سياسية

الجعفري:سورية مستهدفة لأنها ترفض أن تكون تابعة أو ناقصة السيادة وتصر على استقلالية قرارها

أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أن الوطنية السورية ترفض التدخل الخارجي وتشدد على أن سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها خط أحمر.
واعتبر الجعفري أن التحرك العربي نحو مجلس الأمن يلتقي مع مخططات ومصالح الدول غير العربية الهادفة لتدمير سورية وزعزعة أمنها واستقرارها لأنها ترفض أن تكون دولة تابعة أو ناقصة السيادة وتصر على استقلالية قرارها.
قرار الجامعة بالذهاب إلى مجلس الأمن التفاف على نجاح مهمة المراقبين العرب ومحاولة للقفز على تقريرهم
ولفت الجعفري إلى أن قرار الجامعة الأخير بالذهاب إلى مجلس الأمن التفاف على نجاح مهمة المراقبين العرب ومحاولة للقفز على تقريرهم لأنه جاء مخالفا لمخطط بعض الجهات العربية وغير العربية ممن يدعون زيفا الحرص على الدور العربي لحل الأزمة في سورية.
وبين الجعفري أن النزعة الجامحة لدى بعض الدول الغربية للتدخل في شؤون سورية ليست جديدة أو طارئة بل هي نهج مستمر ومنتظم منذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور داعيا من يساهم في تأجيج الأزمة السورية عربا وغير عرب إلى مراجعة سياساتهم والكف عن سفك دماء الشعب السوري ودعم الحوار الوطني وبرنامج الإصلاح السياسي.
وقال الجعفري في كلمة له أمام المجلس إن شاعرا عربياً سورياً يعرفه ويقرؤه كل العرب اسمه نزار قباني تخيل ولم يتنبأ هذا السيناريو وهذه الجلسة قبل وفاته بسنوات في قصيدة مشهورة له عندما قال في مطلعها /دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي.. أشكو العروبة أم أشكو لك العرب/.
وأضاف الجعفري.. إن أبناء جيلي يتذكرون في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات أننا كنا صغاراً آنذاك في المدرسة الابتدائية في مدارس سورية وكنا صباحا نحيي نشيد الثورة الجزائرية بدلا من النشيد الوطني السوري كما كنا نتبرع بمصروف جيبنا الزهيد الذي نسميه باللهجة السورية /الخرجية/ لحركات التحرر العربي في الخليج التي كانت تكافح ضد الاستعمار البريطاني.
وتابع الجعفري.. نحن الأطفال كنا نتبرع بكل سعادة بمصروفنا الزهيد لمساعدة إخواننا في الخليج كي يتحرروا من الاستعمار وكان ذلك قبل بدء الطفرة النفطية وكانت العروبة آنذاك تختلف في مفهومها عن الطريقة التي ينظر البعض بها اليوم إليها.
وعبر الجعفري عن تقدير سورية لجنوب افريقيا على قيادتها الحكيمة لأعمال مجلس الأمن خلال هذا الشهر مجددا اعتزاز سورية بانتصار شعب جنوب إفريقيا وشعوب قارة افريقيا على سياسات التمييز والفصل العنصري متسائلا عن موقف بعض الدول التي تتحدث اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان وإلى أي جانب كانت تقف أثناء نضال جنوب إفريقيا الذي توج بالانتصار.
سورية تمر اليوم بتحديات فاصلة في تاريخها وهي تريد لهذه المرحلة بالذات أن تكون بإرادة شعبها
وأشار الجعفري إلى أن سورية تمر اليوم بتحديات فاصلة في تاريخها وهي تريد لهذه المرحلة بالذات أن تكون بإرادة شعبها لا بإرادة أحد آخر وأن تكون نقطة تصميم على الأمل بتلبية تطلعات الشعب السوري المحقة.
وقال الجعفري.. إن هذه الأحداث وإن كانت قد أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية جميعا مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يختاروا سبيل الحكمة ويستنيروا بإحساسهم الوطني الواعي كي ينتصر الوطن كل الوطن وليس جزءا منه.
ولفت الجعفري إلى أن الشعب السوري الذي قدم للعالم أول أبجدية قد تعود على رائحة ياسمين الشام ولن يألف في يوم من الأيام رائحة الدم وهو كان قادرا على حل أزماته ومشاكله الداخلية بنفسه على مر العصور ولن يقبل يوما بأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في وطنه سورية وبقي شامخا يرفض المساس بإرثه الحضاري ورصيده الوطني.
وأكد الجعفري ان الشعب السوري سيعيد الكرة من خلال مشاركة جميع السوريين في الخروج من الأزمة والإسهام في مسيرة البناء الوطني معا واضعين نصب أعينهم مصلحة الوطن العليا فقط وليس مصلحة أحد آخر وذلك في جو من المصالحة بين الجميع فالوطن ملك للجميع ولكل أبنائه وفي سورية لا يوجد أغلبية وأقلية بل يوجد سوريون فقط والوطن أمانة في أعناقهم حتى ولو تم التغرير ببعضهم وخرج البعض الآخر عن جادة الصواب.
الوطنية السورية ترفض التدخل الخارجي وتشدد على أن سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها هي خط أحمر
وأوضح الجعفري أن الوطنية السورية ترفض التدخل الخارجي وتشدد على أن سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها هي خط أحمر وتؤءكد على الوقوف صفا واحدا في وجه الفتنة والفرقة ونبذ العنف وعدم الاحتكام إلى السلاح في معرض المطالبة بالإصلاح.
وقال الجعفري.. إن الأوطان تبنى من قبل أبنائها ونحن كسوريين أمامنا فرصة سانحة للحوار الوطني الصادق ولتسريع وتيرة الإصلاح وكل ذلك بهدف قيام شراكة وطنية حقيقية تحفظ أمن الوطن وأمن المواطن كسبيل وحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق كل مطالب الشعب السوري المحقة من دون التفريط بالوطن إذ ان الأجيال القادمة ستحاسب كل من فوت هذه الفرصة.
وتساءل الجعفري.. كم كان الشعب العربي يتمنى لو كان حضور كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة إلى جلسة مجلس الأمن بهدف مطالبة المجلس بتحمل مسؤءولياته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ووقف أعمال القتل والاستيطان الإسرائيلية المتصاعدة وكم هو من الغرابة بمكان أن نرى بعضاً من أعضاء الجامعة العربية قد لجؤءوا إلى مجلس الأمن للاستقواء به على سورية التي لم تبخل يوما في التضحية بأغلى ما لديها في سبيل الدفاع عن القضايا العربية.
وأضاف الجعفري.. واهم جدا من يعتقد أن تلك الدول التي أتحدث عنها والتي دائما ما وقفت في وجه القضايا العربية العادلة في مجلس الأمن وخارجه تبدي الآن هذه الحماسة للجامعة من منطلق احترامها لها ولقراراتها أو حرصا على مصلحة سورية وشعبها فالحقيقة الواضحة هي أن هذه الحماسة تأتي في نفس السياق المعادي لمجمل القضايا العربية المحقة.
وقال الجعفري.. إن هذه القاعة تكاد اليوم تكرر صدى أكثر من ستين فيتو لمنع مشاريع قرارات تتعلق بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وفقا لقرارات هذا المجلس الموقر لكن الجديد اليوم في نقل الجامعة العربية لما اتخذته من قرارات جائرة ضد سورية إلى مجلس الأمن في ظل غياب سورية ودون التشاور مع قيادتها بشكل يخالف ميثاق الجامعة نفسها ويمهد لاستكمال التدخل العدواني المباشر في شؤءون سورية الداخلية.. لكن الجديد هو أنه قد التقى مع مخططات ومصالح الدول غير العربية الهادفة لتدمير سورية وزعزعة أمنها واستقرارها لأن سورية ترفض أن تكون دولة تابعة لأحد أو ناقصة السيادة كالبعض ولأنها تصر على استقلالية قرارها والحفاظ على مصالح شعبها وأمتها وأمنها.
وتابع الجعفري.. إن النافذين وبعد أن فرضوا في هذه المنظمة الدولية سياسة ازدواجية المعايير وجعلوها جزءا لا يتجزأ من عملها ولو بشكل غير معلن أو مكتوب ها نحن اليوم نشهد مرحلة جديدة تقوم على خلق مرجعيات وهمية تستند الى فرض سياسة قلب المفاهيم وتزييف الحقائق حيث يحاول أولئك إقناع الرأي العام العالمي بأن من يدافع عن استقلال بلاده على خطا زعماء كبار مثل سيمون بوليفار وغاندي وديمتري دونتسكوف ومانديلا وجورج واشنطن ومصدق وديغول وناصر والأمير عبد القادر الجزائري وسلطان باشا الأطرش وهو شي منه وسون زونغ تشانغ يوصف بأنه إرهابي وخارج عن الشرعية الدولية وأن من يحفظ أمن وطنه من الفوضى الخلاقة والإرهاب يصبح منتهكا لحقوق الإنسان وقاتلا لشعبه وأن من يحظى بتأييد غالبية شعبه فاقد للشرعية وينبغي أن يتنحى.
ولفت الجعفري إلى أن المفارقة الغريبة هذه الأيام أن يشارك بعض الدول الاوليكارشية في تقديم مشاريع قرارات تروج لتداول السلطة وحق التظاهر ونشر الديمقراطية وحماية وتعزيز حقوق الإنسان وأن تلجأ هذه الدول الاوليكارشية التي لا تملك أي دستور أو نظام انتخابي حقيقي ولا تمارس الديمقراطية إلا من خلال شاشات الفضائيات وقاعات المؤتمرات الفخمة أن تلجأ إلى مجلس الأمن لمطالبة سورية بالإصلاح والديمقراطية.
وأشار الجعفري إلى أن سورية التي كان لديها حكومة برلمانية عام /1919/ أي بعد عام من انهيار الدولة العثمانية في الوقت الذي كان فيه لورنس العرب يعبث بمصير ومقدرات تلك الأقطار ويعمل على إعادة عقارب الزمن إلى مرحلة الجاهلية.
سورية أثبتت التزامها الكامل والدقيق بخطة العمل العربية والبروتوكول الموقع
وقال الجعفري إن سورية وقعت على بروتوكول إرسال المراقبين حرصا منها على إبقاء الموضوع في البيت العربي وهي أثبتت التزامها الكامل والدقيق بخطة العمل العربية والبروتوكول الموقع بين سورية والأمانة العامة للجامعة وقد وثق تقرير بعثة المراقبين المقدم من الجامعة العربية ذلك في الفقرات /37/ و/38/ و/39/ و/73/ من التقرير وأكد بوضوح كامل كل ما كنا قد ذهبنا إليه سابقا من وجود حملة إعلامية وسياسية تضليلية مبرمجة تقوم بتشويه وتزوير الوقائع على الأرض.
وأشار الجعفري إلى الفقرات /29/ و/68/ و/69/ من التقرير ووجود جماعات إرهابية مسلحة استغلت المطالب المشروعة للشعب السوري في الإصلاح بزعزعة الاستقرار والأمن في سورية والقيام بهجمات إرهابية ضد مؤسسات الدولة وضد المدنيين والعسكريين على حد سواء.
كما أشار الجعفري إلى الفقرات /26/ و/27/ و/71/ و/75/ والفقرة /44/ من التقرير والتي تشير بوضوح إلى أن الصحفي الفرنسي جيل جاكييه قد قتل نتيجة لإطلاق قذائف هاون من قبل المعارضة معربا عن استغراب سورية أن هذا الحادث المأساوي لم يثر حمية الدبلوماسية الفرنسية لمتابعة هذا الموضوع وخاصة أن سورية قد شكلت لجنة تحقيق في هذا الحادث برئاسة قاض ومشاركة مندوب عن القناة الفرنسية التي يعمل فيها الصحفي المغدور.
وقال الجعفري.. إن الأمين العام للجامعة العربية قرأ في بيانه بعض الفقرات لكنني آسف لأنه انتقى من التقرير أشياء واغفل ذكر أشياء أخرى.
وقرأ الجعفري على مسمع المشاركين في جلسة المجلس ما ورد في الفقرة /26/ وفيها /إن القوات الحكومية تقوم في بعض المواقف باستخدام العنف كرد فعل على الاعتداءات التي تمارس ضد أفرادها وقد لاحظ المراقبون العرب قيام جماعات مسلحة باستخدام القنابل الحرارية والقذائف الخارقة للدروع/.
ولفت الجعفري إلى أن أمين عام الجامعة العربية اعترض على طلب بعض أعضاء المجلس دعوة الجنرال محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين إلى المشاركة في هذه الجلسة كما أن تقرير المراقبين لم يرسل إلى المجلس ضمن الوثائق التي أرسلت من مقر الجامعة العربية.
وأكد الجعفري أن قرار الجامعة الأخير بالذهاب إلى مجلس الأمن ما هو إلا التفاف على نجاح مهمة المراقبين العرب ومحاولة للقفز على تقريرهم لأنه بكل بساطة جاء مخالفا لمخطط بعض الجهات العربية وغير العربية ممن يدعون زيفا الحرص على الدور العربي لحل الأزمة في سورية في الوقت الذي عملوا فيه على إفشال مهمة البعثة بكل الوسائل وشنوا حربا إعلامية وسياسية مركزة ضدها لا بل ان بعض المسؤولين العرب والأوروبيين قد شككوا بجدوى البعثة قبل بدء عملها ومنهم رئيس وزراء قطر الذي زار نيويورك وواشنطن وعواصم أخرى بعد أسبوعين فقط من بدء عمل البعثة مصرحا بعدم وجود فائدة من استمرارها ومطالبا بنقل الموضوع إلى مجلس الأمن في الوقت الذي أبدت فيه سورية التزاما كاملا ببنود البروتوكول على الرغم من تضاعف عدد ضحايا قوات حفظ النظام الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة ثلاث مرات بسبب التعليمات التي صدرت للجماعات المسلحة من الخارج باستغلال وجود بعثة المراقبين العرب بالتصعيد.
وأشار الجعفري إلى أن سورية ترفض أي قرار خارج إطار خطة العمل العربية التي وافقت عليها والبروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية وتعتبر القرار الذي صدر عن اجتماع مجلس الجامعة الأخير انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وخرقا فاضحا للأهداف التي أنشئت من اجلها الجامعة العربية وانتهاكا للمادة الثامنة من ميثاق الجامعة.
وأوضح الجعفري ان المفارقة العجيبة هي أن الجامعة العربية قد طلبت من الحكومة السورية تمديد مهمة المراقبين العرب لشهر آخر وقد وافقت دمشق على ذلك فورا غير أن الجامعة سرعان ما ناقضت نفسها عندما تجاهلت نتائج تقرير البعثة التي أوفدتها وعملت على نقل أزمة في بلد عربي إلى مجلس الأمن وأوقفت عمل بعثة المراقبين لاحقا.
وبين الجعفري أن النزعة الجامحة لدى بعض الدول الغربية للتدخل في شؤون سورية الداخلية والخارجية بشتى الطرق ليست بالنزعة الجديدة أو الطارئة بل هي نهج مستمر ومنتظم منذ اتفاقية سايكس بيكو عام /1916/ ووعد بلفور عام /1917/ مرورا بالدعم اللامحدود الذي تقدمه لإسرائيل في سياساتها العدوانية واحتلالها للأراضي العربية.
وقال الجعفري.. إن الإطار القانوني الدولي الذي تعمل الدول في فضائه يقوم على مبدأ احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وقد كرس هذا المبدأ في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة وليس المادة /52/ من ميثاق الأمم المتحدة التي تحدث عنها نبيل العربي وكذلك في المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية.
وأكد الجعفري على المسؤولية الحصرية للحكومة السورية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي وفي حماية مواطنيها من أعمال الإرهاب والتخريب التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة وليس المتظاهرين السلميين وذلك وفقا للقوانين المعمول بها في سورية والمعاهدات الدولية التي سورية طرف بها بما في ذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
وأضاف الجعفري.. وللأسف بدلا من احترام هذه المبادئء الراسخة في القانون الدولي وفي إطار المحاولات المحمومة للتدخل في شؤون سورية الداخلية من قبل الدول المتبنية لمشروع القرار الفرنسي ضد سورية والتي سمعنا عددا من مسؤوليها الذين وقعوا فجأة في غرام الشعب السوري بعد مرور دولهم في حالة ثبات عاطفي عجيب تجاه شعبنا على مدى قرون.. للأسف يحلمون واهمين بعودة استعمارهم وهيمنتهم عبر مثل هذه القرارات ومن خلال استحداث مصطلحات خاصة بهم لتبرير التدخل في شؤون سورية الداخلية وتضليل الرأي العام العالمي تماما مثلما ضللوا هذا الرأي لقتل /130/ ألف مدني ليبي بحجة حماية المدنيين وقتل مليون عراقي باستخدام مختلف أنواع الأسلحة بحجة نشر الديمقراطية والبحث عن أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة أصلا وتدمير أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب وإقامة السجون السرية والمعتقلات في غوانتانامو وأبو غريب بحجة نشر الحرية.
سورية قوية بشعبها وستبقى عصية على أعداء هذا الشعب
وقال الجعفري.. ونحن إذ نؤكد بأن سورية قوية بشعبها وستبقى عصية على أعداء هذا الشعب فاننا ندعو من على هذا المنبر كل من يساهم في تأجيج الأزمة السورية عربا وغير عرب إلى مراجعة سياساتهم هذه والكف عن سفك دماء الشعب السوري فلا يمكن أن يكون المرء مولعا بإشعال الحرائق ويزعم أنه رجل إطفاء في آن معا كما ندعوهم إلى دعم الحوار الوطني وبرنامج الإصلاح السياسي الذي تنفذه القيادة السورية تلبية للمطالب المشروعة لشعبها.
وأضاف الجعفري.. أذكر على سبيل المثال لا الحصر أنه في شهر شباط القادم سيتم إجراء استفتاء على دستور جديد للبلاد انتهى الإعداد له يحقق التعددية الحزبية والسياسية وتداول السلطة كما سيتم إجراء انتخابات برلمانية في النصف الأول من هذا العام بحيث يكون صندوق الاقتراع الديمقراطي هو الفيصل.
وختم الجعفري.. بالقول إننا نتوقع من مجلس الأمن أن يكون منبرا يشجع على الحوار كسبيل لحل الأزمات وليس صانعا ومؤججا للأزمات ونعتقد أن من شأن كل من يساهم في هذا التأجيج تقويض الأمن والسلم الدوليين بدلا من أن يحفظهما ونرحب في هذا الصدد بالمبادرة الأخيرة التي تقدم بها الاتحاد الروسي من أجل رعاية حوار سوري في موسكو لحل الأزمة.
الجعفري ردا على اتهامات رئيس وزراء قطر: هل قطر عضو في حلف الناتو أم في الجامعة العربية وكيف قامت بمساعدة هذا الحلف بتدمير ليبيا
وقال الجعفري ردا اتهامات رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم.. إن سورية شاركت في تحرير الكويت لأن النظام العراقي آنذاك اتخذ قرارا خاطئا لكننا لم نشارك أبدا في غزو العراق ولم نشارك في غزو ليبيا ولم ننخرط في أي مؤامرة على أي دولة عربية أبدا.
وأضاف الجعفري في مداخلة له خلال جلسة مجلس الأمن إن ما قدمه بن جاسم من توضيحات أصاب في بعضها ولم يصب في بعضها الآخر وإنني أسأله أمامكم.. هل قطر عضو في حلف الناتو أم في الجامعة العربية وكيف قامت بمساعدة هذا الحلف بتدمير ليبيا ثم إن هناك من قال من الذين تحدثوا إنهم لا يعملون على التدخل العسكري في سورية وإن استصدار قرار من المجلس لن يؤدي بالضرورة إلى التدخل العسكري في سورية ولكن هل هناك من يمكن أن يضمن لنا أن ما فعلوه في ليبيا والعراق والصومال ويوغسلافيا وكوسوفو لن يتكرر.
وأضاف الجعفري إننا نتألم بلا حدود لسقوط الضحايا والأبرياء لأنهم أبناء شعبنا وأنا سفير للرئيس السوري وأفتخر بذلك وهذا يعني ضمنا أنني سفير لشعبي أيضا وهو أمر افتخر به أيضا ولا يمكن أن أتحدث أمامكم في شأن يسيء لشعبي أو يضر به أبدا ولا يمكن لحزن الآخرين أن يضاهي حزننا نحن في سورية على أبنائنا الذين كلهم أبرياء ونحن نعرف أن دماء من سقط لن يعوضها شيء ولن يخفف من حزن أهاليهم وعائلاتهم شيء ومع ذلك فإن من حقهم وحق شعبنا علينا وعليكم أن يتوقف سفك الدماء وأن نحمي الوطن السوري بالمعنى الكبير للكلمة ونوقف سفك الدماء عبر وقف التهييج الإعلامي وإرسال الأسلحة عبر الحدود واستضافة مقرات المعارضة المسلحة فوق أراضي دول مجاورة لنا وأخرى بعيدة.
وأكد الجعفري أن لدى سورية الكثير من المعلومات حول تهريب الأسلحة والوقت ليس مناسبا الآن للحديث عنها وقد وافيتكم باسم بلادي بعشرات الرسائل التي تضمنت الكثير من المعلومات الهامة التي يمكن أن تفيد في هذا المجال.
وأوضح الجعفري إن صحيفة بريطانية يعرفها الجميع نشرت قبل يومين فقط على لسان مراسلها في سورية أن كلا من قطر والسعودية تمولان إرسال أسلحة إلى سورية والجميع يعرف أن هناك دولا أخرى للأسف كانت جدا قريبة لنا قبل الأزمة تستضيف معارضة مسلحة فوق أراضيها وهي معارضة تقوم بعمليات عسكرية عبر الحدود تفجر مصافي النفط وخطوط نقل النفط والغاز وتفجر القطارات التي تحمل مادة التدفئة إلى المناطق البعيدة في سورية في هذا الشتاء القاسي.. فلتتوقف قناة الجزيرة عن تهييجها الإعلامي ولتتوقف العربية كذلك وهكذا يساهمون فعلا في وقف سفك الدماء.
وقال الجعفري.. إن بن جاسم قال في كلمته لكم إنه يتحدث إليكم لإبلاغكم بما قررته منظمة كل العرب ولكن هذه المنظمة الآن لا تتحدث باسم كل العرب ودون سورية لا توجد جامعة عربية ولن نسمح لأحد بأن يتخذ قرارا يمس مستقبلنا بالنيابة عنا أو في غيابنا.
وأضاف الجعفري إن استهداف العاملين في الحقل الإنساني هو لا شك جريمة وكما قال السيد وزير خارجية البرتغال هو عمل إجرامي بامتياز ولكن هل له أن يقول لنا كيف استنتج أن القوات الحكومية هي التي قتلت هذا الطبيب الذي يعمل في الهلال الأحمر السوري.
وتابع الجعفري إن لدينا حياً في سورية وفي دمشق تحديدا يدعى حي الحريقة سمي بهذا الاسم لأن القوات الفرنسية في الأربعينيات قصفته بالطائرات والمدفعية فقتلت الآلاف من سكانه المدنيين وبقي اسمه الحريقة حتى الآن وتلا ذلك قصف البرلمان السوري فقتل كل من فيه باستثناء شخص واحد يطلق عليه السوريون اسم الشهيد الحي ونضيف إلى ذلك /45/ ألف جزائري تم قتلهم خلال ساعة واحدة في الجزائر العاصمة في العام /1945/ لأنهم كانوا يظنون خطأ أن انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة النازية والفاشية وانتصار قيم الحرية ستعطي الجزائر استقلالها.
وقال الجعفري إن أحد العلماء قال لابنه في يوم من الأيام عندما تعرف يا بني من أين.. وتعرف إلى أين وكما يقول المثل /الكتاب واضح من عنوانه/ وهذا التحرك من الجامعة العربية عن قصد أم عن غير قصد إنما يستجلب الضرر لسورية ويستجلب الإساءة لها ولكل الأمة العربية.
وأضاف الجعفري إن أديبا فرنسيا مشهورا يدعى أميل زولا دافع في يوم ما في نهاية القرن التاسع عشر عن قضية تعرض فيها ضابط فرنسي للظلم وهذا الضابط يدعى /دريفوس/ بمقالة عنونها باللغة الفرنسية التي أتقنها ولكنني لم أتحدث بها منذ زمن بعيد /جاكوز/ وأنا اليوم أمامكم أقتدي به وأقول إنني أتهم البعض ولن أسميهم حرصا على ما يسمى /شعرة معاوية/ بالعمل على تقويض استقرار سورية وسلامتها وسلامة شعب سورية من خلال التهييج.
وقال الجعفري إن شعبي استقبل في العام /2003/ مليوني لاجئ عراقي هربوا من الغزو الأمريكي البريطاني للعراق ولم يساعدنا أحد على مواجهة الأعباء التي شكلها هؤلاء على اقتصادنا وبعد ذلك بسنتين أو ثلاث لجأ إلى سورية ثلث الشعب اللبناني بعد عدوان إسرائيل على لبنان في العام /2006/ ولم يساعدنا أحد في كل هذه الأحداث وبعد ذلك أدى التعاون الاقتصادي مع تركيا الدولة الجارة التي نقدرها إلى كوارث اقتصادية على صغار الحرفيين في ريفي حلب ودمشق وهذه الشراكة الاقتصادية مع تركيا التي كلفتنا مليارات الدولارات من أجل تحسين العلاقة كلفت مئات الألوف من السوريين في أرياف حلب ودمشق خسارة عملهم وهذا سبب نقمتهم كما أن سفير الهند كان محقا عندما قال إن هناك أسبابا اقتصادية وراء ما يحدث في سورية ولكن هذا ليس ذنبا.. نعم هناك أخطاء وهذا ما قاله الرئيس بشار الأسد ووضع أيضا خارطة طريق كي نتخلص من هذه الأزمة ولكنه لا يستطيع أن يفعل كل شيء وحده وهو بحاجة لدعم الجامعة العربية وتركيا والدول الشقيقة ولدعم هذا المجلس.
واختتم الجعفري بالقول إن الأمانة العامة للجامعة العربية عندما أرسلت وثائقها إليكم قالت في آخر صفحة إن باقي المرفقات أي تقرير الفريق الدابي تصل إليكم عن طريق البريد السريع فما السبب ولماذا لم يرسل التقرير مع هذه الوثائق ولكننا قمنا نحن بالمطلوب وأرسلنا لكم رسالة تتضمن أهم ما تضمنه تقرير الدابي فكانت النتيجة أن الأمانة العامة للجامعة العربية رفضت كما تعرفون طلب بعض أعضاء المجلس أن يدعى الدابي الى حضور هذه الجلسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى