ثقافة وفن

يديعوت: عادل إمام عبقرى جنَّده النظام

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن الفنان المصرى عادل إمام عبقري سينمائي ورمز للكوميديا المصرية، لكنه وقع ضحية الرقابة الدينية المصرية” والأحرى من ذلك أنه يعد رمزا صارخا للممثل الذي جنَّده النظام القديم.
وأضافت الصحيفة فى معرض حديثها عن المتغيرات الطارئة على الثقافة والسينما المصرية أن عادل إمام أحد البقايا الثقافية للنظام السابق، مؤكدة أنه أثناء الثورة عمل كممثل للنظام ودعا الثوار للعودة إلى منازلهم.

وفى سياق متصل رأت الصحيفة أن حركة الإخوان المسلمين تسعى الآن لاحتلال السينما المصرية بعدما وصلت الحركة إلى مراكز القوة وأصبحت تدير دفة الحكم في أرض النيل.

وأكدت الصحيفة أن ميدان التحرير هو الذي سيقرر مصير سينما الإخوان المسلمين وليس الرئيس محمد مرسي أو المرشد العام محمد بديع.

وأشارت إلى أن الثورة التي أطاحت بنظام مبارك وأصعدت "الإخوان المسلمين" إلى السلطة جعلتهم يسعون الآن إلى إحداث ثورة جديدة في الثقافة المصرية عن طريق أفلام إخوانية بحجة أنهم يؤيدون حرية الإبداع لكنهم يرفضون حرية الانحلال الأخلاقي والعراء ونشر الموبقات.

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة ميرا تسوريف المستشرقة الإسرائيلية والأستاذة في قسم الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، قولها: "الإسلاميون يحاربون عدوهم بنفس سلاحه، موضحة أن هناك ثلاثة جماهير مستهدفة في سينما الإخوان، أولها هو كل من صوت للإخوان المسلمين ويشعر بخوف من تحول مصر إلى أفغانستان الثانية، وتحديداً من الناحية الثقافية، وثانيها هم شباب الإخوان المسلمين ذاتهم، في حين أن الجمهور الثالث هو شباب الإخوان المسلمين المنشقين عن الحركة، ممن انضموا إلى التيار الليبرالي".

وأضافت الصحيفة أنه مع كل الاحترام للإخوان المسلمين، إلا أن الفيلم العربي هو في المقام الأول جزء لا ينفصل عن الثقافة المصرية، وبالتالي فإن أحد الأسئلة الكبرى المطروحة الآن في أرض النيل 2012: هل سيظل الفيلم العربي بصيغته الحالية أم أنه سيحظى بمساحة وصبغة إسلامية بعد صعود الإخوان المسلمين لسدة الحكم؟!.

وتابعت الصحيفة أن شباب الإخوان المسلمين يحاولون إنتاج أفلام تعبر عن مشاكل المواطن المصري بشكل إسلامي تحت شعار "سينما الإخوان- الفن الراقي له عنوان".

وأضافت الصحيفة أن أول خطوة اتخذها طاقم "سينما الإخوان" هي إقامة قناة خاصة على الإنترنت لعرض الأفلام الموجودة حالياً وأفلام أخرى سيتم عرضها قريباً، مشيرة إلى أن أحد الأفلام التي يمكن مشاهدتها على تلك القناة الخاصة هي "وحدة مكافحة الزندقة". الذي تم إنتاجه رداً على الآراء المتعددة التي تواجهها حركة الإخوان المسلمين فيما يتعلق بتعصبها وتطرفها في محاولة لنفي تلك الادعاءات عن الحركة.

وأضافت الصحيفة أن سينما الإخوان المسلمين قد تكون ناحجة، لكن من سيحدد ذلك ليس الرئيس مرسي أو المرشد محمد بديع إنما جمهور ميدان التحرير، الذي لم يعد جمهوراً صامتاً، مشيرة إلى أن جمهور الثورة هو الذي سيقرر ما إذا كان يريد سينما الإخوان أو السينما التي كان لها صدى وقوة في تعزيز وعي الشارع المصري.

وأوجزت الدكتور تسوريف هذا الكلام قائلة: "لا يكمن أن تكون هناك أوتوقراطية ثقافية في مصر مثلما لا توجد أوتوقراطية سياسية، نظراً لأن الشعب قال كلمته ومازال موجوداً في الميدان الذي لم تنطفئ ناره بعد"، مشيرة إلى أن الشعب ليس موجوداً تحت عدسة الرقابة إنما الحاكم الجديد، والذي لن يكون له مكان إذا عجز عن توفير السلعة المطلوبة التي وعد بها".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى