سياسية

ميتشل :اسرائيل كانت تكذب على الامريكيين طوال السنوات الماضية

عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الخميس، مباشرة بعد انتهاء خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما في القاهرة جلسة طارئة
وقالت المصادر السياسية في تل ابيب انّ الجلسةمخصصة للبحث في ما جاء بخطاب اوباما، وامتنع وزراء حزب الليكود، الذي يرأسه نتنياهو، من التعقيب على خطاب الرئيس الامريكي.
في نفس السياق، كشفت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية في عددها الصادر امس الخميس، النقاب عن انّ المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط، جورج ميتشل قال في جلسة مغلقة مع زعيم يهودي بارز في الولايات المتحدة انّ اسرائيل كذبت طوال السنوات الماضية على الولايات المتحدة وانه آن الأوان لوضع حد لذلك.
وقال المحلل السياسي في الصحيفة، بن كاسبيت، انّ اللقاء بين الاثنين تركز في المواجهة التي تتنامى بين ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما والحكومة الاسرائيلية، حيث قال ميتشل للزعيم اليهودي انّ سياسة الولايات المتحدة بسيطة، الاسرائيليون كانوا يكذبون على الادارات الامريكية السابقة، وهذا الامر ولّى وانتهى. جدير بالذكر انّه من المتوقع ان يصل المبعوث الامريكي الخاص الى تل ابيب قريبا، وسيقيم مكتبا في القدس، بالاضافة الى ذلك، سيعمل على تشكيل طاقم عمل موسع، واكد كاسبيت، المعروف بارتباطاته مع المؤسستين الامنية والسياسية في الدولة العبرية، على انّ هذا المكتب بانه سيكون مصدر قلق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزاد قائلا انّ المقربين من رئيس الوزراء نتنياهو يعتقدون ان خلف تغيير السياسة الامريكية يقف من اسموه بالحاقد رام عمانوئيل، رئيس الطاقم في البيت الابيض، في حين يرجح اخرون انّ مستشار الامن القومي، الجنرال جيمس جونس هو المشكلة، ولكنّ الكاتب الاسرائيلي رأى انّ المشكلة اكثر تعقيدا، وبحسبه فانّ الامريكيين ملوا هذه الطريق، والتي يتم فيها بناء بؤر استيطانية في الضفة الغربية وسرقة خيول طوال سنوات، على حد قوله. واوضح انّ القضية انتهت، واذا كان الامريكيون يقصدون ذلك ولا ينوون التراجع في المستقبل القريب ستحصل مواجهة حادة وغير مسبوقة بين واشنطن وتل ابيب، بحيث تكون الاخيرة الطرف الضعيف، على حد قول المصادر الاسرائيلية.
وتابع المحلل الاسرائيلي قائلا انّ رئيس الوزراء يغرق في الوقت الراهن في بحر من الاحباط، اذ انّه ينظر بلهفة الى اوباما، مشرق وتملأه الحيوية في جامعة القاهرة بعد زيارته للرياض، ولكنه لن يتمكن من لمسه، لانّه بين ليلة وضحاها تحولت الدولة العبرية من الابن الوحيد المدلل للولايات المتحدة الى غير مرغوب ومنبوذ، مشيرا الى انّ نتنياهو لم يتوقع في اسوأ كوابيسه ان يحصل ذلك معه بهذه السرعة والقوة.
على صلة بما سلف، قالت المراسلة السياسية للصحيفة، مايا بنغل، انّ الحكومة الاسرائيلية بدأت تستوعب انّ الرئيس الامريكي يعمل وفقا لقواعد لعب جديدة، لافتة الى انّ الحديث يدور عن عهد جديد لم تعد فيه اسرائيل اللاعبة المركزية والمدللة للولايات المتحدة، مؤكدةً على انّه ليس لاسرائيل افضلية وليس لها امتياز خاص.
وزادت الصحافية الاسرائيلية قائلة انّ القلق الاسرائيلي نابع ايضا لانّ الرئيس الامريكي وطاقمه لا يُشركون اسرائيل حتى من وراء الكواليس، فاوباما حتى لم يدرج ضمن الرحلة زيارة الى القدس، ولكنّ المصادر الاسرائيلية اكدت على انّ هذه الزيارة هي بدء الحملة الامريكية للمصالحة مع الدول العربية المعتدلة وشق الطريق للتعاون معها، على حد وصفها.
وزادت انّ صنّاع القرار في تل ابيب قلقون جدا بسبب انعدام التعاون والتنسيق بين البيت الابيض وديوان رئيس الوزراء، اذ انّه في القيادة السياسية العليا في اسرائيل، كانوا في الماضي يعرفون مسبقا مضمون الاقوال التي تشملها خطابات الرؤساء الامريكيين وما هي خطط الادارة في واشنطن، اما اليوم فانّ نتنياهو سيستمع كغيره لخطاب اوباما عبر التلفزيون.
وقالت الصحيفة ايضا انّه في حالات مشابهة في الماضي كانت المسودات تنقل وكانوا يتبادلون الملاحظات، اما هذه المرة من ناحية اسرائيل فانّ التنسيق بين القدس والبيت الابيض بعيد عن ان يكون مرضيا، وذلك على الرغم من المساعي الكبيرة من جانب مسؤولين سياسيين اسرائيليين للحصول على النقاط الاساسية في الخطاب، فانّ الادارة الامريكية لم تضع اسرائيل في الصورة ولم تنقل رسائلها، واتهمت المصادر الاسرائيلية عينها اوباما بانّه يغازل العرب على حساب التحالف والصداقة مع اسرائيل، وتابعت انّ الخط المتصلب لاوباما يرمي اساسا الى مساعدته في كسب ثقة زعماء الدول العربية. وساقت المصادر ذاتها قائلة انّ هدف الرئيس الامريكي، هو تجنيد الدول العربية المعتدلة للتعاون مع الولايات المتحدة واسرائيل في الصراع ضد الارهاب العالمي ولا سيما ضد النووي الايراني، مشيرة الى انّ هذا هو السبب الذي يجعل اوباما يضغط بشدة على اسرائيل لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية على كافة اشكاله، والاعتراف باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الخميس، ان خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما في القاهرة، مليء بالنوايا تجاه الحل، رغم التحفظ من محاولته لخلق موازنة بين الجلاد والضحية، في اكثر من مرّة، ومطالبة الضحية ومؤازريها بدفع ثمن مسبق للجلاد، كي يفكر بالتقدم نحو الحل.
وتابع بركة قائلا، مما لا شك فيه ان اللهجة الصادرة عن الرئيس الامريكي باراك اوباما تختلف عن تلك التي الفنا سماعها على مدى السنوات الثماني الماضية، ولكن لن يغيب عن وعينا ان الرئيس اوباما ينطلق هو ايضا من مصالح امريكا الكونية، ويتعامل مع العالم من منطلق هذه المصالح، ومكانة القوة الاكبر، التي تريدها الولايات المتحدة الامريكية لنفسها.
واضاف بركة قائلا، ان المعادلة في الشرق الاوسط واضحة لمن يريد، وهو ان هناك دولة معتدية، لا يحق لها ان تفرض شروطها على الضحية من اجل حل الصراع، ومن جهة اخرى فان حل الصراع لا يمكن بمجرد اعلان ‘نوايا’، فهذه النوايا يجب ان تخضع لامتحان التطبيق، والحكومة الاسرائيلية الحالية، وسابقتها لم تكن افضل منها، لا يمكن ان تتحرك نحو الحل ووقف الاستيطان الاجرامي في الضفة الغربية وهضبة الجولان السورية المحتلة من دون ممارسة الضغط الدولي عليها.
واكد بركة قائلا، ان الكثير من مفاتيح الضغط موجودة بايدي الادارة الامريكية، لان الولايات المتحدة ركن اساسي في الدعم الدولي لاسرائيل، واذا كان اوباما يرى اوباما انه لا يمكن لاي طرف ان يخل بقوة الحلف بين بلاده واسرائيل، فحلف كهذا يجب ان لا يكون على حساب دم وحياة الشعب الفلسطيني ومصالح الشعوب العربية، كما ان استمرار عملية خنق وقتل شعب باكمله، يجب ان لا يكون مصلحة اسرائيلية، خاصة وان الشعب الفلسطيني يطرح بوضوح الحل القائم على مبدأ الدولتين .ان رمزية القاء خطاب اوباما عشية الذكرى 42 لعدوان حزيران (يونيو)، يجب ان تقود الى تصفية كل آثار هذا العدوان وما تلاه من سياسيات عدوانية قامت بها اسرائيل بدعم امريكي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى