ثقافة وفن

دانا: سأتعاون مع أنجلينا جولي!

بعد غياب عن الساحة الفنّية بسبب زواجها وتفرّغها للأمومة، تعود دانا إلى الأضواء، لكن ليس في عمل فنّي إنّما ضمن خطوة إنسانية فريدة ألا وهي إطلاق جمعيتها الخيرية “جمعية حلبي الخيرية” التي تعنى بمساعدة الأطفال
الذين تأثروا بحوادث العنف المرافقة للربيع العربي. "أنا زهرة" التقت الفنانة اللبنانية التي كشفت تفاصيل أكثر عن أهداف الجمعية وغيرها من الأمور.
ما هو الدافع الذي جعلك تُقدمين على إطلاق جمعية خيرية؟
الدافع الأول والأخير هو ما تتعرّض له بعض البلدان العربية من أحداث مؤسفة نتيجة الربيع العربي وتأثير هذه الأحداث في الطفولة البريئة، سيما الأطفال الذين خسروا ذويهم جرّاء حوادث العنف والقتل. أحببت أن أقدم على هذه الخطوة لأسهم قدر المستطاع في مساعدة الأطفال وحماية مستقبلهم من خلال تنمية مواهبهم وتوجيههم على الطريق الصحيح ليصبحوا فعّالين في مجتمعهم. حين أفكّر في معاناة الطفولة، ينتابني شعور كبير بالحزن، خصوصاً أنّه يصعب أن تتخيّل وتشعر بألم الطفل وهو يشاهد مقتل والديه.
ما هي البلدان التي ستشكّل محور اهتمام الجمعية؟

المساعدات التي ستقدّمها الجمعية ستشمل أطفال سوريا، مصر، تونس، ليبيا واليمن.
كيف راودتك فكرة تأسيس جمعية؟ ومَن قدّم لك الدعم لتحقيق هذا المشروع؟
هي فكرتي في الأساس ومبادرة شخصية منّي، علماً أنّ عائلتي قدّمت لي الدعم الكافي، وخصوصاً زوجي الذي دعمني بشكل كبير وساعدني كثيراً.
كونك أماً، هل ساهم ذلك في تعزيز الفكرة وأعطاك تشجيعاً ودعماً إضافيين؟
بكل تأكيد. لأنّني أم، أعرف قيمة الأمومة ومقدار التضحية التي تقوم بها الأم لتربية أولادها، والخوف الكبير على مستقبلهم وحياتهم. كان من الممكن أن لا تراودني فكرة إطلاق جمعية خيرية تعنى بالطفولة لو لم أكن أمّاً، فطفلاي كانا إلهامي الأول والأخير، ولا شك في أنّ تأثري بالأحداث الأليمة التي تعصف ببعض الدول العربية وما ينتج عنها من ظلم بحق الطفولة البريئة، دفعاني إلى تأسيس جمعية خيرية
أخبرينا عن استراتيجية عمل الجمعية؟ وما هي الخدمات والمساعدات التي ستقدّمها للأطفال، خصوصاً أنّ من أهدافها الأساسية مساعدة الطفل على تنمية الموهبة التي يحبها؟
نحن في الجمعية سنحاول مساعدة أكبر عدد من الأطفال على تنمية الهواية التي يحبّونها سواء في التصوير أو الرسم أو أي هواية أخرى كي يبرزوا فيها، وبالتالي كي يصبحوا فعّالين في مجتمعاتهم. في المرحلة الأولى، سنستقدم 1000 طفل ونعلّمهم فنّ التصوير، ونقدّم لكل واحد كاميرا مجاناً
هل ستقتصر المساعدات على الأطفال الذين فقدوا ذويهم جرّاء حوادث العنف أم ستمتد إلى حالات أخرى؟
يُفضّل أن تقتصر المساعدات على هذه الفئة من الأطفال دون سواهم، لكن في الوقت نفسه ليس لدينا أي مشكلة في مساعدة الأطفال اللاجئين الذين تأثروا بما يحصل في بلدهم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ما اضطرهم إلى ترك بلدهم واللجوء إلى بلد أكثر أماناً. نحن في الوقت الحالي، نقدّم مساعدات لأطفال سوريا اللاجئين إلى لبنان، سيما أنّه ليس في مقدورنا الذهاب إلى سوريا وتقديم يد المساعدة للأطفال هناك في ظلّ الظروف التي تمرّ بها البلاد.
هل وضعتم خططاً للمراحل المقبلة؟
وضعنا خططاً كثيرة للمرحلة المقبلة على أمل أن تصبح قيد التنفيذ في القريب العاجل.
من يدعم الجمعية ويموّلها؟
حالياً، أنا من يموّل الجمعية ويدعمها من الناحية المادية، علماً أنّنا نتلقى مساعدات كثيرة من جمعيات ومؤسسات خيرية، وأريد أن أستغل الظرف لأشكرها عبر موقعكم الكريم. كما أريد أن أشكر كل الأساتذة الذين تطوّعوا من أجل تدريب الأطفال وتعليمهم دون مقابل مادي، فأنا أقدّر كثيراً مساهمتهم العظيمة.
كونك فنانة وتحت الأضواء، هل سيعزز هذا الأمر دور الجمعية ويدعمها؟
ليس بالضرورة، علماً أنّ رسالة الفنان وصوته قد يصلان بسرعة أكبر. انطلاقاً من هذا الواقع، فواجب كل فنان أن يقوم بخطوة مماثلة، ويقدّم يد المساعدة على قدر إمكاناته وبطريقته الخاصّة.
أطلقت أغنية خاصة بالجمعية تحت عنوان "أحلام الطفولة"، إلى أي حدّ تأثرت أثناء تصوير الكليب الخاص بها ومنحتها من ذاتك، سيما أنّها حملت كلماتك وألحانك؟
أجواء التصوير كانت أكثر من رائعة. تأثرت كثيراً بالأغنية وباللقطات التي صوّرناها، وأعطيتها كثيراً من ذاتي. لم أصوّر الكليب بهدف تسويق نفسي أو تسويق الأغنية، بل قصدتُ أن يتم عرضه على شبكة الانترنت والـيوتيوب والفايسبوك ليتعرّف الناس إلى أهداف الجمعية ولنثبت للجميع أنّنا قادرون على تحقيق ولو جزء صغير من أحلام الطفولة، فالأغنية والكليب يعكسان أهداف الجمعية. أنا سعيدة جداً بهذا العمل، لأنه بالفن يمكن أن تصل فكرتك بطريقة جميلة، ومن واجب كل فنان أن يسخّر فنّه في سبيل الخدمات الإنسانية التي تدعم أفراد المجتمع.

لماذا أطلقت على الجمعية اسم "جمعية حلبي الخيرية" وليس جمعية "أحلام الطفولة" مثلاً؟
في بادىء الأمر، كنت أريد أن أُطلق عليها اسم Dana Foundation، لكنني غيّرت رأيي بعدما وجدت أنّ هذا الاسم غير مناسب، خصوصاً أنّني أرفض وضع نفسي في الواجهة، إلى أن قررت تسميتها "جمعية الحلبي الخيرية" وهو الاسم الذي وجدته الأنسب والأفضل.
صرّحت في المؤتمر الصحافي أنّك ستتفرغين للخدمات الإنسانية وتفضّلين تسخير الفن لهذا الغرض. يعني ذلك أنّ دانا اعتزلت الحياة الفنّية؟
لا يعني أنّني سأعتزل الفنّ، بل أفضّل في الوقت الحالي أن أوقف أنشطتي الفنّية تعاطفاً واحتراماً للشعب العربي الذي يواجه ظروفاً قاهرة ويتعرض للقتل والتهجير. من هنا أطالب كل فنان باعتزال الفنّ في ظلّ هذه الظروف وتسخير فنّه لأغراض إنسانية.
ما الذي تغيّر في دانا بعدما أصبحت أمّاً؟
كل شيء تغيّر وأصبحت أكثر نضجاً، وكلّ ما ذكرته لك في الحوار يختصر ذلك.
هل يقلقك مستقبل طفليك في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد العربية؟
بالتأكيد، ينتابني قلق كبير وأخاف عليهما كثيراً. أتمنى أن تتحسن الأوضاع ويعود كل شيء إلى طبيعته ويعمّ السلام كل الدول العربية.
ما هو رأيك بالربيع العربي؟
أعتقد أنّه من حق الشعب أن يثور في سبيل المطالبة بالحرّية وبحقوقه، لكن ما يؤلمني وأرفضه بتاتاً أن يكون هذا الربيع العربي مصحوباً بالعنف والدم والقتل.
ما هي أمنيتك في هذه اللحظة؟
أن تتطوّر الجمعية وأحقّق حلم كل طفل من خلالها. وأريد أن أشير إلى أنّنا سنعمل في وقت لاحق على مشروع تعاون مع جمعيات في الخارج من بينها الجمعية التي تملكها الممثلة الأميركية أنجلينا جولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى