مبدأ "فرق تسد" للوصول إلى أهدافه والذي تمكن من نسف العلاقة التاريخية بين الأتراك والعرب والتي استمرت لقرون طويلة من التفاعل والتأثير المتبادل.. عشنا خلالها مع بعضنا البعض تجمعنا الجغرافيا والمصالح والثقافة التقاليد وكل ما من شأنه ان يربط بين أخوة في العائلة الواحدة.

وأضاف الرئيس الأسد: ولكن إذا كان لنا الحق في أن نلوم القوى الكبرى التي أسهمت في كل ذلك فهذا لا ينفي حقيقة أننا نتحمل سوية المسؤولية الأكبر في هدر الوقت والموارد وما يعنيه ذلك من ضياع في المصالح.

وقال الرئيس الأسد: أمضينا الوقت نلوم المستعمر والحقيقة أن المستعمر يقوم بدوره الطبيعي لو لم يكن هدفه أو عمله احتلال الأراضي واستلاب الحقوق والتفرقة بين الدول وبين الشعوب لما سمي استعماراً.. ولكن كان حالنا في ذلك الوقت كحال الحارة فيها مجموعة بيوت وفيها سارق وهذا السارق جوال يبحث عن باب مفتوح لكي يدخل منه إلى البيوت ويسرق ما في داخلها.

وأضاف الرئيس الأسد: إنه من الواجب الطبيعي لأصحاب هذه البيوت أن يقوموا أولاً بإغلاق الأبواب وثانياً بإحكام إقفالها من خلال استخدام الأقفال.. في حالتنا المشتركة في ذلك الوقت في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بدلاً من أن نقوم بذلك لم نكتف بعدم إقفال الأبواب بل قمنا بتركها مفتوحة لهذا السارق لكي يدخل أمام أعيننا ونحن غير قادرين على فعل شيء وعندما حصل خلاف في العائلة الواحدة بدلاً من أن نقوم نحن كأفراد عائلة بإصلاح المشكلة بين بعضنا البعض طلبنا من طرف ثالث غريب ليس له علاقة بالعائلة بالعكس هو لا يحب هذه العائلة فماذا كانت النتيجة.. أن العائلة تفككت نهائياً.

القرار الوطني المستقل لا يعني أبداً أن نكون على تناقض مع الجوار

وقال الرئيس الأسد: لقد أخطأنا بحق أنفسنا عندما قبلنا أن نكون وقوداً للصراعات الدولية الكبرى فأحرقتنا مراجلها وعندما أقول إننا أعدنا الأمور إلى طبيعتها فإنني أعني أننا حولنا استخدام هذا الوقود من أجل بناء منطقتنا وهذا البناء ليس بالضرورة أن يكون عمرانياً أي البناء بمعنى الهندسة بل هو بناء القرار الوطني المستقل الذي يعني بديهيا التوافق في المصالح مع أبناء المنطقة الواحدة.

وأوضح الرئيس الأسد: القرار الوطني المستقل لا يعني أبداً أن نكون على تناقض مع الجوار أو مع الدول ما بعد الجوار وهذا يعني أنه لا علاقة في العالم يمكن أن تعوض عن العلاقة الطيبة مع الجوار دولاً وشعوباً سواء كان هذا الجوار دولةً أو شعباً فلا شيء يعوض عن علاقتنا مع بعض كجيران بغض النظر عن العرق والدين وأي معيار آخر فكيف إذا كانت هذه العلاقة ذات جذور تاريخية متينة وقوية كالتي تربط بين شعبينا العربي والتركي.. والقرار لكي يكون وطنياً لا بد من أن يعبر عن طبيعة الشعب وعندما قمنا سوية كدولتين سورية وتركيا بذلك لم يكن هناك سوى احتمال واحد هو النجاح لسبب بسيط.. لأن تغير السياسات عبر الماضي لا يعني على الإطلاق تغير الشعوب لذلك لم يؤد تنافر السياسات الذي حصل في العقود الماضية إلى تنافر بين الشعبين فكانت النتيجة أن السوريين والأتراك كانوا الحاضن الأساسي لتطور العلاقة على المستوى الرسمي والدافع الحقيقي لاستمرارها وتطورها وهم سيكونون المانع القوي في وجه تراجعها أو ضعفها.

لن ننسى موقف الحكومة التركية من جريمة العدوان على غزة

وقال الرئيس الأسد: في إطار هذه العلاقة لا بد من التنويه بالمواقف التركية خلال السنوات الماضية تجاه القضايا العربية تحديداً والتي كان لها تأثير كبير على الشعب العربي بشكل عام وتركت بصمتها العميقة في مستقبل الأخوة العربية التركية فلا يمكن أن ننسى موقف البرلمان التركي عندما رفض السماح بالعدوان على العراق انطلاقاً من الأراضي والأجواء التركية والذي عبر عن الموقف الشعبي الواضح من خلال التظاهرات الرافضة للعدوان في ذلك الوقت ولن ننسى موقف الحكومة التركية من جريمة العدوان على غزة ومسيرة اسطنبول الكبرى المستنكرة للمجازر الجماعية التي نفذتها إسرائيل بحق الفلسطينيين وفي المقابل فإن الشعب العربي بادل هذه المواقف المشرفة بالتقدير والعرفان والذي ستظهر نتائجه الملموسة في المدى القريب.

السياسة الدولية تسودها حالة من النفاق والرياء وازدواج المعايير

وأضاف الرئيس الأسد: وفي هذا الإطار أريد أن أنوه بالموقف المشرف لأخي رئيس الوزراء أردوغان في مؤتمر دافوس.. هذا الموقف بالنسبة لنا.. وأعتقد بالنسبة لأي إنسان عاقل ويحترم نفسه في هذا العالم.. يعبر عن احترام للذات وعن احترام للوطن والشعب.. والدولة التي تحترم نفسها.. دولة تكتسب مصداقية والدولة التي تكتسب مصداقية تصبح دولة فاعلة.. لا يمكن أن تأتي الفاعلية وقوة الدولة من خلال المساحة أو من خلال عدد السكان أو من خلال القوة العسكرية أو الاقتصادية أو غيرها.. تأتي أولاً من خلال الرؤية ومن خلال احترام الذات واكتساب المصداقية ونحن اليوم بحاجة لكثير من هذه المواقف المشرفة الواضحة.. الصادقة .. العادلة.. السبب بسيط وهو أن السياسة الدولية اليوم تسودها حالة من النفاق والرياء وازدواج المعايير.

وقال الرئيس الأسد: في هذه التربة الخصبة نمت العلاقة السياسية بيننا وفي هذه البيئة الصحية تكونت الثقة بين المسؤولين في الدولتين وبشكل خاص بيني وبين الرئيس غل والرئيس أردوغان ومن هذه الثقة انطلقنا للعمل سوية من أجل استقرار المنطقة ولم يكن لدينا أدنى شك بأن جوهر هذا الاستقرار والمدخل إليه هو تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وترجمنا هذا العمل المشترك من خلال المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل في اسطنبول والتي استمرت لثمانية أشهر سبقها تنسيق وتحضير مشترك لأكثر من ثلاثة عشر شهراً بيني وبين الرئيس أردوغان مباشرة من خلال اللقاءات ومن خلال الاتصالات الهاتفية أو من خلال المبعوثين.

وتابع الرئيس الأسد: أثبتت سورية خلال تلك المفاوضات مرة أخرى.. أقول مرة أخرى لأنه كانت هناك مفاوضات في التسعينيات.. حرصها على تحقيق السلام من خلال المشاركة الجدية في هذه المفاوضات كما أثبت الوسيط التركي والذي يقوم بهذا الدور لأول مرة بأنه وسيط عادل وموضوعي لعب دوره بمهارة تامة.. أما إسرائيل فقد أكدت مرة أخرى رفضها للسلام من خلال تمسكها بموقعها الذي وقفت فيه دائماً وهو العمل على نسف أي مبادرة لتحقيق السلام ومقابلة أي مبادرة من هذا القبيل بحروب جديدة ومجازر رهيبة وهذا ما حصل في عام 2002 بعد المبادرة العربية للسلام قامت إسرائيل بارتكاب مجازر في جنين وفي الضفة الغربية وقامت بالعدوان على لبنان في عام 2006 وبدأت بالعدوان على غزة بعد أربعة أيام من آخر حديث على الهاتف بيني وبين الرئيس أردوغان والذي استمر حتى منتصف الليل وكان في ذلك الوقت رئيس الوزراء الإسرائيلي موجوداً في تركيا وكنا نأمل بأن الوقت قد حان لإتمام شيء أساسي في المفاوضات غير المباشرة ففوجئنا بأن الرد الإسرائيلي كان هو الهجوم على غزة وارتكاب المجازر التي تعرفون عنها كما نعرف نحن عنها ولكن غياب الشريك الإسرائيلي لن يغير نظرتنا للسلام ولن يجعلنا نتباطأ في العمل على تحقيقه وهذا يكون من خلال مواصلة الحوار لوضع التصورات المختلفة التي يمكن ان تتحول إلى خطة عمل وعندما يتواجد الشريك من الجانب الإسرائيلي يمكن الانطلاق بسرعة وإنجاز اتفاق يجعل من السلام حقيقة واقعة بدلاً من أن يكون وهماً أو غطاء لحروب ومجازر بحق الأبرياء ولكن علينا أن نكون واقعيين وألا نغرق بالأحلام الجميلة لأن الواقع ليس كذلك فنحن لا نتحدث هنا عن شريك موجود أو كان موجوداً وغاب مؤخراً وننتظر عودته.. نحن نتحدث عن شريك وهمي لم يوجد منذ وجد الصراع العربي الإسرائيلي والأمل في وجوده بدأ يتضاءل بشكل خاص مع ازدياد التطرف الإسرائيلي بعد عدوان 1967 والذي يزداد يوماً بعد يوم على مستوى الحكومات وعلى مستوى الشارع.

لاتوجد أرض مقابل أرض ولايوجد سلام مقابل سلام

وأضاف الرئيس الأسد: هذا الكلام ليس استنتاجاً سورياً.. لا نقوله لأن سورية لديها أراض محتلة من قبل إسرائيل.. هذا الكلام تستطيعون أن تطلعوا عليه وعلى مضمونه من خلال استطلاعات الرأي التي تجرى في إسرائيل من وقت لآخر وأن آخر استطلاع كان يدل على أن أكثر من ستين في المئة لا يؤمنون أو لا يقبلون بعودة الأراضي المحتلة بشكل عام وخاصة الجولان.. كلنا يعلم بأن عملية السلام قامت على أساس الأرض مقابل السلام.. يعني لا توجد أرض مقابل أرض ولا يوجد سلام مقابل سلام ..يوجد أرض مقابل سلام فمن يرفض الأرض يرفض السلام ..بنفس الوقت إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في عام 1991 عندما بدأت مفاوضات السلام في مدريد.. سأجعل هذه المفاوضات تستمر عشر سنوات واليوم نحن بعد ثمانية عشر عاماً من بدء عملية السلام لم يتحقق شيء والأمور أسوأ من قبل بدء عملية السلام فعندما نتحدث عن التطرف الذي نراه في إسرائيل هو ليس استنتاجاً سورياً هو حقيقة يجب أن نتعامل معها إن أردنا أن نصل إلى السلام بعيداً عن العواطف والدبلوماسية الرومانسية والطرح الأخير حول يهودية الدولة يصب في هذا الاتجاه فهذه الدولة لن تقبل فيها مسيحياً أو مسلماً وستكون دولة من لون واحد ذات طابع عنصري وهذا مناقض تماما للنسيج الاجتماعي لمنطقتنا الغني بتنوعه الديني والثقافي والعرقي وهذا ما يفسر الردود العنيفة والحربية من قبل إسرائيل على المبادرات السلمية المختلفة لأن السلام يفترض الاندماج مع الآخر وهذا يناقض التوجه الإسرائيلي.

وعملية تهويد القدس الممنهجة وطرد سكانها الفلسطينيين هي البداية الفعلية من أجل الوصول للدولة اليهودية المنشودة وما يحصل في غزة أو ما حصل في غزة وما يحصل اليوم وما حصل قبل الحرب من خلال الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني أيضاً يدخل في نفس الإطار لأن المطلوب أن يصل الشعب الفلسطيني إلى حالة من اليأس وبالتالي يقوم بهجرة طوعية وتتحقق هذه الأمنية الإسرائيلية.

السلام ثمنه الوحيد عودة الحقوق كاملة والقوة مهما كبرت غير قادرة على اقتلاع الشعوب والعقائد

وتابع الرئيس الأسد: من تحليل هذه الحقائق نستنتج أن هذا الشريك لن يوجد بشكل طوعي لأن طبيعته منافية للسلام ورافضة له بل سيوجد عندما تمارس عليه الضغوط التي تجعله يفهم أن اللون الواحد لا يمكنه العيش في الشرق الأوسط المتنوع وأن السلام ثمنه الوحيد هو عودة الحقوق كاملة وان القوة مهما كبرت فهي غير قادرة على اقتلاع الشعوب أو العقائد. صحيح هي قادرة على التخريب وإلحاق الأذى لكنها أيضاً قادرة وبسهولة على الارتداد على أصحابها.

وقال الرئيس الأسد: في إطار الحديث عن عملية السلام أود أن أؤكد من على هذا المنبر وفي اسطنبول بأننا نتمسك بقوة بالدور التركي وبالوساطة التركية من أجل المفاوضات المباشرة وهناك سؤال يتكرر حول مغزى هذا الدور ومغزى هذه المفاوضات سواء في تركيا أو الدول العربية أو في أي مكان من العالم.. أولاً الدور التركي في هذه الوساطة نتمسك به لعدة أسباب أولاً الثقة التي تكونت بين الدولتين وبين المسؤولين في البلدين والثقة في مفاوضات السلام مهمة جداً ..من المهم جداً أن تكون هناك ثقة بالراعي أو بالوسيط.. لا يمكن أن يكون هناك مفاوضات سلام من دون وجود هذه الثقة ..النقطة الثانية هي نجاح الوسيط التركي في وقت فشلت أغلب الوساطات والرعايات منذ بدء عملية السلام وحتى الآن.. النقطة الثالثة هي أهمية هذه المرحلة أي المفاوضات غير المباشرة كأساس للمفاوضات المباشرة إن نجحنا في هذه المرحلة ونجح الدور التركي فسيكون من الممكن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة وبالتالي نجاح الرعاة الدوليين وطبعاً تركيا ستكون أيضاً موجودة بشكل أساسي في مرحلة المفاوضات المباشرة.

وأضاف الرئيس الأسد: ما هي أهمية المفاوضات غير المباشرة التي قامت بها تركيا…هذا السؤال يقابل ما يطرح أحيانا بنوع من الحماس بأنه لماذا لا نذهب مباشرة للمفاوضات المباشرة كما قلت قبل قليل.. هذه المفاوضات هي الأساس وإن فشل الأساس فستفشل المكملات أو التتمات.. ثانياً من خلال التجربة في عملية السلام منذ بدئها في عام 1991 هناك مرجعيات دولية أعلنت في مؤتمر مدريد تستند إلى مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات مجلس الأمن المعنية.. هذه المرجعيات جيدة وتحقق السلام عندما يكون هناك أطراف صادقة وتريد أن تحقق السلام.. بنفس الوقت عندما يكون هناك طرف سيئ النية قادر على أن يحقق ما تحقق حتى هذه اللحظة وهو فشل عملية السلام فإذن المطلوب للوصول لمرجعيات تحقق السلام بغض النظر عن نوعية الشركاء هو تحديد وضع بعض التفاصيل لهذه المرجعيات حتى الآن هي عبارة عن عناوين عامة بحاجة لإطار واضح لكي يعمل من خلاله الوسيط أو الراعي ولكي يتحرك من خلاله الطرف المعنى سواء أكان الطرف العربي أم الطرف الإسرائيلي.. طبعاً في هذه الحالة الطرف العربي هو الطرف السوري تحديداً.. عندما نصل إلى هذا الإطار الواضح من خلال المفاوضات غير المباشرة تتحقق عدة أمور.. أولا يكون للراعي في المستقبل إطار واضح لأنه مع كل أسف في التسعينيات أحد أسباب فشل عملية السلام هو القيام بدور أو القيام بمبادرات سواء من الرعاة أو من غيرهم أدت إلى إفشال المفاوضات في بعض الأحيان عن حسن نية..ليس بالضرورة أن يكون السبب سوء النية..فإذن الراعي يكون لديه الإطار وطريق يتحرك من خلاله وبالتالي احتمالات الفشل تكون أقل..بنفس الوقت عندما نحدد هذا الإطار بشكل دقيق الطرف الإسرائيلي يكون غير قادر على المماطلة كما فعل في السنوات القليلة الماضية وبالتالي هذا الأساس نستطيع أن نشبهه ببناء..البناء إن كان أساسه ضعيفاً فسوف يسقط عند أول هزة على رؤوس أصحابه لذلك علينا أن نؤكد على أن تكون الأساسات متينة في هذه المرحلة أي مرحلة المفاوضات غير المباشرة لكي يكون بناء السلام بناء متينا وعندها ستكون الأمور لأجيال مقبلة جيدة وطبيعية.

العلاقات بين بلدينا تجاوزت المفهوم التقليدي وأصبحت أخوية متميزة ملؤها الدفء والثقة

وقال الرئيس الأسد: إن العلاقات بين بلدينا تجاوزت المفهوم التقليدي للعلاقات الطبيعية بين بلدين جارين لتصبح علاقات أخوية متميزة بين البلدين والشعبين ملؤها الدفء والمحبة والثقة ومتجاوزة العلاقات الرسمية إلى الأوساط المهنية والاجتماعية المختلفة بحيث يغدو الطبيعي متميزاً..يعني إن لم تكن العلاقة بيننا من الآن فصاعداً متميزة فهي غير طبيعية أي فيها مشكلة فعلينا أن ننبه المسؤولين إلى هذا المفهوم.. فإذا كانت السياسة عنواناً لتضامننا فإنها لن تكون مجرد تنسيق للجهود وإنما هي لقاء في الرؤية والمواقف.. والثقافة كذلك لن تكون مجرد لقاء مثقفين فحسب بل نسيج جامع يضم أبناء شعبينا في بوتقة واحدة..وأما الاقتصاد فهو ليس مجرد مشروعات نقوم بها بل هو اتجاه لازدهارنا المشترك.

الغاء تأشيرات الدخول جوهر الاتفاق الاستراتيجي

وأضاف الرئيس الأسد: كل ذلك عبرنا عنه اليوم في الاتفاق الإستراتيجي بين سورية وتركيا والذي نعتبره ثمرة لما أنجزناه وبابا ندخل منه إلى المستقبل وطريقاً لتحقيق الازدهار وهو بمقدار ما يعبر عن الإرادة والرؤيا المشتركة لمستقبل العلاقة بين البلدين بمقدار ما يصلح نموذجا للعلاقة بين دول المنطقة ويفتح الطريق أمامها للمزيد من الاستقرار والازدهار.

وقال الرئيس الأسد: العنوانان الرئيسيان في هذا الاتفاق اليوم هما التعاون والتضامن.. وتحدثت مع أخي الرئيس أردوغان حول الكثير من مواضيع التعاون في الكهرباء والغاز وفي المياه والنقل وكل شيء آخر ولكن اعتقد أن القرار الذي اتخذناه بالنسبة لإلغاء تأشيرات الدخول بين المواطنين السوريين والأتراك هو أهم انجاز تم اتخاذه وهو جوهر هذا الاتفاق.. والجانب الآخر هو التضامن وأنا لا أريد القول بأننا اتفقنا على التضامن أو أن هذا الاتفاق اليوم أو الإعلان يعلن حالة من التضامن.. نحن متضامنون دائماً وميزة هذا الاتفاق أنه لم يأت لكي يحقق التعاون.. هو أتى نتيجة للتعاون بين بلدينا..واستمعت اليوم من الرئيس أردوغان بالتفصيل عن الخطة الديموقراطية..المسار الديموقراطي الذي تحدث عنه وفعلاً هذا المسار إن تم تحقيقه في تركيا فسوف ينعكس على دول المنطقة ومنها سورية.. فنحن نؤيد الخطوات التي يقوم بها الرئيس أردوغان في هذا المجال ونعتقد أن التضامن الذي بدأ منذ ست أو سبع سنوات فعليا بين سورية وتركيا وحقق انجازات كبيرة يجب أن يستمر في مكافحة الإرهاب وفي التنمية وفى كل ما من شأنه أن يضر أحد البلدين أو يفيد كلا البلدين.

وأضاف الرئيس الأسد: وإذا كنا أنجزنا الكثير في زمن قصير فعلينا ألا نستسلم للشعور بالرضى لأن الطريق أمامنا ما يزال طويلاً ومبدأ فرق تسد الذي استخدمه الاستعمار عبر تاريخه يعيد استخدامه اليوم بأساليب وأدوات وعناوين طائفية ونتائج ذلك واضحة أمام أعيننا ومن حولنا وجهوده من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لن تتوقف في المدى المنظور.. ولقد أثبت التنسيق السوري التركي أهميته لاستقرار المنطقة.. ونجاحنا في المستقبل مرهون بقدرتنا على إقصاء التدخلات الخارجية عن منطقتنا كما قال أخي الرئيس..الأخ غير الصديق..الدول الأخرى هي صديقة ولكنها ليست شقيقة وليست جزءاً من المنطقة والقرار لا يمكن أن يأتي في البيت إلا من داخل العائلة.. لا يمكن أن يأتي من خارج العائلة وهذا ما بدأنا العمل عليه.

واختتم الرئيس الأسد كلمته بالقول: إن هذا الكلام لا يعني الانعزال عن العالم فالتواصل والتأثير المتبادل هو أمر طبيعي وهو صحي بشرط أن ينطلق القرار من هنا وأن يصنع بأيدينا وأن يلبي احتياجاتنا ومصالحنا وليس احتياجات ومصالح الآخرين على حساب مصالحنا..هذا هو المسار الذي اتبعناه في بناء علاقتنا المشتركة وبها نجحنا فلم يضعف سورية عدم خضوعها للضغوطات بل جعلها أقوى وأصلب ولم يضعف تركيا رفضها للعدوان على العراق وعلى غزة ومقاومتها لمحاولات إبعادها عن أشقائها العرب بل جعلها أكثر أهمية وأعظم تأثيراً في محيطها الإقليمي فكلانا أدرك أن العلاقة الجيدة مع القوى الكبرى مفيدة عندما تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أما الرضوخ فهو أمر مرفوض وإذا كان رفضه فيه ضرر محتمل فإن قبوله فيه مقتل أكيد..هكذا فقط نؤسس لمستقبل مشترك قواعده راسخة.. وهكذا فقط ستذكرنا الأجيال القادمة بكل التقدير والعرفان كآباء وأجداد عرفوا كيف يستثمرون الماضي المشترك بنجاحاته وعثراته من أجل حاضر أبنائهم ومستقبل أحفادهم. مرة أخرى أشكركم وأشكر الأخ الرئيس أردوغان وأتمنى لكم وللشعب التركي الشقيق كل الخير والتوفيق والسلام عليكم.

اردوغان: تركيا وسورية تجلسان على مائدة واحدة منذ ألف عام وتتقاسمان مصيرا وأفكارا مشتركة

من جهته قال السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي: أرحب بكم أجمل ترحيب وأكرر ترحيبي بالسيد الرئيس بشار الأسد والوفد السوري في اسطنبول مرة ثانية.. إنني أشعر ببالغ السعادة لأنني أتقاسم هذه المأدبة التي يقيمها فرع حزب العدالة والتنمية باسطنبول مع صديقي وأخي العزيز السيد الرئيس بشار الأسد.

وأضاف أرودغان: إن رمضان هو شهر التشارك والتعاون والتضامن وهو شهر الرحمة وهو الشهر الذي يجب ان تتشارك فيه كل شرائح المجتمع من فقراء وأغنياء كما أن رمضان دليل نعمة من نعم وعطاءات الله عز وجل فهو الشهر الذي يجب أن يتقاسم فيه الناس جميعاً نعمة الله عز وجل.. وكما نشاهد من خلال هذه المأدبة فإن هذا الشهر هو شهر البركات والخيرات ..وكما يسعدني أيضاً أن أتقاسم بركة وخير هذا الشهر الكريم مع أشقائنا السوريين على مائدة واحدة.. وأساساً نحن نتقاسم تاريخاً وماضياً جغرافياً طويلاً.. إن تركيا وسورية تجلسان على مائدة واحدة منذ ألف عام وتتشاركان نفس الماء والطعام وتتقاسمان أيضاً مصيراً وأفكاراً مشتركة وقد حاربنا معاً عبر التاريخ كتفا إلى كتف ضد أعداء مشتركين وكما أننا دافعنا عن دمشق وحلب والقدس وقدمنا العديد من الشهداء في شنقلعة.

الغاء سمات الدخول بشرى بمناسبة العيد

وقال أردوغان: أنا على يقين أن أخي السوري الذي يأتي إلى اسطنبول لن يشعر بأنه غريب عن هذه المدينة وأنا أثق بأن أي شخص سيزور اسطنبول لن يشعر نفسه غريباً عنها.. وفي نفس الوقت أي تركي يزور أي مدينة سورية لن يشعر بغربة بل إنه سيظن نفسه أنه في مدينة تركية أيضاً فمثلاً الجامع الأموي في سورية يذكرنا بجامع السلطان أحمد في اسطنبول وسوق الحميدية بالسوق المغطى لدينا في اسطنبول كما أن الموسيقا والطعام كلها أمور مشتركة بيننا.. إنكم تستمعون إلى المطربين الأتراك في سورية وهناك صلات قربى وصداقة بيننا فكلنا إخوة.. إن سورية هي دولة أخ لنا وليست دولة صديقة فقط فنحن خطونا اليوم خطوة جديدة وهذه بشرى بمناسبة العيد .. لقد ألغينا سمات الدخول بين بلدينا فهذا كان المنتظر وهذا كان الأمل حتى أن هناك بعض الإخوان قال لي بشكل مازح ..إن هناك اتفاقية "شينغن" وهناك اتفاقية "شام غن" وهذا يعني فيما يخص الاتفاقية التجارية بين البلدين وهذا الأمر يعتبر هاماً جداً.. بمناسبة العيد أيضاً هناك زيارات متبادلة في العيد على طول الحدودين وسيتمكن مواطنو البلدين من العبور إلى البلد الآخر بكل راحة.

نخطو مع سورية معاً إلى غد أجمل في المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية والثقافية

وتابع أردوغان: إن السيد الرئيس أعطى تعليمات للوزراء ونحن أعطينا تعليماتنا من أجل تنفيذ هذا القرار فهذه هي المحبة والتضامن والمحبة..ونحن نخطو مع سورية معاً إلى غد أجمل في المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية والثقافية وسنعزز هذه العلاقات وقد عززناها ومازلنا نعززها .

وقال أردوغان: إن تركيا اعتبرت قضايا سورية قضايا لها وكذلك سورية نفس الشيء وبهذا الشكل أتيح المجال لنا أن نتمكن من مساعدة بعضنا في حل مشاكلنا والعلاقات السورية التركية قطعت شوطاً كبيراً في السبع سنوات الماضية وأساساً إننا نتقاسم هذا الأمر ليس بين السياسيين فحسب وإنما بين شعبينا ورحلات القطار التي ابتدأت بين مدينة حلب ومرسين قد لاقت إعجاباً شديداً من مواطني البلدين وإن هذا الخط الحديدي الذي يربط بين بلدينا قد نال إعجاب جميع الناس في كلا البلدين.

العلاقات السورية التركية ستشهد في المرحلة القادمة تطوراً أكثر.. وسورية قوية ومتقدمة وبمقدار ما تكون سورية قوية تكون تركيا قوية

وأضاف أردوغان: إن العلاقات الأخوية بين سورية وتركيا ستشهد في المرحلة القادمة تطوراً أكثر.. فتركيا بوابة أوروبا وسورية بوابة آسيا وأنا أؤمن بأنه يجب علينا تطوير العلاقات الأخوية بيننا وأؤمن أن هذه العلاقات ستساهم في تعزيز السلام والأمن في المنطقة وأؤمن أن هذه العلاقات ستسهم في دعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأننا سننجح في جهودنا لبلوغ هذا الهدف.

وقال أردوغان: إن سورية قوية ومتقدمة وقد حلت جميع مشاكلها مع الدول الجارة وبالمقدار الذي تكون فيه سورية قوية فإن تركيا تكون قوية أيضاً وهذا مصدر امتنان وسعادة بالنسبة لنا.. وإن سورية وتركيا سوف تستمران في التضامن والتعاون فيما بينهما.

وأضاف أردوغان: إنه منذ شهرين من الآن بدأ بيننا عملية وحدة قومية ونؤمن بأن تعزيز الديمقراطية في بلدينا سيسهم في استقرار المنطقة وإن تركيا قدمت خلال 30 عاما الآلاف من قوات الأمن تقريباً.. 30 ألف شهيد قضوا في سبيل الدفاع ومكافحة الإرهاب فعندما ننظر إلى هذه المسألة نرى أن الخاسر هو تركيا والشعب التركي.. والأكثر من ذلك هم الأمهات والآباء والخاسرون هم الشباب في عمر الورود ونحن لا نريد أن نعيش مثل هذه الحوادث أو أن تستمر وإننا نرى الناس في العراق وإيران وسورية يعيشون نفس هذه المشاكل.

وقال أردوغان: إن هناك مسألة هي مسألة الإرهاب وهناك البطالة وهناك مسائل كثيرة ونحن مصممون على حل كل هذه المسائل عبر الانفتاح الديمقراطي وأن المعني بهذا الأمر في النهاية هو الشعب وسنحل كل مشاكلنا يداً بيد.. ومع الأسف هناك من يحاولون استغلال الأوضاع وهم مخطئون لأن شهداءنا لا يمكن أن تكون دماؤهم رخيصة ولا يمكن لأحد أن يستغل هذه الأمور وهذا لا يليق بوطننا فهناك حكومات سابقة أتت قبلنا.. وعندما أسست حزبي كنت قد كتبت كثيراً عن هذا الموضوع وطبعاً نحن نتحمل مسؤولياتنا ولا يمكننا السكوت عن بكاء الأمهات عندما يفقدن أبناءهن.

وأضاف أردوغان إننا نشعر ببالغ السعادة لأن سورية تشاركنا في هذا الانفتاح الديمقراطي وفي حال وصول هذا الانفتاح الديمقراطي إلى النجاح فإننا سنكون سعيدين جداً وقد تابعت اللقاء الذي أجراه الصحفيون مع سيادة الرئيس بشار الأسد وقرأت ما جاء فيه ونحن نؤمن أن هذه العملية التي بدأناها مع سورية أيضاً ستسهم في وقف دموع الأمهات السوريات فيما إذا كن يعانين من المشاكل التي نعاني منها..إن هدفنا هو وقف سيل الدماء ونؤمن أن سورية يمكن أن تسهم أيضاً في مساعدتنا لبلوغ هذا الهدف والأخوة يتعاونون في مثل هذه الأمور.. ولا نريد أن نذكر منطقة الشرق الأوسط على أنها منطقة عدم استقرار ومشاكل وأعتقد أننا سننجح في جعل هذه المنطقة منطقة أمن وسلام.. وطبعاً هناك دور ملقى على المجتمع الدولي أيضاً إلا أننا يجب ألا ننسى أن حل المشاكل يجب أن يأتي بمبادرة منا ومن شعوبنا أيضاً.

وحول الموضوع الفلسطيني قال أردوغان: نحن نؤمن بأن يكون هناك وفاق بين الفلسطينيين والتضامن العربي أيضاً والوحدة العربية كلها أمور ضرورية والوحدة الفلسطينية ضرورية جداً بالنسبة لعملية السلام وفي حال تحقق ذلك فإن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ستأخذ منحى آخر ومختلفاً.. ونحن مستعدون دائماً أن نقدم أي مساعدة لكي تكون هناك مباحثات بين سورية وإسرائيل وبين الفلسطينيين وإسرائيل ..كما يسعدنا جداً الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون في المرحلة الأخيرة إلى سورية والتطور الحاصل في علاقات سورية مع الدول العربية أيضاً أمر يسعدنا جداً.. فنحن نؤمن أيضاً بأن المشاكل التي تظهر ما بين الأشقاء يمكن حلها عن طريق الحوار فنحن لا نحب أن نكسب ..نحن حزب يؤمن بخلق الصداقات مع الناس ومع الدول ..وسورية وتركيا اختارتا هذا الطريق وهما تسعيان إلى غد مشرق وهما قطعتا شوطاً كبيراً في هذا المجال وهناك اتفاق تعاون استراتيجي لإنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي وهذه الاتفاقية ستكون فأل خير بالنسبة لبلدينا ونؤمن بذلك .

وأضاف أردوغان: لقد عقدنا مباحثات ناجحة جداً مع أخي السيد الرئيس بشار الأسد اليوم ونهدف بهذه المباحثات لتوطيد وتطوير علاقاتنا إلى الأفضل حيث أننا عقدنا اجتماعاً اليوم مع السيد الرئيس وسنواصل معه متابعة هذه الاجتماعات ومع الوزراء المختصين لدينا.. وقد وقعت هذه الاتفاقية من قبل وزيري خارجية بلدينا وأتمنى أن تكون خيراً لكلا بلدينا و خاصة أن هذا سيزيد من علاقاتنا التجارية والاقتصادية فالعلاقات التجارية بين بلدينا في سبع السنوات الأخيرة قد ازدادت بشكل كبير فقد كان التبادل التجاري بين بلدينا عندما أتينا إلى الحكم 773 مليون دولار والآن ارتفع إلى مليار و754 مليون دولار.. ونتمنى أن يزيد حجم هذا التبادل التجاري في المستقبل إلى الأكثر.

وختم أردوغان بالقول: إنني أعود وأكرر وأرحب بأخي السيد الرئيس الأسد والوفد السوري في بلده الثاني تركيا وأتمنى أن يكون شهر رمضان المبارك يحمل الأمن والسلام لجميع شعوبنا وشعوب المنطقة.

من جانبه قال عزيز بابوتشو رئيس فرع اسطنبول لحزب العدالة والتنمية في كلمة له .. إن اسطنبول ودمشق هما مدينتان عريقتان وصديقتان، ونؤمن إيماناً تاماً بأن المحبة صلة وصل بين الشعوب وهي التي ستكون غالبة في النهاية.

وأضاف بابوتشو إن العلاقات بين الشعوب ليست مقتصرة على من يتشاركون بنفس الحضارة بل أيضاً بين شعوب العالم مجتمعة وإن الحروب والاحتلال والمجازر والعداء كل هذه المظاهر يجب ألا تسود في هذا القرن.

وقال بابوتشو إننا نؤمن بأن شهر رمضان المبارك الذي هو رمز المحبة والإخاء يجب أن يكون حافزاً لنا لكي نغير من هذه الأمور.. نريد أن يكون العالم كله في أمن وسلام وألا تسود فيه حالة الفقر والجوع.

وعاد السيد الرئيس بشار الأسد إلى دمشق الليلة الماضية بعد زيارة العمل القصيرة إلى تركيا. وعاد مع سيادته الوفد الرسمي المرافق.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى