شباب وتعليم

بين أزقة دمشق القديمة.. مكتبة سينمائية تحوي نوادر الأفلام جمعت بأيدي الشباب السوري

حينما نكتب عن السينما معناه أن نكتب عن الحياة فهي واحدة من الورقات المتبقية في أيدي العاشقين للحياة والباحثين عن المغامرة والانفتاح على الثقافات هي لحظة شعرية سينمائية ولدت كمحاولة لإمساك لحظات إبداعية جميلة منتشرة هنا وهناك.
ولدى التجول بين أزقة دمشق القديمة وبين حجارة الأرصفة الدمشقية تصادفك مكتبة سينمائية تحوي نوادر الأفلام التي جمعت بأيدي شباب سورية جمعهم شغفهم بالسينما وإيمانهم بهذه الأداة الفاعلة بالإنسان والوجدان.

نشرة سانا الشبابية التقت القائمين على هذه المكتبة حيث قال نبيل أحد العاملين في نسخ (دي في دي) وتوزيعها: نحن مجموعة من الشباب أردنا تأمين الأفلام السينمائية الموجودة بندرة أو غير الموجودة بسورية فعملنا على تأمين النسخ من هذه الافلام المطلوبة لافتا إلى أن عملهم لم يقتصر على تامين نسخ الافلام السينمائية فقط بل تعدى ذلك الى ترجمتها بأي لغة أجنبية كانت.

وأوضح نبيل أنه من خلال الأرشيف الكبير الذي تمتلكه مكتبتهم أحبوا من خلاله مشاركة المهتمين في هذا المجال مشيرا إلى أن أكثر المنتجين الذين تم تأمين أفلامهم كلاسيكيات انجيليو انطونيوني وفيليني وبازولوني وانغمار برغمان واميركو ستاريكا ولارس فون ترير وغودار وكوروساو. وعن هذه التجربة يضيف نبيل.. إنهم من خلالها يحاولون تقديم تجارب سينمائية شبه مجهولة للجمهور السوري وبالتحديد تلك التجارب التي لا تنتمي الى هوليوود كالسينما الاوروبية والسينما اللاتينية والافريقية وشرق آسيا مؤكدا أنها تجارب عظيمة في المجال السينمائي تستحق المشاهدة وهي بحاجة إلى وسيط يقدمها للجمهور ومن خلال مكتبتهم السينمائية يحاولون كمروجين للسينما الجادة أن يكونوا الوسطاء لتقديم هذه التجارب للمشاهد.

وعند سؤاله عن إقبال الزبائن أجاب نبيل: هناك نوعان من الزبائن الشاري العابر وغالبا طلبه متوافر أما الثاني الزبون الدائم الباحث عن نوادر الأفلام وخاصة العاملين في مجال الصحافة السينمائية والفن والسينما فنحن نجمع أفلام مخرجين محددين بشكل كامل مثل الكلاسيكيات الإيطالية والفرنسية والألمانية واليابانية وغيرها بالإضافة للإنتاجات الحديثة والقديمة كالسينما الواقعية الجديدة في فرنسا والواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية والدوغما في الدانمارك والنظريات الحديثة وفن التحريك (الاينميشن) في اليابان كتجربة مايازاكي التي بدأت تلقى رواجا كبيرا من قبل المشاهد السوري.

وأعرب نبيل عن أسفه كون هذه التجارب لا تحضر على شاشات السينما السورية موضحا أن الأفلام التي يتم عرضها في دور السينما هي الأفلام الحديثة التي نالت أهم جوائز مهرجانات العالم كمهرجان كان وبرلين وفينيسا ولوكارنو بالإضافة للأوسكار.

وعن رأيه بالسينما السورية قال نبيل.. لقد أدركنا من خلال زيادة الإقبال على أفلام (دي في دي) تعطش السوريين للسينما مبينا انها سلاح مهم يمكننا الاستفادة منه في الدفاع عن صورتنا كعرب وكشرقيين معربا عن امله بوجود صناعة سينمائية سورية تترجم الهموم والأفراح والآمال والآلام والتي جميعها تعبر عن كينونات عاشقة للحياة.

وأوضح نبيل أن الهيئات الإنتاجية الغربية ذات النظريات الاستشراقية استغلت السينما كسلاح مثل فيلم ميونخ وهو فيلم أمريكي للمخرج ستيفن سبيلرغ الذي يحظى بشعبية كبيرة يقدم قضية الشعب الفلسطيني وكأنها قضية مجموعة إرهابيين مقابل (إنسانية الصهاينة) ولم نر أي روائي سينمائي عربي يواجه هذا التحدي الذي شوه قضية شعب ولعب بالتاريخ والوثائق.

وتابع نبيل.. بالنهاية السينما صناعة خاضعة لقانون العرض والطلب البيع والشراء فهو يقدم منتجا ليستهلكه الجمهور العربي والغربي على حد سواء أما مسؤولية الدفاع عن الذات فهي مسؤوليتنا التي لم يتحملها السينمائي العربي بل ربما أسهم في مساعدة الغرب من خلال تكريس صالاتنا لعرض سينما الآخر وتحويل السينما العربية الى مادة كاسدة لا جمهور لها باستثناءات قليلة.

وعن رأيه بالسينما المنزلية دي في دي قال نبيل: إن الوضع المنتشر جدا في سورية هو سينما (دي في دي) يمكننا النظر إلى هذه الحالة بنظرة إيجابية كون هناك متابعة للسينما ولكن من المؤسف أن هذه المتابعة لا تختلف كثيرا عن متابعة التلفاز وعندها تفقد السينما الكثير من خاصيتها مثل الشاشة الكبيرة والمؤثرات والحضور الجمعي فالسينما فن (أوبرالي) يجب حضوره أمام الشاشة مع الجماعة فالأفلام هي تجارب سحرية فريدة ترويها ملصقات السينما على شبابيك التذاكر.

من جهته يقول حسام أحد محبي الفن السابع: أحب مشاهدة الأفلام حسب وقتي ورغبتي لذلك أقوم بشرائها على (دي في دي) من جهة ومن جهة ثانية إن صالات السينما المتوافرة لا تؤمن كل ما نرغبه من أفلام ناهيك عن عددها القليل بالإضافة إلى رخص نسخة دي في دي وهذا ما لانجده في باقي دول العالم حتى دول الجوار.

وأضاف.. إن السينما لقاء للصوت والصورة والمسرح فمن المفضل مشاهدتها مع الجمهور وتحت الموءثرات التي تقدمها شاشة السينما ولكن بسبب وضع السينما في بلدنا فإننا نلجأ الى وسيلة أخرى وهي ( دي في دي) من هذا المنطلق نكاد نصيح قائلين لنهتم بالسينما فهي قصيدة شعر من نوع أخر حكاية أخرى وجب قولها في زمن آخر فلنقلها كما نريد نحن وبطريقة صحيحة تعبر عنا أمام شاشاتنا الكبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى