شباب وتعليم

برنامج أغلى شباب بذرة ونواة لقناة شبابية سورية متخصصة

يحاول الإعلام الشبابي في سورية خلال الآونة الاخيرة الخروج من الإطار الرسمي والنمطي والتعرض لقضايا تدخل في صميم اهتمامات الشباب ومشاكلهم ضمن قالب حديث ومعاصر
 ويواكب التطورات التكنولوجية التي تعتبر تخصصا شبابيا بامتياز.

ولعل برنامج أغلى شباب الذي يقدم أسبوعيا ظهيرة كل يوم اثنين على شاشة الفضائية السورية إحدى هذه العلامات الفارقة للإعلام الشبابي التلفزيوني السوري رغم أنه ينتج باسم منظمة اتحاد شبيبة الثورة ولكنه استطاع الخروج من عباءة برامج المنظمات الجافة والنمطية وتمكن عبر عمره الذي تجاوز الثماني سنوات اجتذاب شريحة واسعة من صفوف الشباب لم تتأتى لغيره من برامج المنظمات الشعبية.

وقالت نواعم سلمان معدة البرنامج.. إن فكرته انطلقت اساسا لتوسيع دائرة المشاركة الشبابية في الحياة العامة وارساء ثقافة الحوار بين الشباب وليس التنظير عليهم من اشخاص خارج هذه الشريحة العمرية.

وأضافت.. أن البرنامج يقوم على النقاش اذ يأخذ الحوار المساحة الاكبر منه الى جانب رصد نشاطات الشباب والتركيز على ميولهم والمهارات الجديرة بالتعلم كمهارات البرمجة العصبية اللغوية علما أن كل مهارة تخصص لها عدة حلقات أحيانا.

رأت سلمان أن ارشيف البرنامج يظهر انه لم يكرر نفسه طيلة ثماني سنوات وحاول دائما تقديم الجديد وتناول زوايا عدة من قضايا كثيرة وحتى في الحلقات المعدة للمناسبات السنوية كعيد الجلاء مثلا كان يتم الاحتفاء بالمناسبة بطريقة مختلفة والقاء الضوء على جانب جديد منها.

وأشارت إلى أن الازمة الحالية فرضت على البرنامج موضوعات معينة في غاية الاهمية كالتعامل مع المحتوى الاعلامي الالكتروني وابراز خطورة ما تقدمه بعض وسائل الإعلام المغرضة لجمهورها حول أحداث سورية لاسيما محاولات تحجيم وتشويه صورة الشباب السوري الناشط على الانترنت .

ولفتت معدة البرنامج إلى أن عددا من الاستبيانات أرسلت إلى المحافظات لاستطلاع آراء الشباب في البرنامج الموجه لهم وكان عتبهم الاكبر هو على قلة التواصل مع أبناء المحافظات مؤكدة ان انتقال البرنامج من الاستديو إلى الجولات الميدانية كان له كبير الاثر في زيادة هذا التواصل.

وأشارت إلى أن التمويل المخصص للبرنامج مازال يحد دون تحسينه من ناحية الشكل الامر الذي يجري التعويض عنه بمحاولة انتقاء المضمون الاعمق والاكثر تأثيرا مع مواكبة الحدث مباشرة لافتة الى ان الشباب ناقش في إطار البرنامج موضوعات مهمة كالدستور الجديد ودور المؤسسات الدولية في تمويل بعض الجمعيات الخاصة كما استضافوا ضيوفا كالمفكر العربي المصري الدكتور أشرف بيومي الذي شهد للشباب السوري بجرأته في النقاش.

ورأت سلمان أن العديد من البرامج الشبابية العربية تجتذب جمهورا عريضا من خلال الشكل المقدمة به كالاستديو المبهر والمقدمين الجذابين لكن عند النظر إلى المضمون يلاحظ ضحالة المادة المقدمة في كثير من الاحيان.

ورغم صعوبة تلبية كل رغبات وأذواق الشباب الا ان مواكبة التطورات لم تكن بالامر الصعب على أسرة برنامج أغلى شباب بحسب ما قاله أمجد الحسن مخرج البرنامج مضيفا أن أغلى شباب كان الاول من نوعه حينما اطلق على الفضائية السورية متوجها لجيل الشباب لمواكبة المستجدات ما أدى لخروج البرنامج من العباءة التقليدية لبرامج المنظمات الشعبية النمطية غالبا ولتصبح صفة برامج المنوعات هي الغالبة على برنامج أغلى شباب.

ورأى ان البرنامج بهذا المعنى شكل مغامرة لكنها ناجحة بأداء ارتقى نوعا ما الى درجة جيدة لافتا إلى ان الانطلاقة بدأت مع المعد التلفزيوني معن الصالح واستمر برعاية مكتب الاعلام في منظمة الشبيبة وصولا الى مرحلة استطاع فيها البرنامج ملامسة هوامش خطوط حمر كثيرة على ايدي مقدمين شباب مدربين موهوبين سعوا دوما للتجديد.

وأشار الحسن إلى أن خروج البرنامج من الاستديو قبل عام اضاف رشاقة وحيوية تغذت من المونتاج ومن عدسة الكاميرا مع التعاطي بشفافية وبساطة وواقعية مع الشباب في نواديهم وبيوتهم وأماكن دراستهم وتنزههم.

ويستغرق تصوير البرنامج15 ساعة والمونتاج10 ساعات حيث يعمل في جميع هذه المراحل نحو30 شخصا لتقديم حلقة أسبوعية مدتها50 دقيقة.

وتحدث ماجد الخباز أحد مقدمي البرنامج عن الأثر الذي تركه في نفسه وشخصيته حيث يعتبره برنامجه المفضل مستذكرا أنه شارك كضيف في أولى حلقات البرنامج رغم انه كان لايزال على مقاعد الدراسة وعندما زادت ثقته بنفسه ومن قدرته أصبح مقدما أساسيا مشيرا إلى أنه تلقى مع فريق البرنامج عروضا من محطات تلفزيونية كبيرة للعمل بها ولكنه فضل البقاء في سورية والعمل في التلفزيون الرسمي.

بدورها تتذكر رايسة الحسن مقدمة برنامج أغلى شباب الأثر الذي كان في نفسها عندما كانت تزور مبنى التلفزيون بصحبة أبويها وهي طفلة صغيرة ورغبتها أن تعمل في هذا المجال مضيفة أن النجاح الذي حققته مع أغلى شباب أتاح لها الفرصة في تقديم برنامجين تلفزيونيين آخرين كما ساعدها على بناء صداقات كثيرة مع شباب سوريين وعرب عبرالرسائل الإلكترونية التي يتلقاها البرنامج بصورة دائمة.

وقال رئيس مكتب الاعلام والبحوث باتحاد شبيبة الثورة فريد ميليش إن برنامج أغلى شباب يدخل عامه التاسع بتواصل اعمق مع هذه الشريحة الاجتماعية للوصول إلى شكل ومضمون اكثر تعبيرا عن همومها وابراز مواهب افرادها وطاقاتهم التي تستحق الدعم.

وأضاف.. أن البرنامج بات اكثر نضجا خلال الازمة وانتقل من الاستوديو إلى المحافظات فسجل العديد من الحلقات في السويداء وطرطوس واللاذقية وحلب ودمشق وريفها واستطاع مواكبة الأزمة واثبات حضوره بين الشباب.

وأشار ميليش إلى أن أغلى شباب كان ومازال ملتصقا بالشباب السوري واقعا وطموحا دون الاقتصار فقط على تغطية انشطة اتحاد الشبيبة وبالتزامن مع الأزمة خصصت حلقات غنية بالنقاش الفكري والسياسي من اتجاهات مختلفة تلامس الاحداث بكل جوانبها مبينا أن تطوير البرنامج شيء لا بد منه ويجري باستمرار سعيا إلى مزيد من التخصص والتوسع الذي يؤهل البرنامج للتحول الى قناة شبابية متخصصة.

المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى