ثقافة وفن

” مدرسة الإعداد الحزبي المركزية ” دور وظيفي جديد وتطوّر في الشكل والمناهج

تعتبر مدرسة الإعداد الحزبي المركزية مؤسسة ثقافية حزبية، تتبع لمكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري، بناء على تعديل اللائحة الداخلية منذ العام 2014 بعد أن كانت تتبع القيادة القومية للحزب، ليطرأ بعض الاختلاف في دورها الوظيفي وآفاق عملها المستقبلية ..
أهداف محددة وقابلة للتحقيق :
فقد أصبحت المدرسة تسعى إلى تحقيق أهداف محددة وقابلة للتطبيق، وفي مقدمة ذلك تأهيل وإعداد أعضاء الحزب إعداداً عقائدياً وإدارياً وسياسياً، بصورة مستدامة وعلى مستوى عال ومتميّز، ليصبحوا قادرين على أداء مهام نوعية مميزة سياسياً ومجتمعياً وإعلامياً سواء في مفاصل الدولة أو المجتمع، كما تسعى المدرسة لرفع مستوى أداء الأطر القيادية في الحزب، وتدعيم أساليب العمل الحزبي، لامتلاك القدرة على التصدي لمظاهر الخلل والفساد، وتعميق صلتها بالجماهير والتواصل الدائم معها، وتلبية تطلعاتها.
وعليه، فإن ما تقدّمه المدرسة من المعارف والعلوم يخلق ثقافة جديدة خارجة عن التقليدية عبر جعل الدورات الحزبية ملتقيات ومنابر للنقاش والحوار بين الرفاق البعثيين وتمثّل قيم ومبادئ البعث، والإسهام في تحقيق نقلة نوعية في مسيرة التثقيف والإعداد الحزبي بصورة مستمرة، وتسليط الضوء على الرؤى الفكرية التي أضافها الرفيق الأمين العام للحزب القائد المؤسس، والرفيق الأمين القطري للحزب، لفكر الحزب.
وتحفّز المدرسة على طرح أفكار ومبادرات خلاّقة لتطوير فكر البعث وأدواته وأساليبه لزيادة فعاليته وحيويته في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ولكي يكون قادراً على استيعاب المتغيّرات والتطورات الحاصلة في المجتمع العربي بما يضمن تحقيق أهدافه، وهي تولي الاهتمام بالبناء الفكري والسياسي والايديولوجي على مختلف المستويات، وتدعم الاتجاه القومي بما يخدم أهداف الحزب ومقررات مؤتمراته، إضافة إلى مساهمتها في رفع مستوى الوعي والمعرفة لدى الأطر الحزبية وتوسيع آفاقها ومداركها لما يجري في العالم وما يطرح من نظريات وأفكار، في إطار بناء مجتمع يفكّر ويشعر بالمسؤولية إزاء وطنه ومستقبله، لتخرج المدرسة في النهاية بأطر بعثية تكون قدوة وطليعة في الاستقامة والإبداع، والعمل بروح الفريق، والثبات والتضحية والإيمان بحتمية النصر فكراً وممارسة.

مهام متناسبة مع الأهداف:
المهام المنوطة بالمدرسة…
تنظيم وإقامة دورات مركزية لإعداد وتأهيل الأطر القيادية في الحزب، وفق الخطة المعتمدة، وإقامة دورات تثقيفية لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، ودورات تثقيفية خاصة للأحزاب الشقيقة والصديقة التي ترتبط مع الحزب بعلاقات واتفاقات تعاون وصداقة، والعمل على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق وتطويرها مع المدارس والمؤسسات العلمية المماثلة.
كما وتقوم المدرسة بالتواصل والتنسيق مع المحاضرين والدارسين في الدورات، وإعداد قاعدة بيانات بأسمائهم ومتابعة تحديثها باستمرار، ودعوتهم واستضافتهم في أوقات إقامة الدورات، والتواصل معهم بعد انتهائها، وتقيم مسابقات ومناظرات فكرية للأطر القيادية في الحزب، واستقطاب ذوي الخبرات والكفاءات من بينها.
وتعمل المدرسة على تطوير برامج ومناهج الدورات التثقيفية الحزبية بما ينسجم مع التطورات الجديدة، انطلاقاً من التمسك بتثقيف الأطر القيادية في مختلف المراحل، كما يجري العمل على بناء وتطوير موقع الكتروني للمدرسة على شبكة الانترنت، كركيزة هامة من ركائز التواصل والتفاعل مع الأطر الحزبية، على امتداد مساحات تواجدها داخل القطر وخارجه.

بنية وهيكل تنظيمي جديدين:
أن الهيكل التنظيمي الجديد للمدرسة يتكوّن من مجلس الأمناء، الذي يترأسه الأمين القطري المساعد للحزب، وهي خطوة جديدة أتاحت الارتقاء بالمؤسسة لتتناسب مع أساليب الإدارة العصرية وفق التطلعات الجديدة لنمط المؤسسات المماثلة في سورية، وأضاف: يكون رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري نائباً لرئيس مجلس الأمناء، ويكون للمدرسة مجلس إدارة، والمدير، ولجنة علمية وثقافية، ولجنة للشؤون الإدارية والقانونية، ونائب للمدير للشؤون العلمية والثقافية، وأمانة سر وأقسام ووحدات.
وأن اللجنة العلمية والثقافية تتولى مسؤولية دراسة خطط ومناهج الدورات، واختيار برامجها وعناوين المحاضرات وأسماء المحاضرين وإقرار الخطة السنوية المتعلقة بمنهاج الدورات وتطويره.
يذكر أن اللجنة العلمية تتألف من نائب المدير للشؤون العلمية والبحث والتطوير رئيساً وبعضوية أمين السر وممثل عن مكتب الأمانة القطري وممثل مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري ومستشارون يختارهم مجلس الإدارة كأعضاء.
وتتولى اللجنة دراسة تجارب الأحزاب الشقيقة والصديقة في ادراج مواد جديدة ضمن برامج الدورات، وتطوير مواد هذه البرامج، وتهيئة الظروف الملائمة وإيجاد آليات عمل لنشر الثقافة المعلوماتية لدى الدارسين، إضافة إلى الإشراف على المواد المراد نشرها على موقع المدرسة على الانترنت، ودراسة وتحديد نسبة مواد المنهاج المتعلقة بالدورات.

أساليب متطورة وعصرية لقبول طلبات الانتساب:
والملفت في التعديلات التي طالت اللائحة الداخلية للمدرسة هو النظام الجديد للانتساب والقبول الذي بات يخضع لآليات عصرية متقدّمة ودقيقة وذلك مع إتاحة الفرصة للتقدم بطلبات الانتساب إلى المدرسة أمام الرفاق البعثيين أو المستقلين، وفقاً لعدد من الشروط كالتقدم بطلب ترشيح من المؤسسة الحزبية للبعثيين أو الإدارة الحكومية للبعثي وغير البعثي، أو مؤسسات القطاع الخاص، أو طلب شخصي لمن لا ينتمي إلى أي جهة سابقة، وأن يكون حاصلاً على الإعدادية كحد أدنى، ويكون لائقاً صحياً ويحمل الجنسية السورية أو من في حكمه أو عربياً مرشحاً من أحد منظمات الحزب القومية.
يتمّ بعد ذلك دراسة الطلب والتقدم إلى امتحان على مرحلتين: الأولى امتحان كتابي يحدد مستوى المخزون الثقافي والمعرفي، ثمّ يتمّ إجراء مقابلة حوارية افرادية بشقين: الأول يتضمن امتحاناً لتقويم الذكاء العام iQ ليتمّ تحديد سعة مدارك الشخص وقدرته على الاستيعاب ونباهته وسرعة استجابته للمسائل وفق برامج موجودة مسبقاً مطابقة للمستويات العالمية لتقويم الذكاء، كذلك يخضع الراغب بالانتساب إلى رصد النقاط وتقييم الشكل العام وحركات الجسد وقوة الشخصية وردود الفعل والصحة النفسية وتقييم الوضع الاجتماعي للمتقدم وعلاقاته العامة وسيرته الذاتية والخبرات العملية والعلمية.
إضافة إلى ذلك يتمّ تقييم أداء الدارسين من خلال الامتحانات الكتابية والمقابلات الشخصية في نهاية الدورة ليتمّ تحديد المستويات العلمية للخريجين ليمنح المتدرب الناجح شهادة من إدارة المدرسة وفق آلية محددة.

اراء عدداً من الدارسين في الدورة الخامسة، التي تجريها المدرسة بعد تعديل اللائحة الداخلية لرصد الجو العام السائد بين الدارسين والإدارة والمستوى العلمي للمواد التي يتمّ تدريسها والخوض في مدى التفاعل مع الجانب المهاراتي والعملي الذي يتمّ تطبيقه على الدارسين وتقييم مستوى الخبرات والإضافات التي يتمّ اكتسابها من قبل الدارسين، إضافة لمعرفة مقترحاتهم لتطوير عمل الدورات وملاحظاتهم حول ما تم انجازه فكان لهم الآراء التالية:

جو رفاقي وبناء علاقات
يرى الرفيق ماهر عبيد أن الدورة التي تقام تحوي خليطاً من الرفاق البعثيين المكلفين بالمهام الحزبية والرفاق خارج المهام إضافة إلى رفاق في الإدارات الحكومية وأشخاص مستقلين، الأمر الذي يفتح المجال واسعاً لبناء شبكة من العلاقات من خلال التواصل والتفاعل خلال الدورة خاصة أن الدورة داخلية ما يمنح وقتاً إضافياً لتبادل الخبرات والمعلومات والعمل ضمن فرق لتحقيق المراد من الدورة من المقررات النظرية والعملية، وكل ذلك يتمّ في جو رفاقي يسوده الاحترام المتبادل والمودة.
وحول علاقة الدارسين بإدارة المدرسة، قال الرفيق راشد الفيصل إنها علاقة متميزة تعكس روح الفريق المتكامل.

حضور ملفت للشباب والعنصر النسائي
وبيّنت الرفيقة صفاء ديوب أن الملفت في الدورة الحضور الطاغي للعنصر الشاب والتمثيل المتوازن للعنصر النسائي الأمر الذي يضفي الحيوية والتنوّع سواء لجهة جو الدورة ويومياتها أو لجهة المخرجات والكوادر المنتجة التي ستعود إلى مؤسساتها الحزبية والإدارية لممارسة المهام، فوجود عنصر الشباب إضافة لتوفر الإرادة والرغبة في العمل في ظل تأمين المتطلبات الضرورية شكّل مفاتيح نجاح الدورة في تحقيق غاياتها.

مستوى علمي عالٍ
وحول المستوى العلمي للمواد التي يتمّ تدريسها قال الرفيق الدكتور طاهر رجب قدار: هي من أفضل المواد العلمية وتتناسب تماماً مع المتطلبات والأهداف المرسومة إضافة لكونها موضوعة من قبل اللجنة العلمية المختصة، وهي ذات قيمة علمية وعملية إذ إنها تتماشى مع التطور اليومي للعلوم وتتناسب مع الواقع العملي الذي تعيشه المؤسسات الحزبية والإدارات الحكومية والمجتمع.
وأكد الرفيق الدكتور حسام النصر الله أنه تمّ استقدام أساتذة جامعيين وخبراء وسياسيين، وكان للجميع إضافات ومحطات هامة زادت من الخبرات والمعارف لدى الدارسين، ما يحمّلنا مسؤولية نقل الكم الأكبر مما تلقيناه إضافة إلى تطويره وتجييره لصالح من هم بحاجة إليه.

تفاعل كبير مع الجانب المهاراتي والعملي
وأشار الرفيق الدكتور احمد سليمان إلى التميّز في هذه الدورة لجهة إفراد مساحة واسعة للجانب العملي والتدريب المهاراتي، والذي تمّ التفاعل معه من قبل الدارسين بشكل كبير لما فيه من حيوية وتجدد وخروج عن النمطية والتقليدية وقدرة على إيصال الفكرة والمعلومة برشاقة وثبات.
وتحدّث الرفيق أيمن سليمان عن الكم الكبير من الخبرات الجديدة التي يتمّ اكتسابها خلال الدورات، فهي متنوعة وشاملة لكثير من الجوانب العلمية والثقافية والحزبية والإدارية والإعلامية والتقنية، الأمر الذي يتيح للدارس تكوين إضافات هامة لشخصيته الإدارية والحزبية وعلى المستوى الشخصي والإنساني لما تتمتع به الدورة من جوانب وعلاقات وآفاق.
وأبدت الرفيقة منال أحمد قطر تفاؤلاً كبيراً، لكن التفاؤل اقترن بتمنيات وآمال بألا يتمّ الاصطدام بالواقع عند العودة إلى المؤسسات نتيجة للجو السائد والأفكار المغلوطة والغياب شبه التام للفكر والعقيدة لدى البعض ممن يمسكون بزمام المسؤولية في القيادات القاعدية، مشيرة إلى أن هذا التخوّف يحمل الدارسين مسؤولية العمل على صدم الواقع وتحطيم كل الصعوبات .

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى