سياسية

التطرف الديني أوجد «اسرائيل» واليوم «داعش» .. تغيير بالأقنعة وتوحد بالأسلوب

مقارنة تاريخية بسيطة بين التطرف اليهودي في القدم والتطرف الاسلامي الذي نشط بالفترة الأخيرة ، يقودنا لاستخلاص نتيجة واحدة وهي إقامة كيانات «الإرهاب» على أساس «التطرف» ، فماذا يعني «التطرف» اذا ، ومن يقف ورائه ؟ !!

هل يوجد اسلام "معتدل" واسلام "متطرف" ، وهل يوجد ،"تطرف" بالديانة اليهودية ؟
في الحقيقة معظم الدراسات والأبحاث والأفكار التي نشطت بالفترة الأخيرة تؤكد على حقيقة واحدة لا ثاني لها ، وهي « لا وجود "للتطرف" بأي دين من الأديانات ، فالاسلام دين والمسيحية دين واليهودية دين وجميعها تدعو للتوحيد ولتكريس قيم الإنسانية والحفاظ على مقدسات الشعوب واحترام الآخر ، هذه الديانات السماوية بنيت على "العقيدة" ورغم اختلاف جوهرها إلا أنها تقوم على نفس المبادئ والأسس من أخلاق وحسن بالتعامل والتسامح وتكريس قيم الإنسانية ، أما "التطرف" فقد أوجده من صنع "الإرهاب" وربطه بأحد الديانات السماوية ليبرر سبب وجوده .. ليتبين فيما بعد بأن "التطرف" و "الإرهاب" وجهان لنفس العملة»
من قال لليهود بأن «أورشليم» أو القدس هي أرض ميعادهم ؟ ومن قال لهم بأنهم بشر من النخب الأول ؟ ومن أقنعهم بأن عليهم إقامة « دولة يهودية » تقوم على أسس غير إنسانية وتمييز عنصري بين البشر ؟ هل كان اليهودي مضهدا ومسلوب الحقوق في الدول التي كان يعيش فيها ؟ أما أنه كان يعيش بلا كرامة أو بدون حقوق إنسانية ؟ …
طبعا الجواب الذي يعرفه الأغلب هو «لا» .. لكن في الحقيقة كانوا أكثر من ملاك للأراضي وللخانات وللأسواق وحتى الآن حقوقهم محفوظة وكرامتهم مصانة فيما إذا تعاملوا بأخلاق وبإنسانية مع المجتمعات التي يعيشون فيها ، إلا أن من أسس فكرة "الوطن القومي لليهود" كان أشد يهودي تطرفا كما الحال في "تنظيم القاعدة" حيث جلبوا قادة التنظيم الوهابي وقدموا لهم الدعم لتوسيع ديانتهم الجديدة التي تعبد النفط والدولار وتقوم على مبادئ الذبح والنحر .
وباعتبار أن السلطة لا تقام إلا بالقوة فقد أوحت قوى الاستعمار بعد فشلها بقيام مستعمرات تابعة لهيمنتها ، لخامات اليهود بأن عليهم تجميع أتباعهم ويهود العالم «بدولة عنصرية» تقام على جثث الناس الموجودة في القدس العربية ومحيطها فكان «الإرهاب» الأسلوب لقيام دولة «التطرف» اليهودي ، رغم معارضة أغلب اليهود لفكرة «الدولة اليهودية».

بدأت عمليات "غسل الأدمغة" كما حدث مع أتباع «داعش» إلى عقول بعض اليهود فأدخلوا أفكار إرهابية وعنصرية لقلب الديانة اليهودية حتى أصبحت اليهودية بعيدة عن الدين وبعيدة عن الأخلاق ولكنها قريبة من مشاريع الهيمنة والاستعمار فولد «التطرف» وولد «الإرهاب» وولد كيان جديد في قلب العالم العربي اسمه «اسرائيل».
الدين يعني مبادئ وأخلاق و«اسرائيل» و«داعش» بلا مبادئ وأخلاق ، ولو أسقطنا كل ماتحدثنا عنه سابقا حول تشكل كيان يهودي متطرف باسم «اسرائيل» على مايسمى بتنظيم «داعش» لوجدنا بأن الفرق الوحيد هو تسمية دين الكيان ولا يعدو أكثر من التسمية فالوهابية والتطرف الاسلامي هو في الحقيقة هو عبارة عن «إرهاب» منظم له شهادة منشأ ، ومؤسسات تعنى به ، هذه المؤسسات تنظم قوافل الهجرة اليهودية إلى «اسرائيل» وقوافل الهجرة الوهابية الاسلامية إلى «داعش» والهدف اغراق المنطقة العربية بالدماء ، لاستثمار آبار النفط وينابيع المياه وخطوط النقل والغاز والمتاجرة بالحالة الإنسانية وتجربة خطط الحروب على الشعوب العربية.
فلا «اسرائيل» بدولة يهودية ولا «داعش» بدولة اسلامية ، والطرفين عبارة عن تنظيمات وكيانات "إرهابية" هدفهما خرق التحصينات الأمنية للدول العربية وبشكل خاصة دول وقوى وأحزاب المقاومة بهدف تحقيق مايسمى "أمن اسرائيل الكبرى" ورعاية المصالح الأمريكية وحلفائها بالمنطقة العربية وفي مقدمتها استمرار تدفق النفط .
هل يوجد «دين» يدعو للإرهاب والعنف ؟
لا يوجد عاقل على سطح الكرة الأرضية يقتنع بأن للإرهاب دين ، فأي عمل يمارس بهدف ترهيب الناس أو سلب حرياتهم واستقراهم يكون خارج حسابات الأديان السماوية أو المنطق لأن الدين جاء ليعزز ثقافة الأخلاق لدى الناس وليس لسحق الناس ، لذلك تجدر الإشارة بأن الخطأ الفادح أن نربط نشاط «داعش» بالاسلام وأن نوصف اليهودية بنشاط العدو الصهيوني ، فاليهود عاشوا جنبا إلى جنب مع المسلمين والمسيحيين في سورية والعراق قبيل مؤتمر «بال» الذي دعى فيه متطرفون يهود لإقامة وطن قومي لهم ، وهاهي كنائسهم مازالت شاهد عليهم في دمشوالموصل .
«اسرائيل» لا تعتبر «داعش» عدو لها ، والأخيرة ليس لها مصلحة بحرب «اسرائيل» !!
طبعا هذا الأمر ليس خفي على أحد ، خاصة إذا علمنا بأن الشركات التي تورد الأسلحة لتنظيم «داعش» هي نفسها التي تدعم الخزينة «الاسرائيلية» وتسليح ميليشيات العدو الصهيوني .
«داعش» و «اسرائيل» و «آل سعود» كيانات أقيمت بالدم فوق جثث أهلها
يسمونها ممالك أو دول لكن في الحقيقة هي عبارة عن عصابات إرهابية استولت على حكم بعض المناطق العربية بقوة السيف والذبح والقتل والإرهاب فأنشأت كياناتها بعدما أغرقت التراب العربي بدماء الشعوب العربية.
ثلاث كيانات هدفها مسح العروبة والاسلام من الخارطة وتعود بالأصل لجذور وعوائل يهودية كانت ناقمة على الدولة العثمانية.فآل سعود هربوا من بطش السلطان العثماني وأعلنوا اسلامهم جهرا وفي الباطن يحملون حقد أشد ضراوة من الصهاينة ، أما الصهاينة فقد أرادوا أن ينقموا لأجدادهم الذين طردهم السلطان عبد الحميد الثاني من قصره ، وجاءت «داعش» كوليد للصهاينة وآل سعود لتعيد اعتبارهما وتعمل على الانتقام من العرب والمسلمين بعدما فشل كل من «أل سعود» و«اسرائيل» خلال عقود طويلة بالسيطرة على الشعوب العربية وارضاخها لطاعة خاحامات اليهود.«داعش» تريد إعادة رسم خارطة العرب ويكون «لاسرائيل» نصيب فيها ، دولة «اسلامية» وأخر «يهودية» وثالثة «كردية» ورابعة «مسيحية» ودويلات أخرى تنسب لطوائف وحكام بحيث تصبح الطائفية الشرارة التي لا تهدأ في المنطقة تحرق كل من فيها وكيان العدو الصهيوني يكون راعي السلام ووسيط دبلوماسي بين هذه الدويلات المتناحرة.

بواسطة
أحمد دهان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى