سياسية

نصر الله: الليوث والأبطال هم الذين سيصنعون مستقبل الأمة

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن العرب الذين يدفعون الأموال ويشترون السلاح ويرسلونه إلى سورية
ويرسلون السفن المحملة بالمقاتلين المعارضين لا يجرؤون على إرسال طلقة واحدة إلى قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوني واسع والسبب في ذلك أن هناك إسرائيل والولايات المتحدة في حالة القطاع التي ستطالبهم وتحاسبهم وهذا هو التحدي الحقيقي.

وقال نصر الله في كلمة له الليلة الماضية خلال إحياء أيام ذكرى عاشوراء.. إن وزير خارجية إحدى الدول الخليجية من الذين يعتبرون أنفسهم قادرين على تكلم ما يريدون من دون أن يعلق أحد عليهم لأن لديهم أموالا كثيرة قال عبارة لا يمكن السكوت عليها وهي أن أغلب العرب أصبحوا نعاجا ولكننا نقول له.. إذا أصبحتم أنتم نعاجا فأنتم أحرار ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود وأبطال تصنع الانتصارات التاريخية وترسم مستقبل الأمة.

مستقبل المنطقة هو مستقبل الأبطال الصامدين المقاومين وليس مستقبل النعاج

وأضاف الأمين العام لحزب الله.. إن كل إنسان يتكلم عن نفسه ومن يرى في نفسه نعجة لا يحق له القول إن أغلب العرب صاروا نعاجا لأن أغلبهم ليس كذلك… فهناك حكومات عربية وقيادات سياسية وإعلامية في العالم العربي من النعاج ولكن الشعوب العربية طوال أكثر من 60 سنة من الصراع العربي الإسرائيلي ومن التامر الدولي والعربي الرسمي وتخلي أغلب الحكومات العربية عن فلسطين ولبنان والأراضي العربية المحتلة بقيت تقاوم وتضحي وتصنع الانتصارات والإنجازات وتقدم الدماء وبقيت فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية في قلبها ووعيها ووجدانها وفي ضمائرها وستبقى كذلك.

وقال نصر الله: إن النعاج سيذهبون إلى حيث تذهب النعاج ولكن الليوث والأبطال هم الذين سيصنعون مستقبل هذه الأمة كما صنعوها في جنوب لبنان وفي غزة وهم اليوم يدافعون عنها بما يعني أن مستقبل المنطقة هو مستقبل الأبطال الصامدين المقاومين وليس مستقبل النعاج.

وأكد الامين العام لحزب الله أن صمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتمسكها بشروطها جعل الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن وقف لإطلاق النار وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدئه بالعدوان لافتا إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلي انتهى أو شارف على النهاية وهو يعيد قصف الأهداف في غزة مرة ثانية وثالثة فيما لا تزال صواريخ المقاومة تنطلق وتستهدف عمق الكيان المحتل.

المطلوب من الدول العربية هو دعم غزة ومساندتها وتسليحها

وانتقد نصر الله الموقف العربي وبيان اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير الذي اكتفى بالتنديد والإدانة ومطالبة الدول مشيرا إلى أن هذا البيان لا يختلف عن سابقه خلال العدوان على قطاع غزة نهاية العام 2008 وقال إن المطلوب من الدول العربية هو دعم غزة ومساندتها وتسليحها لا أن تعمل وسيطا بينها وبين العدو الإسرائيلي.

وأوضح الامين العام لحزب الله أن الجديد في البيان الأخير هو دعوة الدول العربية إلى الالتزام بوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل بما يعني أن هذه الدعوة هي تحصيل حاصل لأن لا أحد يطبع مع إسرائيل اليوم كما أن هذه الدعوة مكررة وهناك دول غير ملتزمة بها بالأصل.

وقال نصر الله.. رغم كل الذي يحدث في غزة والعدوان الإسرائيلي عليها فإن ما خرج عن العالم العربي بعد ما يسمى /الربيع العربي/ هو فقط تكليف لجنة مبادرة السلام العربية التي عقدت في بيروت بإعادة دراسة المبادرة من مختلف جوانبها.

وأضاف الامين العام لحزب الله.. إننا لم نكن نأمل أو نتوقع أكثر من ذلك عربيا لأن الأمور كانت واضحة منذ البداية وما هو مطلوب من الدول العربية اليوم هو الوقوف إلى جانب غزة ومساعدتها ودعمها بالسلاح.

وأشار نصر الله إلى أن أغلب الدول العربية تنفع أن تكون هلالا أحمر أي تقدم الإسعافات والأدوية وتزور الجرحى والمستشفيات وتنفع أن تكون مشيعي جنائز فهي لا تمتلك كيانا ولا قيادة سياسية ولا قرارا ولا إرادة سياسية.

وقال نصر الله.. إننا في لبنان تعلمنا الدرس العربي منذ عام 1982 ولذلك لم نصب بخيبة الأمل من العرب عام 2006 لأنه لم يكن لدينا أمل بالأصل منهم وأنا قلت حينها إننا نريد من العرب فقط أن يتركونا وشأننا وأقول إننا في المستقبل لا نريد من الدول العربية أي شيء ورغم ذلك هم يتآمرون اليوم علينا في لبنان وسورية والمنطقة كما تآمروا على فلسطين وغزة والشاهد هو وزير خارجية تلك الدولة الخليجية نفسه الذي نقلت عنه وسائل الإعلام قوله " لا يجب إعطاء الفلسطينيين أملا أكثر مما نستطيع عمله والمساعدات التي تعهد بها العرب لتقديمها للاخوة الفلسطينيين لم يتم تقديمها وبعض العرب ساهموا في الحصار الذي وقع بحق إخواننا في قطاع غزة".

وأضاف الأمين العام لحزب الله.. إن هذا الاعتراف منصف وواقعي لأنه يقول لا تكبروا الأمل لدى الفلسطينيين لأنهم سيصابون بالإحباط ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف وصل السلاح إلى غزة وكيف وصلت صواريخ (فجر 5) و(غراد) و(كورنيت) والصواريخ المضادة للطائرات ومن أرسلها وأوصلها رغم الحصار الذي قام به بعض العرب.

وقال نصر الله.. يجب التوقف قبل الحديث عن الدول التي ترسل الأدوية وبعض الأموال للتساؤل من الذي مكن غزة من الوقوف على قدميها والوثوق بنفسها والقتال وصنع المفاجآت وقصف تل أبيب والقدس وإطلاق النار على الطائرات والبوارج وتدمير الآليات الإسرائيلية بما أن العرب اعترفوا أنهم حاصروا غزة.

وأضاف الامين العام لحزب الله.. من هنا يجب أن يحضر من جديد ودون مجاملات دور إيران وسورية في هذا المجال وأقول للجميع .. من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق وبالشكر تدوم النعم والله تعالى يقول أيضا إن القليل من العباد هم الذين يشكرون.

ولفت نصر الله إلى أن الوزير الخليجي الذي قال إن الدول العربية ساهمت بشكل كبير في حصار غزة على كافة المستويات أشار إلى أن الوضع يتطلب قرارا سياسيا حكيما عبر إجراءات سلمية أي من خلال إرسال بعض الأموال والأدوية وإصدار بعض المواقف السياسية في حين أن التحدي الحقيقي والعروبة الحقيقية والإسلام الحقيقي هو أن تملك الدول العربية اليوم جرأة إرسال السلاح إلى غزة لأن العدو الإسرائيلي يراهن على نفاد مخزون الصواريخ في قطاع غزة.

من أوجب الواجبات فتح الحدود وإيصال المزيد من الصواريخ إلى المقاومة في غزة

وقال الامين العام لحزب الله: إن المقاومة في عدوان عناقيد الغضب الإسرائيلي عام 1996 كانت تمتلك صواريخ الكاتيوشا فقط وبقيت الحرب 16 يوما وحتى آخرها كان رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز يراهن على انتهاء مخزون الصواريخ عند المقاومة اللبنانية وهو اليوم يراهن على انتهاء مخزون المقاومة الفلسطينية ولذلك فإن من أوجب الواجبات فتح الحدود وإيصال المزيد من الصواريخ إلى المقاومة في غزة.

وأوضح نصر الله أن بعض عباقرة المعارضة السورية ووسائل الإعلام خرجت بكلام تافه وسخيف لتقول إن هدف إسرائيل من عدوانها على غزة هو معاقبة حماس لأنها خرجت من محور إيران سورية حزب الله بعد أن سبقتها قيادات عربية للقول إن هدف العدوان هو صرف الأنظار عما يجري في سورية بما يدلل على مستوى الجنون والحقد والضغينة وقلة العقل والفهم والتقدير عند هؤلاء.

وأكد الامين العام لحزب الله أن إيران وسورية ومعهم حزب الله لن يتخلوا عن غزة رغم كل هذا الكلام وكما كانوا مع أهل غزة خلال السنوات الماضية سيبقون إلى جانبهم وسيقومون بواجبهم الوطني والقومي والإنساني والديني والأخلاقي تجاههم حتى لو اختلفوا معهم هنا أو هناك في موقف سياسي معين أو في تقييم موقف سياسي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى