مقالات وآراء

لينا جنيدي كتبت لزهرة سورية .. صرخة موؤودة

الى متى ستبقى الفتاة العربية ( الموؤودة) ….
 تولد والعالم الذكوري ناقم عليها وتكبر على عقده وتحت مسميات العرض والشرف والعار يختزلون حياتها وطموحها وهناك من يقرر عنها فيفرض قوانين وفتاوي قي الدين لا علاقة لها بالدين أصلا" فتحدد طريقة عيشها وسلوكها …… ويختصرونها بجهاز تناسلي فقط فإذا اجتمع رجل وامرأة فثالثهما الشيطان … وإذا ما دخلنا الى عالم الاعلام الواسع فنشاهد تلك القنوات التي فاق عددها القنوات الهادفة وهي قنوات مضللة بشكل غير مباشر تعمل على تضليل العقول الشابة وحرفها عن مسارها الصحيح وتكرس فكرة ان المرأة ليست سوى جسد جميل
يتمايل مع الموسيقى فتتمايل معه العقول …. إنهم يوءدوننا نحن النساء ونحن نتنفس …. ودائما" أصابع الاتهام
جاهزة للاشارة اليها فهي السبب في كل شيء
هي من تحاول إغواء الرجل …. وهو لا حول ولا قوة له بل هو في قمة البراءة
هي الشيطان بذاته هكذا يصفونها … لأنها باعثة لشهوة الرجل ولولاها فهو من نبع القداسة مخلوق
الرجل يشقى وهي من تتمتع بمدخراته وماله ……

أيها المجتمع الذكوري مني أنا الأنثى :

أعيش حياتي كلها وأنا متهمة … في البيت وفي الشارع وفي التلفاز و في المجتمع
ولكني حقيقة انا التي أنجبت طفلا" للحياة حتى تستمر وفي لحظة الولادة أرى موتي وحياتي
انا من أذهب الى العمل كل يوم لكي أثبت وجودي كإنسان وأبذل كل جهد مادي ومعنوي لأضعه
في بيتنا انا وانت أيها الرجل
أنا من أدرس طفلي لأرى فيه مستقبلي الذي تمنيته
أنا من أهتم بوالدي امي وابي في اللحظة التي تكون فيها أنت رهين زوجتك
أنا من أتنازل لك عن حقي بالميراث لأنك أخي أو زوجي أو لأنك الرجل

أنا الموؤودة المتهمة …..سعاد … عمري 17 عاما" …. ذهبت الى بيت صديقتي
ومن كثرة سعادتي بمجالستها نسيت الوقت وتأخرت فأصبحت الساعة الخامسة مساء
فعدت مسرعة وإذ بي عائدة الى بيتنا وقد تحول قاعة محكمة واعتراف …
حاول أخي ان يكون حضاريا" وأن يأخذ مني أعترافي بأسلوب منمق قائلا"
أختي حبيبتي قولي لي أين كنتي والله لن أضربك … هل تحبين شخصا"
قولي لي من هو ….. وأين ذهبتم …. هل لمسك ….طبعا" كنت استمع اليه وانا مندهشة
فأنا لم أفكر إطلاقا"بهذا الموضوع أو حتى أنني لم أكلم شابا" قط من البيت للمدرسة وبالعكس
فأخذت أبكي وأبكي وكلما أطلق العنان لمخيلته عن علاقة لم أعرفها يوما" كنت أشعر أنه يقوم بوأدي
وانا أتنفس ….. هكذا كان أخي دائما" …. حتى أنه ساعدني على أن أتخلى عن براءتي المعهودة
ولفت انتباهي الى ما يسمى الحب ……وأحببت حقا" شابا" وأصبحت أقابله سرا" في حديقة عامة
ولكن ههههه هذه المرة لم أتأخر عن البيت …… أخي كان يخاف أن أجلب لهم العار لا لشيء فقط كوني فتاة لا غير …. حتى أنه في إحدى المرات قررت بنت الجيران أن تتزوج من تحبه والذي رفضه أهلها فهربت معه
وبالطبع جلبت العار لأهلها بحسب قوانين مجتمعنا الذكوري …. وكان أخي عائدا" الى البيت ووجهه متجهما"
وكان يرمقني نظرات احتقار وكأنني قد قمت بعمل شنيع ثم رفع يده مهددا" وبصوت عال
( والله لو فكرتي في يوم من الايام أن تقومي بما قامت به بنت أبو ياسر والله إن دخول السجن لا يساوي
شيئا" عندي ) وهنا اندهشت وقد أشعرني بالحرج وكأنني أنا من قمت بذلك حقا" حتى أنني خجلت أن أجالسهم
واختبأت في غرفتي وانا اسمع أصواتهم الذكورية تنتف ريش بنت الجيران …..وهنا قررت أن أكون أنثى صاحبة قرار …. امرأة قوية تواجه اتهامات لا وجود لها …. أوجدها الرجل ليس لشيء فقط لأنه لا يرى
في المرأة سوى جهاز تناسلي

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى