مقالات وآراء

يا مجد العرب ياشام بقلم محمد جمال دهان

تمكنت سورية بفضل قراءتها الصحيحة للتحولات التي شهدتها الساحة الدولية خلال السنوات العشر الماضية وقدرتها على استثمار الرياح السياسية في منطقة الشرق الأوسط من تجاوز الظروف الدولية
 والتحديات الإقليمية بالغة التعقيد وفرضت على الآخرين احترام رؤيتها والاعتراف بدورها الرئيسي في حل مشكلات المنطقة والأخذ بوجهة نظرها حيال العديد من القضايا الإقليمية المهمة.
السنوات العشر التي عاشها العالم على وقع تداعيات هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 والحرب التي قادتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على أفغانستان وغزوها العراق ومحاولاتها إعادة رسم خريطة المنطقة عبر مشروعها الشرق الأوسط الكبير الذي أرادت من خلاله فرض سطوة إسرائيل عليها.. كانت سورية الوحيدة الصامدة في وجه هذا المخطط وخصوصا بعد احتلال العراق عام 2003 والتهديدات والضغوط التي أطلقتها واشنطن ضد سورية لحملها على تغيير مواقفها والسير في الاتجاه الذي تريده واشنطن.
تحركت سورية على قاعدة المصلحة العربية اولا وليس على قاعدة ما يرضي الولايات المتحدة أولا وأدارت الصراع والخلاف بحرفية ووطنية عالية من دون تشنج واتبعت تكتيكا سياسيا فكانت ثابتة على الموقف وحازمة في رفضها الرضوخ للضغوط وهذا يعود إلى حنكة السيد الرئيس بشار الأسد السياسية
ان قدرة سورية على تجاوز الضغوط فاقت التوقعات ,القيادة السورية كانت واعية أولاً لمركزية الدور السوري وكيف يمكن لسورية ان توظف كل ادواتها السياسية ومكانتها التاريخية بالتعاون مع القوى الاقليمية لتفكيك كل هذه التحديات.

لقد سعت بعض القوى الغربية إلى الضغط على سورية في جميع الساحات المحيطة بها املا منها بتحصيل تنازلات سياسية فكانت الساحة اللبنانية احدى الساحات القاسية التي استخدمت لتوجيه الأذى لسورية وضرب المقاومة الوطنية في لبنان غير ان الرؤية الاستراتيجية للقيادة السورية احبطت هذه المحاولات باتخاذها القرار المناسب.

استطاعت سورية ان تواجه ما كان يرسم لها لادخالها في النظام الاقليمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وبالتالي اسرائيل وساهمت ايضا في احداث تحول نوعي في الموقف السياسي اللبناني نتيجة انتصار المقاومة في حرب تموز وصمود القوى الوطنية اللبنانية في مواجهة اخذ لبنان إلى دائرة النفوذ الغربي والعداء لسورية وهي تثبت يوما بعد يوم انها طرف فاعل في كل قضايا المنطقة.
.
الحنكة السياسية للرئيس الاسد ادت إلى مواجهة ما كان يرسم لسورية لادخالها في مشروع الشرق الاوسط الجديد، حيث عمل المحافظون الجدد بعد غزو العراق على مهاجمة المواقف السورية الوطنية مباشرة انطلاقا من لبنان, واستهدفوا المقاومة في فلسطين ولبنان اللتين كانت سورية هي الحاضنة لهما وتحملت دفع ثمن مواقفها القومية.

الأمراء العرب الذين يجتمعون وبسرعة فائقة لم نراها من قبل من أجل طرح الملف السوري في أولوية جدول الأعمال ويصدرون قرارات ترسل اليهم من الغرب ضد سورية يبدو انهم أصيبوا بمرض الزهايمر وتناسوا الدور الذي قامت به دمشق قلب العروبة النابض
سورية عملت من خلال رئاستها للقمة العربية العشرين في دمشق وخلال قمتي الدوحة بقطر وسرت الليبية على تفعيل التضامن العربي وحشد اكبر قدر ممكن من الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ومواجهة المحاولات الاسرائيلية لتهويد القدس المحتلة وكذلك ادارة الخلافات العربية العربية بشكل يضمن ابقاءها داخل العائلة العربية وتكريس لغة الحوار للوصول إلى التوافق
أنهم اليوم يحاولون تصفية حسابهم مع سورية لأنها لم تتخل عن مسؤولياتها القومية وتمسكت بالحقوق العربية المشروعة وكانت وماتزال حاضنة للمقاومة التي تشكل عنصرا فاعلا في ضمان استرجاع الحقوق العربية المشروعة وصون سلامة الأمة العربية.

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى