صدى الناس

غياب الرقابة التموينية عن الاسواق وضمير التجار وراء التحليق الغير منطقي للاسعار في أسواق حلب

ادى غياب الرقابة التموينية الحقيقية عن اسواق مدينة حلب وغياب الضمير عند السواد الاعظم من التجار والبائعين اضافة الى صعوبة نقل المواد من المحافظات الى مدينة حلب بسبب الظروف الراهنة الى تحليق غير منطقي للأسعار ،
جميع هذه الأسباب اجتمعت و تضافرت لتشكل المناخ المناسب لارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ولتزيد هما جديدا  في هموم المواطن الحلبي الذي تلقى ضربة جديدة قاسمة فالمواطن الذي اعتاد بل ادمن تلقي الصدمات شعر انه في وسط محرقة أشعل نارها اضافة الى الظروف الراهنة الكثير من التجار من ذوي النفوس الضعيفة .
وليبقى المواطن يقدم كل لحظة برهانا على انه هو البطل الاوحد في هذه الازمة لانه هومن يدفع ضريبة الغلاء كاملة ويتلقى الضربات ويتحمل الازمات منفردا، ويتساءل المواطن عن فائدة الزيارات والاجتماعات والتصريحات والقرارات, التي تتخذ في ظلِّ غياب الرقابة عن الأسواق وتركه وحيدا يواجه "تسونامي" الأسعار وليجد نفسه اما معادلة جديدة الأسعار تطير والراتب يتبخر والتنظير والتضليل لدى الجهات المسؤولة قائم على قدم وساق.
فمن خلال جولة ميدانية في الاسواق تستطيع ان تكتشف أن واقع الأسعار فيها يبدو مختلفاً بعض الشيء عن الكلام البراق الذي تنطق به تصريحات المعنيين التلفزيونية ، وعندما تدخل إلى الأسواق وتحاول سؤال الناس عن رأيهم بالأسعار تجد الجميع يقف على فوهة بركان ينتظر أن يثور أوقد يثور امامك ويؤكد الجميع أن التصريحات الرسمية لم تعد تعنيهم ولائحة أسعار التموين كذبة كبرى ويتسأل احدهم: ما هو الهدف من السؤال عن الاسعار ؟ولماذا يسأل الإعلام عن واقّع الأسعار علينا ؟ هل الهدف هو السعي لإعداد مادة صحفية فقط و تلميع صورة اولي الامر والمسؤولين عن الاسواق ، ام لتحضير لحقنة مسكنة للمواطن؟؟ .
وفي داخل احد الاسواق احدهم استوقفنا قائلا أنتم يا معشر الإعلاميون يبدو انكم اصبحتم مثل ( قارع الطبل في قاعة طرشان ) فاذا كنتم تستطيعون ايصال صوتنا إلى الجهات المعنية هذا إن كانت تلك الجهات تستمع إلى مطالبنا حقا اذهبوا واخبروهم أن الأسعار تكوي جيوبنا وتحرق قلوبنا وبجولة ميدانية سريعة تجد العجب فقد وصل كيلو الفروج إلى 500 ل. س أما صحن البيض فتجاوز الـ 600 ل.س واذا سألتمونا عن أسعار الخضار وقد بات صحن الفتوش يحتاج إلى حسبه طويله بعد تحليق سعر الخس ووصوله إلى 150 ل. س وكيلو والبندورة تجاوزت الـ50 ل. س بعدما كان قبل رمضان بـ 35ل س أما الخيار فأصبح ب80 بعدما كان ب 35 ويمكن أن تجده في بعض بقاليات الخمس نجوم قد وصل إلى 150 وحتى البصل الذي كان مأكول الفقراء دخل الحسبة و يا ليت الغلاء فقط بالخضار والفواكه فكل لوازم المنزل من جبنة ولبن وحليب باتت تحتاج إلى حسبة لكي تدخل إلى موائد منازلنا بعد أن أصبح كيلو اللبن بـ200 ل. س على حين كيلو الجبن 600 وعليك القياس على الباقي وبإمكانك نسيان اللحوم الحمراء والحلويات والمكسرات التي اصبحت من التراث بالنسبة للمواطن .
واذا حاولت البحث عن حلول للمشكلة ستجد أن جميع المبررات التي يقدمها التجار هي تبريرات غير مقنعة فدائماً الأعذار لدى التجار جاهزة والجميع يريد أن يعلق التهمة على شماعة الأزمة والظروف الراهنة ، الا ان الحقيقة الواضحة وضوح شمس تموز ان الرقابة غائبة وتجار الأزمات يسرحون ويمرحون (شئنا أم أبينا) واخيرا وبالحلبي الفصيح : (رجاء ايها المواطن المغلوب على امره لاتكن ملكيا اكثر من الملك ) ولك ولنا الله ايها المواطن المسكين وهو يكفينا .

بواسطة
مروان ساروخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى