سياسية

وثيقة للسفارة الأمريكية بدمشق توصي بالعزف على الوتر الطائفي للضغط على سورية

كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الأربعاء 11/5/2011 عن احدى برقيات السفارة الأمريكية في دمشق تعود إلى تاريخ 15 أيار 2008
وهي مصنفة من بريد القائم بالأعمال مايكل كوربن يقترح قيها الضغط على حكومة الجمهورية العربية السورية في الأزمة اللبنانية الحالية من خلال مجموعة من النقاط حددتها السفارة الأمريكية بالآتي:
بينما تركز واشنطن على وسائل الضغط على الحكومة السورية في ما يتعلق بسياستها في لبنان، نقترح المجالات الستة المحددة الآتية، التي نعتقد أنها الأكثر تأثيراً على تفكير الحكومة السورية حالياً. الحكومة السورية تعيد تقويم موقفها من لبنان، وقد يكون لإجراءات تتخذ في الوقت المناسب في بعض أو جميع المجالات الآتية تأثير ملموس. المجالات الستة هي:
– استخدام أدوات الدبلوماسية العامة للتشديد على المظهر الشيعي ـــــ الإيراني للدعم الذي تقدمه سوريا لحزب الله.
– التحرك سريعاً لفرض عقوبات على محمد حمشو وآخرين: الآن هو وقت التحرك.
– التشديد على لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول لبنان وتسريع إنشائها.
– التركيز على الضعف الاقتصادي الحالي لسوريا، ربما من خلال الضغط على العراقيين لرفض التعاون الاقتصادي في ظل غياب تعاون أمني أكبر بكثير من سوريا.
– إرسال الرسائل عبر البلدان التي تتمتع بتأثير كبير على سوريا: تركيا، الإمارات العربية المتحدة، الكويت والهند. الطلب إلى الإمارات والكويت والهند أن تلغي خطط الرئيس بشار الأسد بخصوص زيارتها في حزيران.
– زيادة ضغوط الاتحاد الأوروبي بشأن "انتهاكات حقوق الإنسان في دمشق" عبر تظهير الناشطين السياسيين القابعين في السجن بسبب تعبيرهم عن دعم 14 آذار.
التركيز على العلاقة بين سورية – وايران "الشيعية"
3. رغم ضرورة التنبه إلى تفادي اجتياز الخط نحو تشجيع الطائفية، تحث السفارة بقوة على المزيد من التركيز على علاقة سوريا القوية بإيران وحزب الله، فيما يركز الشيعة على مهاجمة العالم العربي. نرى أنه يجب أن تشدد على الدعم المادي الذي تقدمه الحكومة الإيرانية "لهجمات حزب الله العنيفة على العرب". إن الرسالة التي مفادها "أن سوريا تنفذ، ببساطة، رغبات شيعة إيران ستهشّم صورة الرئيس الأسد محلياً وفي العالم العربي وتعقّد محاولاته لتقديم نفسه قائداً عربياً «سنّياً»". رفض سوريا المشاركة البنّاءة في بعثة الجامعة العربية في لبنان (رغم أن سوريا هي الرئيسة الفخرية لجامعة الدول هذه السنة) يقدم أيضاً نقطة ضعف للاستغلال من الدبلوماسية العامة. هذه العناوين ستقوّي رسائل مصر والسعودية الخاصة في هذه المواضيع.
قرار عقوبات. حان الوقت المناسب
4. إن تسمية رامي مخلوف في قرار العقوبات الصادر في شباط 2008 (E.O. 13460) ولّد رد فعل ذا دلالة في سوريا. التسمية المباشرة لمحمد حمشو، يليه بسرعة الصراف في السوق السوداء زهير سحلول (أبو شفيق)، من بين تجار عملات آخرين تابعين للنظام، هذا تدبير من شأنه إرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تستطيع، وستمارس ضغطاً مباشراً على الأفراد السوريين البارزين المرتبطين بسياسات النظام السوري.
المحكمة الخاصة
5. ربما مع بعض المبالغة، تشدّد مصادرنا من المعارضة والمجتمع المدني على أن تحقيقات لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في اغتيال الحريري لا تزال «ترعب» النظام. مع ذلك، يظل النظام السوري مهتماً بالدفاع عن صورته إزاء الإعلام السلبي المرتبط بالادعاءات المتعلقة باغتيال زعيم سني وفق الوثيقة سيكون من شأن جهود تسريع تحقيق المحكمة والبدء بمرحلة الادعاء إرسال إشارة قوية للنظام بأن الضغط الدولي للتعاون سيطاله بأسرع مما كان يتوقع. (…)
استغلال التركيز الأوروبي على حقوق الإنسان
8. عزّز إعلان بيروت ـــــ دمشق عام 2006 التضامن بين قادة المجتمع المدني في لبنان وسوريا وأدى إلى اعتقال النظام السوري عدداً من الناشطين السوريين بسبب بيان طالب سوريا بوقف تدخلاتها في لبنان. نعتقد أن بإمكاننا تظهير هذا الجانب اللبناني عبر الطلب من الاتحاد الأوروبي ومعظم البلدان الأوروبية متابعة جهودها في الضغط على النظام السوري في ما يتعلق "بانتهاكاته لحقوق الإنسان". قد يمثّل تشجيع الأوروبيين على تظهير حالات المنشقين من أمثال رياض سيف (المتزوّج ألمانية) وأنور البني (زعيم سوري وراء إعلان بيروت ـــــ دمشق) طريقة لإعلان ضغط موحّد من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. البنّي، بالتحديد، مهم لبلدان الاتحاد الأوروبي، باعتباره مؤسّس ومدير مركز تدريب المجتمع المدني السيئ الطالع الذي موّله الاتحاد الأوروبي وأغلقه النظام السوري بعد مرور ثمانية أيام فقط على افتتاحه في نيسان 2006.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى