سياسية

معارضون يطالبون تركيا بضم حلب اليها .!؟

أطلق بعض الناشطين المعارضين صفحة على الفيس بوك ليبدأوا بواسطتها حملة تسعى الى ضم تركيا لمدينة حلب العربية السورية .
الصفحة التي لم تخف وجهتها منذ إطلاقها توجهت الى الحكومة التركية مباشرة داعيةً رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي الى احتلال حلب وضمها الى الاراضي التركية . وقد علل مطلقو الحملة توجههم بما اسموه ( خيانة الحكومة السورية لحلب ) بينما و الكلام لازال للمعارضين (ان تركيا احتضنت الحلبيين وفتحت لهم خزائنها بالمال و السلاح ) .
الصفحة اشبعت بمآثر العثمانيين وخدماتهم الجليلة للأمه الإسلامية وتغنت بشخص أردوغان ووصلت الى حد تبشير الحلبيين بما اسموه الفتح التركي القريب .
ربما يعتقد البعض ان ما ذكر سابقا من نسج الخيال او هو عبث مجموعة من العابثين عبر الشبكة العنكبوتية لكن المراقب للوضع الميداني في حلب يلاحظ ان العديد من العصابات المقاتلة قد خلعت اسماءها الاسلامية المرتبطة بالصحابة لتحل محلها اسماء اقرب إلى العصر العثماني و اللغة التركية كلواء السلطان مراد و محمد الفاتح ولواء السلاجقة بالإضافة إلى كتيبة شهداء التركمان .
المحللون السياسيون والعسكريون قالوا بشكل واضح ان الدور المخابراتي التركي كان ملحوظاً عبر التنسيق بين الفصائل المقاتلة في الهجوم على جمعية الزهراء و الراموسة ومناطق اخرى من حلب وصولاً إلى كسب التي قامت المدفعية التركية بالقصف التمهيدي و التغطية لمسلحي المعارضة وهو ما يدفع للقول بأن امر العمليات صدر بالأصل من انقرة .
تركيا من جهتها لم تعد تخفي اطماعها في المنطقة عموماً وفي حلب خصوصاً وما تصريحات وزير الخارجية التركي داود اوغلو على مدرج جامعة ديار البكر( بأن ما حدث في المائة عام الماضية ليس أكثر من جملة اعتراضية في تاريخ تركيا وأن اتفاقية سايكس بيكو قد انتهت و الحدود التي رسمتها اصبحت غير قابلة للاستمرار وأننا الآن في عهد جديد وبحاجة لسايكس بيكو جديدة, وقد حان الوقت لعودة المجد العظيم ) . تفضح بما لا يدع مجال للشك الاطماع التركية في المنطقة ومشروعها التي حاولت تطبيقه من خلال مواقفها من ما سمي بالربيع العربي .
المراقبون يقولون ان هذا المشروع غير قابل للتطبيق فأردوغان الذي اخطأ اساساً في المراهنة على انهيار الدولة و الجيش العربي السوري تلقى صفعة مؤلمة عندما سقط المشروع الاخواني في مصر لتتالى بعدها الصفعات بعدم توجيه الولايات المتحدة ضربه لسوريا حتى وصلت مؤخراً لاستعادة الجيش العربي السوري السيطرة على كسب و الاقتراب من اكمال الطوق على حلب وقطع طرق امداد المجموعات المعارضة اليها .
في النهاية يقول المؤرخين ان اربع قرون من الحكم العثماني لم تقدم خلالها الدولة العلية للعرب من المعرفة سوى الطربوش و النرجيلة , لكن البعض يبدوا انه لا يريد ان يقرأ التاريخ جيداً .

بواسطة
الارقم المشهور
المصدر
خاص شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى