مقالات وآراء

الحقيقة المحرّمة ( اليهود وأعوانهم أعداؤنا) \2 \بقلم حسن عثمان

كنا قد نوهنا في الجزء الأول عن الحقيقة المُغيّبة عنا والمحرّمة علينا, حقيقة أنّ ( اليهود وأعوانهم أعداؤنا). وقد ذكرنا أنّ هذه الحقيقة يُحرّم التعاطي بها في العالم أجمع عموماً وبالعالمين العربي والإسلامي خصوصاً.
فلقد تحدثنا عن كيفية محاسبة من يتحدث عن هذا الحقيقة وتحت تُهم جاهزة مثل: معاداة الإنسانية أو ما يُسمى معاداة السامية, أو التعدي على ديانة سماوية أو المغالطة بين اليهودية والصهيونية. وأحدثها ما جرى بشأن ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة المصري, لمنصب الأمين العام لليونسكو, الذي اعتبره اليهود معاد للسامية إثر تصريحات أدلى بها في العام 2008 حول استعداده لحرق كتب عبرية إن وجدت في مصر, ولكن ما حصل مؤخراً في إحدى الاتفاقات المبرمة بين حسني مبارك و نتنياهو في آخر زيارة قام بها إلى شرم الشيخ هو تقديم فاروق حسني اعتذارا لكل ما تحدث به بعد أن كان طلب والتمس مبارك من نتنياهو السماح والعفو وإعطاء ضوء أخضر لفاروق بالترشح, لأنّ ترشحه وفوزه أصبح مرهوناً برضا اليهود عنه بعد أن قامت بحملات تحريضية ضده تتهمه بمعاداة السامية ونجاح هذه الحملات ( طبعاً لن ندخل الآن في موضوع التنازل عن المبادئ والضمير والأخلاق .. بالنسبة للنظام المصري وسنتطرق لذلك لاحقاً). و لقد كنا تصدينا آنفاً لتهمة معاداة الإنسانية من خلال الإشارة إلى الأمثلة المأخوذة من التوراة وكذلك بعض الأمثلة الأخرى. هنا في هذا الجزء سوف نتابع تصدينا للتهم وننتقل إلى تهمة معاداة الديانة السماوية اليهودية.

ثانياً: تهمة التعدي على ديانة سماوية:
إنّ علينا الانتباه إلى الفخ الذي يحاول اليهود إيقاعنا به ( ولقد تمكنوا نوعاً ما من تحقيق ذلك) بغرض إيجاد طريق وممر لبسط سيطرتهم الكاملة على فلسطين في المرحلة الحالية وغيرها من كيانات الأمة السورية في المراحل القادمة, حيث أنّ التمسك بقول ديانة يهودية سماوية تُمكن اليهود من اجتذاب الكثيرين للمهادنة والتطبيع معهم وحتى إقامة سلام معهم والقبول بهم في محيطنا وداخلنا على الرغم من عدم قبول اليهود أنفسهم بنا. وهذا ما تستعين به الكثير من دول العالم العربي والإسلامي الراغبة بإقامة علاقات مع ما يُسمى ب(دولة اليهود) لأسباب متعددة أهمها استمرار السلطة وهذا ما نجده جليّاً عند الهاشميين بالنسبة لشرقي الأردن, وكذلك الحال بالنسبة لما يُسمى بالسلطة الفلسطينية, بالإضافة لحسني مبارك سعياً لاستلام نجله جمال الحكم من بعده. أو ما نجده عند بعض المجموعات الدينية والمذهبية والعرقية الساعية لإقامة إمارات أو مقاطعات على مساحة معينة من أرض الأمة السورية، و نلحظ ذلك في كل من الكيان اللبناني(من قبل تيارات متعددة أهمها القوات اللبنانية والكتائب كذلك لا يمكننا إنكار مساعي آل جنبلاط التاريخية لهذا الموضوع ) والكيان العراقي(الأكراد الانفصاليين) والكيان الشامي ( الأكراد الانفصاليين) و يمكننا أن نذكّر بما حدث مؤخراً, فلقد اعتمد آل سعود على هذا الأمر ( ديانة يهودية سماوية) لتغطية دعوتهم لشيمون بيريز وتسيبي ليفني لحوار الأديان السماوية ليصلوا بالنهاية لسلام وتطبيع كامل من دون تذمر العالم الإسلامي منهم, باعتبار قبلة المسلمين في شبه الجزيرة العربية وتحت نظرهم( يعني الموضوع ليس مرتبط بسلوك وإسلام آل سعود كما يظن البعض, فوجود القبلة في بلادهم ليس مرتبطاً أيضاً بآل سعود بأي شكل من الأشكال) , وهذا ما تم دعمه أيضاً من قبل النظام المصري بدفعه لشيخ الأزهر لمصافحة شيمون بيريز قاتل أهلنا الفلسطينيين واللبنانيين وتعليله لذلك بوجود سلام بين مصر وإسرائيل وغير ذلك من تبرئة نفسه و النظام المصري مما يربطهم بفلسطين وبالفلسطينيين سواء أكان على المستوى العروبي أو الإسلامي. وكذلك الحال وجدناه عند الاحتلال التركي الذي مهد لدخول اليهود إلى فلسطين متذرعاً بحمايتهم تحت مُسمى ديانة سماوية. والحال مستمر مع تركيا الحديثة باعترافها بدولة اليهود على أرض فلسطين كأول دولة إسلامية تقوم بذلك وما زالت على النهج سائرة بالرغم مما تدّعيه تركيا ومن ينجذب لها دينياً ومذهبياً.

إنّ اليهود يجدون الفرص المناسبة والملائمة لتثبيت اغتصابهم وتمكين أنفسهم للانقضاض علينا والنيل من حضارتنا ومجتمعنا وديننا.فكما استفادوا من الخط الديني المحمدي لتثبيت أقدامهم في فلسطين كانوا قد جعلوا إقامة دولتهم في فلسطين حقاً إلهياً مستفيدين من الخط الديني المسيحي حيث عمدوا إلى ربط العهد القديم ( التوراة ) بالعهد الجديد ( الأناجيل الأربعة ) مما عزز موقفهم من قبل الكثير من المسيحيين( وخاصة طائفة البروتستانت التي تؤكد على قدسية العهد القديم والإيمان بإقامة دولة إسرائيل في فلسطين كشرط لعودة السيد المسيح\ ع\ ) لشرعية هدفهم في إقامة دولتهم في فلسطين على أساس شرع سماوي وإرث إلهي وتصديقاُ لظهور ومجيء المسيح المنتظر, وبهذا يمكننا أن نُعلل أحد وأهم أسباب تحمس كل من جيمس آرثر بلفور وديفيد لويد جورج لإصدار وعد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين والذي عُرف فيما بعد بوعد بلفور، إضافة للمطامع الاستعمارية عند بعضهم ، و وكذلك تشجيع الهجرة إلى فلسطين( فلقد كان بلفور ينتمي إلى عائلة بروتستانتية تؤيد كل ما جاء في العهد القديم من وصايا وحكايا ومنها إرث اليهود في فلسطين ومجيء المسيح المرتبطة بهذا الحدث .وكذلك لويد جورج الذي أكّد في اعتراف له بأنّه درس التاريخ العبري أكثر من تاريخ انكلترا وبمقدوره ذكر كامل أسماء ملوك اليهود أمّا بالنسبة لملوك انكلترا فحفظ أسماء القليل منها). كما ظهرت جمعيات مسيحية تُعزز العلاقة بين اليهودية والمسيحية وتعمل على تعميقها ونشر الثقافة اليهودية ضمن الوسط المسيحي. مثل جمعية أنطوني إشلي كوبر اللورد ريرل شافنتسبري المؤيد الكبير لشعار"وطن بلا شعب لشعب بلا وطن" الذي ينظر لليهود من جانب ديني بحت وكيف لا وهو زعيم حزب الإنجيليين في انكلترا. كما لوحظ سيطرة تامة للعهد القديم ( التوراة ) على عقول بعض كبار المفكرين والكتّاب مثل الفيلسوف جان جاك روسو( ينتمي لعائلة بروتستانتية فرنسية) الذي أكدّ في أحد كتبه ( أميل – 1762) على إقامة دولة إسرائيل " لن نعرف الدوافع الداخلية لليهود أبداً حتى تكون لهم دولتهم الحرة…." ولتأكيد ما ذكرناه آنفاً نذكّر بالمديح الذي تحدث به بنيامين نتنياهو ,ففي السادس من فبراير 1985، ألقى بنيامين نتنياهو خطاباً في الجمعية العامة للمنظمة الدولية قال فيه :"إنّ كتابات المسيحيين الصهيونيين من الإنجليز والأمريكان، أثرت بصورة مباشرة على تفكير قادة تاريخيين مثل لويد جورج وآرثر بلفور وودرو ويلسون، في مطلع هذا القرن. إنّ حلم اللقاء العظيم أضاء شعلة خيال هؤلاء الرجال، الذين لعبوا دورًا رئيسًا في إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية…….. وهذا الحلم الذى يراودنا منذ 2000 سنة، تفجّر من خلال المسيحيين الصهيونيين".
أليس مثيراً للدهشة أنه بالرغم من إساءة اليهود للديانتين السماويتين المسيحية والمحمدية من خلال السخرية من أكبر رموزهما , ما زال من هم في أعلى مراتب التمثيل لهاتين الديانتين يتعاطون معهم (مع اليهودية) كديانة سماوية بالرغم أنّ اليهود أنفسهم لا يعترفون بهم وهذا ما شاهدناه مؤخراً من قبل شيخ الأزهر طنطاوي و من بابا الفاتيكان!!؟.وأليس هذا الاحتقار للديانتين السماويتين ورموزهما الدينية العليا إلا تطبيقاً لما دونوه في كتابهم المسمى الكتاب المقدس العهد القديم ( التوراة) : " إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما و أعطاك آية أو أعجوبة و لو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها و نعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لان الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم و من كل أنفسكم وراء الرب الهكم تسيرون و إياه تتقون و وصاياه تحفظون و صوته تسمعون و إياه تعبدون و به تلتصقون " 1,2,2,4: 13 الإصحاح الثالث عشر _ سفر التثنية. فهناك وصية لا شك بها كما جاء فيما كتبوه عن عدم الاعتراف بأي نبي غير يهودي. وهذا ما نثبته من خلال التاريخ حيث رفض اليهود الاعتراف بالسيد المسيح ( ع) وعمدوا إلى صلبه وتعذيبه كما جاء في الأناجيل الأربعة ( العهد الجديد) وإن كان هناك عدم تأكيد لحادثة الصلب للسيد المسيح (ع) كما جاء في القرآن الكريم إلا أنّه أكّد على تصميم اليهود على صلب السيد المسيح (ع) و أنّ من صُلب بالنسبة لليهود هو السيد المسيح (ع). أي أنّ النتيجة التي نستخلصها من المحمديين والمسيحيين واحدة بالنسبة لرفض اليهود رفضاً تاماً للسيد المسيح. والحال نفسه نشاهده مع السيد محمد (ع) حيث بادر اليهود أيضاً إلى إنكار نبوته والعمل على محاربته.
لقد كنّا ذكرنا في مقال سابق بعنوان( حوار شياطين الأديان السماوية ) عن خطورة الذهاب إلى هذا الحوار والجلوس مع اليهود الذين يسيئون لكل الديانات, السماوية منها والإنسانية, كما أشرنا وحذرنا من تصديقهم, حيث أن المخطط الذي رُسم لحضور اليهود( قتلة أطفال لبنان وفلسطين) كان لأجل كسب اليهود لود العالمين العربي والإسلامي واللعب على العامل الديني السماوي لأجل تمكين سيطرتهم , والمسامحة على ما اقترفوه سابقاً من جرائم وكسب التأييد لإيقاف المقاومة ( الإرهابية بنظرهم ونظر الخونة والمتعاملين معهم) تجاههم بكل أشكالها وإقناع دول المنطقة بإبرام سلام معهم وكأنّ شيء لم يحدث, وكأنّ أرض لم تُغتصب , وحق لم يُنتهك, وكأنّ شعب لم يُشرّد.فكل هذا يذهب بالتسامح الديني السماوي الإسلامي ( المسيحي والمحمدي) !!؟.
لقد بينّا عن كذب هذا الحوار وخدعته بصورة بسيطة جداً من خلال التذكير بالشخصيات الأبرز في هذا الحوار( الراعية, الداعمة, المضيفة والمضافة) ابتداءً من آل سعود مروراً ب جورج بوش وانتهاءً بشيمون بيريز وتسيبي ليفني. وطرحنا بعض الأمثلة التي أظهرنا خلالها ابتعاد الدين الحق عن النفاق السياسي والجشع والمنافع الشخصية.كما تطرقنا إلى هذا الموضوع في مقال سابق بعنوان ( اليهود كما يرون أنفسهم ).حيث أنّ ما أتى به السيد موسى (ع) نبي الديانة اليهودية لا يوجد منه شيء يُذكر. أمّا إذا أردنا أن نقبل بالتوراة (العهد القديم) وغيره من الكتب اليهودية الحالية نكون قد أسأنا إساءة جداً كبيرة للسيد موسى(ع) ولله (جل ّ جلاله) وذلك نظراً لما تحتويه هذه الكتب من تدوينات تتعارض مع خصائص الأنبياء(ع) ومنافية كُليّاً لصفات الله الخالق ( جلّ جلاله) وذلك كما نراه نحن في الإسلام في رسالتيه المحمدية والمسيحية . ونضرب بعض الأمثلة للإثبات والتوضيح وزيادة المعرفة بكتاب التوراة المتداول بين أيدينا والذي لا نعرف ما بداخله ولا شيئاً عنه سوى أنّه ( الكتاب المقدس _ العهد القديم):
" و قال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و الآن لعله يمد يده و يأخذ من شجرة الحياة أيضا و يأكل و يحيا إلى الأبد" 3:22 الإصحاح الثالث_ سفر التكوين .
" من مثلك بين الالهة يا رب "11:15 الإصحاح الخامس عشر _ سفر الخروج.
" لان الرب إلهكم هو اله الآلهة و رب الأرباب "17:10 الإصحاح العاشر _ سفر التثنية.
من خلال ما تقدم يؤكد كاتبوا التوراة على تعدد الآلهة وبالتالي تُسقط عنهم صفة ديانة سماوية القائمة على خالق واحد ورب واحد.
" و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل و بارك الله اليوم السابع و قدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا" 2,3:2 الإصحاح الثاني _ سفر التكوين. نستخلص مما جاء أنّ الرب يتعب ويحتاج إلى الراحة حاله حال البشر, الأمر الذي ينفي صفة الإلوهية عنه ويبعدنا عن تسمية ديانة يهودية سماوية.كما سنلاحظ فيما سيأتي لاحقاً وبالترتيب صفات كل من العنصرية , السرقة وتعليم فن السرقة, النسيان, الإساءة وحق مساءلة الرب, عدم القدرة على التمييز, القاتل, النادم, صفات إنسان ذي أنف وفم وأذنين ورجلين, والتي نُعِتَ بها جميعها الرب في كتاب التوراة الحالي. ولكم الشواهد:
" فقال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام و من اجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لأنه بإسحق يدعى لك نسل " 12:21 الإصحاح الواحد والعشرون _ سفر التكوين.
" إن الأرض التي تدخلون لتمتلكوها هي ارض متنجسة بنجاسة شعوب الأراضي برجاساتهم التي ملاوها بها من جهة الى جهة بنجاستهم و الآن فلا تعطوا بناتكم لبنيهم و لا تأخذوا بناتهم لبنيكم و لا تطلبوا سلامتهم و خيرهم الى الأبد لكي تتشددوا و تأكلوا خير الأرض و تورثوا بنيكم إياها إلى الأبد " 11,12:9 الإصحاح التاسع _ سفر عزرا.
" فقد سلب الله مواشي أبيكما و أعطاني "9:31 الإصحاح الواحد والثلاثون." بل تطلب كل امراة من جارتها و من نزيلة بيتها امتعة فضة و امتعة ذهب و ثيابا و تضعونها على بنيكم و بناتكم فتسلبون المصريين….. و اعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم فسلبوا المصريين " 22:3 الإصحاح الثالث, 36:12 الإصحاح الثاني عشر _ سفر الخروج.
" فسمع الله أنينهم فتذكر الله ميثاقه مع إبراهيم و اسحق و يعقوب "24:2 الإصحاح الثاني _ سفر الخروج.
" فرجع موسى الى الرب و قال يا سيد لماذا اسات إلى هذا الشعب لماذا أرسلتني " 22:5 الإصحاح الخامس _ سفر الخروج.
" و يكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها فارى الدم و اعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر " 13:12 الإصحاح الثاني عشر _ سفر الخروج.
" الرب رجل الحرب الرب اسمه " 3:15 الإصحاح الخامس عشر _ سفر الخروج.
" فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه " 14:32 الإصحاح الثاني والثلاثون _ سفر الخروج.
" و كان كلام الرب الى صموئيل قائلا ندمت على اني جعلت شاول ملكاً " 11:15 الإصحاح الخامس عشر _ سفر صموئيل الأول.
" الى الهي صرخت فسمع من هيكله صوتي و صراخي دخل أذنيه …. صعد دخان من انفه و نار من فمه… و نزل و ضباب تحت رجليه…. من نسمة ريح انفه " 7,8,9,10,16: الإصحاح الثاني والعشرون _ سفر صموئيل الثاني. وغير ذلك الكثير من الصفات التي لا تليق برب السماوات والأرض باعث الأنبياء والمرسلين. وإذا انتقلنا الآن إلى ما نسبه اليهود للأنبياء سنجد ما هو أعظم, فلقد وصف اليهود الأنبياء بأبشع الأوصاف ورووا عنهم من الروايات ما هو أقوى من جميع أفلام و قصص الخلاعة والجنس التي تروى وتشاهد الآن. ولكم الشواهد من كتابهم:
و حدث لما قرب أن يدخل مصر انه قال لساراي امرأته إني قد علمت انك امرأة حسنة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني و يستبقونك قولي انك أختي ليكون لي خير بسببك و تحيا نفسي من أجلك فحدث لما دخل إبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا و رآها رؤساء فرعون و مدحوها لدى فرعون فأخذت المرآة إلى بيت فرعون فصنع إلى إبرام خيرا بسببها و صار له غنم و بقر و حمير و عبيد و اماء و اتن و جمال فضرب الرب فرعون و بيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة إبرام فدعا فرعون إبرام و قال ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني أنها امرأتك لماذا قلت هي أختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي و الآن هوذا امرأتك خذها و اذهب " 11,12,13,14,15:12 الإصحاح الثاني عشر _ سفر التكوين.
ما دوّنه اليهود هنا فيه أكبر إهانة للديانات السماوية وللخالق وللأنبياء وعلى الخصوص للسيد إبراهيم (ع). ففي الحياة العادية لا يقبل الإنسان العاقل أن يقوم بما قام به السيد إبراهيم (ع) بحسب زعم كتاب التوراة الذي بين أيدينا. كما أنّ فرعون والمصريين لم يخطئوا بما قاموا به وبالعكس كان تصرفهم غاية في الاحترام والأدب على عكس ما قام به السيد إبراهيم (ع) بحسب رواية اليهود. لذلك يمكن أن نؤكد مرة أخرى على عنصرية اليهود وربهم وعدم حكمته وعدله وعدم سماوية مابين أيديهم, لأن الواجب هنا وبحسب الرواية المروية وبالنسبة لكل ذي عقل أن يؤكد على خطأ السيد إبراهيم (ع) وعدم خطأ فرعون الذي صبّ الرب عليه غضبه. ويُتابع اليهود الحط من قدر الأنبياء المرسلين وبالتالي يزداد إثباتنا على عدم أهليتهم لصفة ديانة سماوية. وإليكم هذه الصورة القبيحة الشنيعة التي ربطوها بالسيد لوط (ع).
" و قالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ و ليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقي أبانا خمرا و نضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة و دخلت البكر و اضطجعت مع أبيها و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها و حدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا و قامت الصغيرة و اضطجعت معه و لم يعلم باضطجاعها و لا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما "31,32,33,34,35,36:19 الإصحاح التاسع عشر _ سفر التكوين.
فهذه الحادثة التي نادراً ما تحدث في أيامنا هذه نظراً لقبحها وعدم أخلاقيتها, كيف يمكن أن تحدث مع من خصه الرب ورعاه ليكون أحد أنبياءه. كما يمكننا أيضاً أن نشير إلى ما قاموا بروايته عن السيد داوود (ع) حول مضاجعته لامرأة متزوجة وحبلها منه و فقط لأنها أعجبته ,( أي تلبية لشهوته الجنسية) والإقدام بعد ذلك على التخلص من زوجها ليأخذها له بصورة دائمة. ونظراً لطول الرواية سوف نذكر المصدر فقط:
( الإصحاح الحادي عشر _ سفر صموئيل الثاني).
ختاماً للجزء الثاني من هذه الدراسة نؤكّد كما أكّدنا في مقال وتعليقات سابقة عن عدم إيماننا بالديانة اليهودية ونبيها السيد موسى (ع) الموجودة الآن فيما يُسمى التوراة ؟. وأننا لن أؤمن بما يؤمن وبما يكتب اليهود وذلك لتنافيه مع المنطق ومع إدراك العقل البشري, ولن نترك الموضوع وكأنه حادث سماوي لا يمكن الحديث والتشكيك به كما يزعم الكثير من أحباءنا رجال وعلماء الدين مسيحيين ومحمديين لنقع في النهاية تحت رحمة اليهود وثقافتهم المنحطة, ونكون وأولادنا وأحفادنا وأبناء أمتنا عبيداً لهم في أرضنا إلى أبد الآبدين , فقط لأنهم كتبوا ذلك بما يدّعونه بالتوراة ( كتاب السيد موسى |ع|).
لقد أثلج صدري ما ذكره أحد علماء الأزهر,الشيخ منصور الرفاعي عيد ( ونتمنى أن تكون نظرة جميع علماء ورجال الدين تجاه اليهود بهذا الشكل) عندما قال( وبحسب صحيفة القدس العربي العدد 6216 – 2009) " …. كما أنني أرى أن إسرائيل هذه الدولة العنصرية لا تمثل الدين اليهودي لأن الدين أي دين يدعو إلى المحبة والسلام والرحمة عكس ما تفعل إسرائيل… " .
نعود ونؤكد أنّ إخراج اليهود من تراث المنطقة أمر لا لبث فيه وليس خطيئة ,لا إنسانية ولا سماوية, وهو واجب أخلاقي وديني وقومي, فهم أنفسهم سعوا ويسعون لذلك سواء ضمن تعاليمهم الدينية أو بما يمارسونه في حياتهم اليومية ( الدنيوية). فهم بحسب ديانتهم ( بحسب التوراة) يؤكدون أنّهم شعب الله المختار, ويرفعون أنفسهم عن بقية الشعوب ويعزلون أنفسهم عنها. فهم الشعب الأرقى والأفضل والأعلى وباقي الشعوب هم عبيد كما استشهدنا من توراتهم في الجزء الأول.
علينا أن نُنهي هذه المسرحية وهذه السخرية ونعود لرشدنا وصوابنا ونتوقف عن إيذاء أنفسنا وثقافتنا وديننا وأرضنا, ونصون كرامة وعزة أمتنا التي عزتنا وكرامتنا منها وندافع عن حقيقتنا في هذه الأمة التي من خلالها ندافع عن وجودنا ضد الثقافة اليهودية الهمجية الشرسة.
يتبع….
(في الجزء الثالث نتصدى للتهمة الأخيرة)

المصدر
موقع أوروك الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى