مقالات وآراء

قد تكونين أنت .. بقلم لينا جنيدي سفيرة النوايا الحسنة لحقوق المرأة والإعلام.

لم أتوان لحظة عندما دعتني صديقتي لأنضم الى مائدة عائلتها على الغداء ولا أخفيكم سرا” كم كانت تملك من البراعة في منح أطباقها مذاقا” تتفوق فيه على الطباخين , ولم تكن
 دعوة الغداء هذه سوى جلسة تعارف مبدأية لتكون بداية لدعوات جديدة , وانتقلت صداقتنا من مرحلة التعارف الى الدخول الى ممرات حياتها الضيقة , والتي كانت في كل لحظة تزفر دخان نرجيلتها وهي تريني صورها والتي وجدت في تفاصيلها شابة جامحة حرة تحب الحياة ….. بدأت تحدثني عن بداية طموحاتها حين قررت وصديقتها الدخول الى المعهد العالي للفنون المسرحية , صديقتها التي أصبحت الأن ممثلة مشهورة , إلا أن الحياة توقفنا على مفارق طرق أحيانا" , تأخذنا الى أماكن بعيدة عن الضوء ….. نعم صديقتي وقفت على مفرق طرق واختارت طريقا" أدخلها الى متاهة الحياة ومشقتها , حين طلبها ابن الجيران , ابن الجيران هذا الذي كان مصرا" على تحقيق حلمه بالزواج منها والتي كانت تسمعه رسائل الرفض في كل مرة يدق باب منزلهم , الا أنها وافقت في النهاية بعد أن نجح في تحريك شيء بداخلها , وهنا بدأت رحلة التغيير في خياراتها حينما قررت الانتقال من التمثيل الى كلية الحقوق فقط لان ابن الجيران لا يحب هذا النوع من الفنون , الذي كان مستعجلا فوعدها بأن تكمل الجامعة بعد الزواج ….. أقسمت لي صديقتي أنه بعد شهر من الزواج وعندما قررت الذهاب الى الجامعة … أمسك بيدها قائلا" هذه الغرفة كلية الهندسة وتلك كلية الطب وهذه كلية الحقوق , ولك حرية الاختيار …. لم تستطع صديقتي إقناعه خلال سنين زواجها والتي أنجبت فيها ثلاثة أطفال أقفلت خلالها أبواب التفكير في أي شيء بقيود فرضها زوجها المحب . الان هي زوجة وربة منزل حتى أنها خسرت تفاصيل جسدها الأنثوي فأهملت نفسها وسيطر على وجهها الحزن والرتابة … كم تألمت حينما قالت لي كم أتمنى أن أكون مثلك .. أتمنى لو أنني لم أتزوج …. تألمت حينما حاولت مساعدتها ولم أستطع ….وكنت دائما أسأل نفسي إن كانت المرأة تظلم نفسها أم أن المجتمع الذكوري من يظلمها , ولكن الواقع يقول الاثنين … الا أن الاكثر هو أنها تظلم نفسها عندما تفكر بعاطفتها دون أن تستخدم عقلها في النظر الى الافق البعيد من حياتها وتداعيات قراراتها مستقبليا" , فتضع نفسها تحت جناح رجل دون أن تحصن نفسها بأدوات تجعلها مستقلة ماديا" ومعنويا" وفكريا" , وهذا ما يوقعها في أزمات وتبعات في حال اختبرها القدر في أي نوع من الاختبارات , كالاختبار الذي وقعت فيه صديقتي , وقد تكون اختبارات أخرى كأن تخسر المرأة زوجها وكم من الحالات التي نعاني منها الان حيث زادت نسبة الارامل والتي تعاني الان الامرَين لتقف خاوية اليدين باحثة عن المساعدة ,وأستغرب وكم أتفاجأ أن الكثير ممن يركبن قاطرة أحلامهم ويشغلون المحرك ويفكرون بعين عقلهم لا بعين عاطفتهم التي تأخذهم الى أحلامهم ولكن بعد سنوات طويلة من الزواج وليس في ربيع عمرهم…. قد يكون السبب أنهن في بداية مشوارهم فكروا بعين عاطفتهم فأخذتهم الى أحلام غيرهم …. فتعلموا …. قد تكونين أنت فاصعدي قطار أحلامك وابدأي مشوارك .

المصدر
خاص - زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال واضح مكتوب بأسلوب انسيابى وليس بطريقة العظة او التوجيه المكروهة ويخاطب كل فتاة فى بداية طريقها ان تختار بعناية ماتريده ,,, ومدى طموحها وان تستشرف شكل وطبيعة حياتها المستقبلية ,,, اراه مهما ومفيدا ليس للفتيات وحسب ولكن للشباب بصفة عامة ,, أختار ماتريده بعناية حتى لاتندم غدا وتلوم حظك وأقدارك فيما فعلته بنفسك فى نفسك ,, شكرا للكاتبة

زر الذهاب إلى الأعلى