سياسية

الجعفري: تنفيذ خطة عنان بحاجة لإرادة سياسية من كل من يحرض على العنف ويهرب الأسلحة

أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان بحاجة إلى إرادة سياسية من كل من يحرض على العنف ويهرب الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة ويوفر التمويل والمأوى لها خارج سورية
وليس من قبل الحكومة السورية فقط.
وقال الجعفري في مؤتمر صحفي عقده بعد جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء أمس لمناقشة الأزمة فى سورية إن البند الأول في خطة عنان يتحدث عن إنهاء العنف من قبل جميع الأطراف وهو ما يفرض على بعض الأطراف إظهار إرادتهم السياسية والالتزام باحترام هذه النقطة الأولى وخاصة مع استمرار تهريب الأسلحة إلى داخل سورية من قبل أطراف حددنا هوياتهم وأعلمنا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بهذه المعطيات.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية جادة جدا في تطبيق خطة عنان ولكن من يطرح الخيار الثاني أو الثالث أو الرابع هو نفسه من لا يحترم الخطة وهو نفسه من شكك بإمكانية تطبيقها منذ البداية.
وأوضح الجعفري أن عنان أجرى مباحثات جيدة مع المسؤولين في سورية وقد راجع السيد الرئيس بشار الأسد معه التقدم المحرز من قبل الحكومة في تنفيذ خطته ولكن الرئيس الأسد ذكر عنان بأهمية التزام الجميع بخطته وأن يتوقفوا عن تمويل وتهريب الأسلحة إلى سورية.
ولفت الجعفري إلى أن معظم المداخلات التي قدمها السفراء في جلسة مجلس الأمن أمس كانت متوازنة وتناولت الوضع في سورية بتعابير أكثر دقة وخاصة بالنسبة لما حصل في الحولة.
وقال الجعفري إن الحكومة السورية والشعب السوري في حالة من الصدمة نتيجة الجريمة الفظيعة التي حصلت في الحولة ولا يوجد أحد أكثر انزعاجا منا بسبب ما حصل لأن هؤلاء هم أبناء شعبنا من الأطفال والمدنيين والعسكريين وهناك 26 جنديا وضابطا استشهدوا في هذه الجريمة.
نريد من المجتمع الدولي أن يحدد من يعملون ضد خطة عنان ومن يمولون ويؤوون المجموعات الإرهابية المسلحة
وأضاف الجعفري إن الجريمة كانت شنيعة ومروعة وغير مبررة ومن ارتكبوها يجب أن يجلبوا إلى العدالة في سورية وهناك لجنة تقوم بالتحقيق وهي ستنهي أعمالها "غداً أو بعد غد" والجميع سيسمع نتائج هذا التحقيق وسيعرف هوية من ارتكبوها بالتأكيد ولكن نريد من المجتمع الدولي أن يحدد من يعملون بطريقة مضادة لخطة عنان ومن يمولون ويؤوون المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقال الجعفري إن هذه الجريمة لا تشكل بداية للأزمة في سورية التي تعود إلى ما قبل عام تقريبا وبعض السفراء في المجلس أقر وبحس عال من المسؤولية وجود العنصر الثالث أي المجموعات المسلحة وهو الشيء الذي حاولنا شرحه منذ عام وكان هؤلاء الزملاء أنفسهم يشككون فيما كنا نقوله.
سورية تواجه مجموعات مسلحة إرهابية مدربة ومحمية وممولة من دول عربية وإقليمية وعالمية
وأوضح الجعفري أن الشعب السوري يواجه مجموعات مسلحة إرهابية مدربة ومحمية وممولة من قبل بعض الدول العربية والإقليمية في المنطقة وأخرى عالمية مشيرا إلى أن سورية قامت بتحويل أكثر من مئة رسالة إلى الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن الدولي ووكالات الأمم المتحدة تتضمن أسماء وهويات عدد من المسلحين وتواريخ وأنواع وكميات الأسلحة المهربة إلى سورية كما تتضمن قائمة بأكثر من 4 آلاف خرق من قبل المجموعات المسلحة منذ تبني خطة عنان تسببت بوفاة مئات السوريين من المدنيين والعسكريين.
وأضاف الجعفري.. إن السلطات اللبنانية ضبطت سفينة آتية من ليبيا محملة بالأسلحة وكانت متجهة إلى المجموعات الإرهابية في سورية كما تم إلقاء القبض على 26 إرهابيا ليبيا وتونسيا في سورية وهم اعترفوا وتم إرسال اعترافاتهم إلى مجلس الأمن كما قتل أجانب آخرون نشرت هوياتهم وأرسلت إلى مجلس الأمن الدولي أيضا.
وأشار الجعفري إلى أن معارضا سوريا سلفيا تحدث قبل يومين على إحدى القنوات اللبنانية مباشرة من جدة وتحمل مسؤولية خطف اللبنانيين في الأراضي السورية وهم قادمون من تركيا وبالتالي ليس هناك حاجة إضافية إلى تقديم البرهان تلو الآخر لأن الجميع يعرفون أن سورية تواجه الآن مجموعات إرهابية مسلحة خطرة.
وتساءل الجعفري أليس من الغريب أنه في الوقت الذي كان السفير الألماني يتحدث فيه حول مدى اهتمامه وحكومته بالأطفال السوريين في الحولة كانت وحدات البحرية التابعة لقوات اليونيفل سمحت لهذه السفينة الآتية من ليبيا بعبور المياه اللبنانية.
الدبلوماسية تستند إلى الحوار بين الأمم ولا تستند إلى العقوبات أو مهاجمة دولة من الدول أو طرد دبلوماسييها
وبشأن إنهاء بعض الدول لعمل سفراء ودبلوماسيي سورية لديها قال الجعفري.. إن الدبلوماسية تستند إلى الحوار بين الأمم ووظيفتها إيجاد التسويات والحلول الوسطى وجسر الفجوات بين الأمم ولا تستند إلى العقوبات أو مهاجمة دولة من الدول أو طرد دبلوماسييها من هذه العاصمة أو تلك فكل هذه التصرفات غير المسؤولة تترجم عمليا النوايا الحقيقية لهذه العواصم تجاه الأزمة في سورية فلو أرادوا مساعدة الشعب السوري لما كانوا فرضوا العقوبات عليه أو سهلوا تهريب الأسلحة ومع ذلك فإن الحل السياسي يجب أن يأتي من داخل سورية نفسها وكل هؤلاء الذين يراهنون على الخيار الثاني والثالث والرابع سيصمتون.
وحول اتهامات بعض الأطراف للحكومة السورية بالجريمة التي حصلت في الحولة قال الجعفري.. إن هيرفيه لادسوس معاون الأمين العام للأمم المتحدة لم يتهم الحكومة بل تحدث عن بعض الشكوك وهناك فرق كبير بين من يكون متأكدا وبين من يكون لديه شكوك وعلى كل حال فإن هذا الكلام سابق لآوانه لأن لجنة التحقيق السورية ستنهي أعمالها وستعلن النتائج غدا أو بعد غد.
وأضاف الجعفري.. إن المجازر طالت أيضا تل دو والشومرية ومن ارتكبها عن قصد هدف إلى إشعال حرب أهلية لأن هناك ثلاث طوائف مختلفة تعيش في هذه القرى وبالتالي من ارتكب المجازر هم مجرمون محترفون.
وبشأن البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن ومطالبته سحب الجيش من المناطق قال الجعفري.. إن هذا الأمر حصل ولكن هناك نوع من المفارقة فمن جهة إذا نشرنا الجيش وقوات حفظ النظام لحماية المدنيين يأتي من ينتقدنا لفعل ذلك وإذا تركنا الناس يقتلون من قبل المجموعات الإرهابية يأتي أيضا من ينتقدنا لأننا لا نحمي المدنيين وبالتالي هناك أوضاع تكون فيها الحكومة بحاجة إلى نشر قوات حفظ النظام لحماية المدنيين.
على الدول المهتمة بإشعال حرب أهلية في سورية عدم المراهنة على فشل خطة عنان
ودعا الجعفري الحكومات الخليجية وبعض الدول المهتمة بإشعال حرب أهلية في سورية إلى عدم المراهنة على فشل خطة عنان وقال.. إننا نعترف بوجود معارضة سياسية مشروعة كما هو الحال في جميع أنحاء العالم والحكومة دعتها إلى الدخول في حوار وطني شامل وهذا الجزء لا يتجزأ من خطة عنان ولكن الدول أو الحكومات العدوانية ذاتها قامت تكرارا ومرارا بتشجيع المجموعات المسلحة وأجنحة المعارضة خارج سورية لعدم الدخول في الحوار.
وأضاف الجعفري إن المعارضة غير موحدة والبعض يعمل على مدار الساعة لتوحيدها على أساس ابتزاز الحكومة السورية التي تسعى بشكل حثيث إلى وضع حد للعنف مؤكدا ضرورة الضغط على المجموعات الإرهابية للتوقف عن العنف وعلى بعض الدول العربية والإقليمية التوقف عن إرسال الأموال والأسلحة والدعم السياسي والتغطية الإعلامية لهذه المجموعات كي تتوقف عن ممارسة العنف والقتل.
وحول اعتراف بعض السفراء أخيراً بوجود مجموعات إرهابية قال الجعفري.. إن بعض السفراء بدؤوا يشاركوننا في هذه المقاربة فيما البعض الآخر لا يتصرفون بشكل مسؤول تجاه مهامهم المتعلقة بحفظ الأمن والسلام فمهما كانت المزاعم التي يقدمها هذا السفير أو ذاك فإنه كعضو في المجلس عندما يتحدث إلى الصحفيين يجب ألا يستعمل مصطلح النظام بل يجب أن يقول الحكومة إذا كان يريد أن يتصرف بشكل مسؤول ونبيل وبالتالي هم من يخرقون إجراءات وقواعد العمل.
وأضاف الجعفري إن السفراء الذين يتحدثون عن الخيارات يسعون إلى التصعيد ويخرقون خطة عنان التي تتحدث عن تسوية سياسية للأزمة وهم عندما يتخلون عن الخطة يعني أنهم يراهنون منذ البداية على فشلها وبالتالي فإن نجاحها بحاجة إلى التزام الجميع بشكل متساو بها والتوقف عن المتاجرة بدماء السوريين وتوجيه رسالة واضحة من المجتمع الدولي بضرورة حل الأزمة عبر الخطة وتحقيق التهدئة وليس التصعيد.
وقال الجعفري.. إننا دبلوماسيون متواجدون في مجلس الأمن من أجل جسر الهوة وإيجاد الحلول والتسويات المقبولة وليس لتشريع المزيد من العقوبات وتبني تدابير مضادة للدبلوماسية وإذا كانوا فعلاً يريدون مساعدة السوريين فإن الرسائل التي تحتاجها سورية هي وقف تصعيد الأوضاع والتحدث بحكمة عن كيفية مساعدة الحكومة في الجلوس مع المعارضة والانخراط في حوار وطني شامل وإيجاد تسوية تقودها سورية وهذه التعابير ليست تعابيري بل هي لغة عنان الذي تحدث عن عملية سياسية تقودها الحكومة السورية.
وبشأن تعيين جيفري فيلتمان بمنصب رفيع في الأمم المتحدة قال الجعفري.. لم أحصل على أي رسالة رسمية من الأمين العام تبلغنا بهذا التعيين وإذا ثبت هذا الأمر فهو إشارة إلى تصعيد الوضع وهو أمر لن يكون بموجب القانون الدولي فوظيفة الأمم المتحدة تطبيق الأجندة الدولية وليس فرض الأجندات على المجتمع الدولي ونحن بحاجة إلى خبراء نزيهين وحياديين في هذه المناصب الرفيعة.
وحول مكان الحوار وإمكانية أن يكون خارج دمشق قال الجعفري.. إن الحكومة قبلت منذ البداية المقترح الصيني باستضافة المفاوضات في بكين فيما المعارضة وبناء على تحريض خارجي رفضت وعندما جاءت المبادرة الروسية لاستضافة المباحثات في موسكو وافقت الحكومة بينما رفض الطرف الآخر مجددا بناء على تحريض من بعض الدول العربية والإقليمية ودول أخرى وبالتالي الكرة ليست في ملعبنا بل في ملعب الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى