أحمد الجعبري في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة التبادل
شهد ملف تبادل الأسرى حراكاً كبيراً في الايام الاخيرة، وسط توقعات فلسطينية واسرائيلية بالتوصل الى نتيجة حاسمة اليوم على أقصى تقدير.
وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة لصحيفة الحياة الصادرة فيلندن أن رئيس الجناح العسكري لـ ?كتائب عز الدين القسام?، الجناح العسكري لحركة ?حماس?، أحمد الجعبري وصل إلى القاهرة قبل أربعة أيام ليرأس وفد الحركة في المفاوضات غير المباشرة التي تقودها مصر مع الجانب الإسرائيلي برئاسة عوفر ديكل من اجل التوصل الى اتفاق لإطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت في مقابل أسرى فلسطينيين.
يُذكر ان الجعبري لم يغادر الأراضي الفلسطينية طوال حياته، وهو المسؤول عن سلامة شاليت وتأمين مخبئه، وتولى الإشرف على إعداد قائمة الأسرى. وشارك القياديان في ?حماس? محمود الزهار ونزار عوض الله في هذه المفاوضات التي تقودها مصر منذ ثلاثة أيام. واوضحت المصادر أن الوفدين يقيمان في غرفتين متقابلتين في فندق في القاهرة، وان الوسيط المصري يتحرك في ما بينهما بالأوراق.
وعن العرض الاسرائيلي، قالت المصادر إن إسرائيل أبدت موافقتها على اطلاق أعداد تزيد على 300 اسم من قائمة تضم 450 اسماً قدمتها ?حماس?، موضحة ان هناك اسماء ترفض بشكل قاطع الموافقة عليها. وأشارت إلى أن إسرائيل عرضت اطلاق اسرى مسنين، وآخرين امضوا أكثر من ثلاثين عاما في السجون، ?لكنها ترفض اطلاق أسرى ضالعين مباشرة في عمليات قتل أعداد كبيرة من اليهود، كما ترفض اطلاق أسرى مدرجة اسماؤهم في قائمة حماس من سكان القدس الشرقية وداخل الخط الاخضر (اسرائيل) باعتبارهم مواطنين إسرائيليين لا يحق لحماس المطالبة بالإفراج عنهم?.
وقالت إن ?الجناح السياسي لحماس أبدى مرونة كافية، لكن الجناح العسكري متشدد للغاية، إذ ما زال يصر على اطلاق كل الأسماء في قائمة حماس، ويقول إنه على استعداد للانتظار سنة أخرى في سبيل تنفيذ مطالبه والإفراج عن جميع أسراه لأن هذه الفرصة سانحة?. ورجحت انجاز الصفقة في حال قدمت إسرائيل مزيدا من الأعداد تصل إلى نحو 400 اسير. ولاحظت أن العرض الاسرائيلي النهائي الاسبوع الماضي كان إطلاق 210 فقط، فيما أصبح العدد الآن يفوق الـ300. وتشترط إسرائيل إبعاد 90 من الأسرى إلى خارج الاراضي الفلسطينية، وثلاثين من سكان الضفة إلى قطاع غزة، بينما الأسرى المتبقون سيعودون إلى منازلهم.
وعن آلية التنفيذ، قالت المصادر: ?ما زالت الآلية نفسها التي تم التوصل اليها منذ عامين بالوساطة المصرية، وهي تنقسم إلى 3 مراحل، الاولى إطلاق 150 أسيرا عند مغادرة شاليت غزة ووصوله الى القاهرة، وبعد اسبوع 150 آخرين، ومع تزامن وصوله إلى إسرائيل إطلاق 150، وبعد شهرين النساء والشيوخ والوزراء والنواب?.
ورأت المصادر ان هذه فرصة سانحة يجب عدم اضاعتها قبل مغادرة ايهود أولمرت موقعه رئيسا للحكومة، خصوصا أنه حصل على ضوء اخضر من رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتانياهو الذي لا يريد أن يتحمل مسؤولية هذا الملف. ولفتت المصادر إلى أن مصر معنية تماما بتحقيق انجاز في هذا الملف بالتزامن مع الحوار الفلسطيني للتوصل إلى رزمة حل متكاملة، لافتة إلى أن القضايا مرتبطة ببعضها.
وفي اسرائيل، اعلن اولمرت انه يعتزم عقد جلسة خاصة لحكومته اليوم ?سيتم فيها تقويم الوضع واتخاذ القرارات المستوجبة? في ما يتعلق بصفقة التبادل، في وقت اعتبرت اوساط سياسية اجتماع اليوم ?مصيريا? ويشكل الفرصة الاخيرة لإقرار الصفقة.
من جهة اخرى، تجددت الاتصالات بين زعيم ?ليكود? المكلف تشكيل الحكومة الجديدة بنيامين نتانياهو وزعيمة ?كديما? تسيبي ليفني من اجل تشكيل حكومة وحدة، وعقد الجانبان لهذه الغاية اجتماعين سريين. وفيما تردد ان نتانياهو عرض على ليفني التناوب على رئاسة الحكومة، على ان يرأسها ثلاثة اعوام ثم ترأسها ليفني 20 شهرا، قالت ليفني انها تصر على ?تناوب متساو? (28 شهرا لكل منهما) وموافقة نتانياهو على حل الدولتين.
وينتظر ان تحسم ليفني موقفها اليوم على ابعد تقدير، علما ان المهلة الممنوحة لنتانياهو لتشكيل الحكومة تنتهي صباح الخميس المقبل، وهي قابلة للتمديد اسبوعين.
من جهة ثانية، قالت الشرطة الاسرائيلية ان اثنين من عناصرها قتلا في اطلاق نار في الضفة الغربية امس، وان ملابسات الحادث لا تزال قيد التحقيق على رغم الاشتباه بانهما قتلا برصاص مسلح فلسطيني او اكثر.