مقالات وآراء

هل يصلح أوباما ما أفسده اليمين المتطرف؟ الوطن العمانية

اصطف اليمين المتطرف في كل من إسرائيل والولايات المتحدة في صف واحد لانتقاد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة أمس الأول، متطرفو أميركا رأوا فيه إنقاصا من هيبة الولايات المتحدة وإضعافا لصورتها أمام العرب والمسلمين
ومتطرفو إسرائيل رأوا فيه تقديما لمصالح الفلسطينيين على امن إسرائيل.

هذه التفسيرات السلبية لموقف أوباما تدل على أن مضي الوقت في ترديد الأكاذيب يجعل كثير من الناس يعتقدون إنها حقائق.

فقيام الدولة الفلسطينية لن يهدد أمن إسرائيل في شيء حيث انه قرار دولي ونتاج لتفاهمات واتفاقات جميعها تؤكد على حق إسرائيل في الوجود وتضمن أمنها، إلا أن الدعاية السلبية لها أغراض سياسية أهمها الالتفاف حول مطلب أوباما الأساسي وهو وقف الاستيطان وجعل القدس مدينة للمسلمين والمسيحيين واليهود على السواء، وليس في هذا أي تهديد لأمن إسرائيل ، إلا أن على الأميركيين أن يتعلموا من هذه التجربة ان من الخطأ الاستمرار في دعم الأكاذيب الإسرائيلية عبر الدعاية الإعلامية الأميركية، التي انتهت أخيرا إلى تهديد الأمن القومي الأميركي ، حيث أكد أوباما ـ ونظنه على حق فيما ذهب إليه ـ ان سلام الشرق الأوسط مهم لأمن بلاده وهذا الربط يعني ان عدم تحقيق السلام في الشرق الأوسط يضر هذا الأمن، أي أن الأميركيين الذين يساندون الأكاذيب الإسرائيلية إنما يضرون امن بلادهم على المدى البعيد بدعم هذا الظلم التاريخي بحق الشعب الفلسطيني.

لقد كانت أصوات اليمين الأميركي أكثر علوا في انتقاد خطاب أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة أمس الأول على نحو مثير للدهشة، إذ كيف يذهب متطرفو الولايات المتحدة كل هذا الشوط للإضرار بأمن وطنهم ثم يدعون أنهم ملتزمون بأمن إسرائيل الذي لم يهدده أحد؟.

وعلى الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما ان تحيل الالتزامات الواردة في خطاب أوباما إلى واقع عملي، وهناك عديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لإقناع الإسرائيليين أن الاستمرار في الأكاذيب لم يعد يجد آذانا صاغية في واشنطن، ومثلما ضمنت الأمم المتحدة لدولة إسرائيل القيام والاستمرار ، كذلك يجب ان تضمن قيام واستمرار الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين وإعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الجديدة، وشيئا فشيئا سيتقبل الرافضون حاليا وجود هذه الدولة مع الوقت ، فلا يجب ان تتعطل مصالح شعب بأكمله، انتظارا لتعطف أعدائه عليه بكلمة او موقف او فعل، ولو انتظر الأميركيون ومعهم العالم الف سنة حتى يقدم الإسرائيليون مشروعا للسلام يتوافق مع الشرعية الدولية فإن هذا لن يحدث ما لم يشعروا ان زمن المراوغات قد انتهى وان لغة المصالح واصلاح ما افسده اليمين الاميركي المتطرف واليمين الاسرائيلي معه هي لغة العصر وهي لغة قائمة على المنطق والعدالة الدولية وتوافق الرؤى وليس على الالتواء والتزييف والمراوغة نعم..يستطيع الرئيس اوباما وقف التمويل الاميركي للتطرف الاسرائيلي ووقف امداد اسرائيل بالاسلحة الفتاكة ووقف الحملة الشرسة ضد العرب والمسلمين المساندين للقضية الفلسطينية، ولو فعلها اوباما لدخل التاريخ من اوسع ابوابه ليقف في مصاف رؤساء عظماء مثل جورج واشنطن ولنكولن وكنيدي وينأى بنفسه عن فكر اليمين الاميركي الفوضوي المتغطرس.

المصدر
sana

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى