مقالات وآراء

الأشرفية بين حلب وباريس

لا أعلم ما الذي حدا بي فجأة الى الدفاع غير الطبيعي عن حلب مع أملي ألا يكون هذا مرضا دائما غير قابل للشفاء، أو أن يكون من الانواع المعدية لا سمح الله، ولكنني – ويشهد الله- قمت بقياس حرارتي ونبضي، وحصلت على تقرير طبي بأنني خال من الأمراض السارية، وغير مصاب
ويعود السبب في ذلك إلى ما نقله لي بعض الأصدقاء، عن ما حدث في مجلس (في حلب) مهم جدا جدا (مرتين) عندما تفضل بعضهم قائلا انه جعل الاشرفية مثل باريس في النظافة، وذلك بلهجة خطابية أصبحت تولد معنا ثم نصقلها احتياطا لإمكانية تسلمنا بعض المناصب الكبيرة، اكرر أني لم ابتسم لا بل أنني خفت قليلا، والسبب في ذلك يعود إلى خوفي من أن يقوم مجلس في باريس، مهم جدا (مرة واحدة تكفي) ويطالب بأن يقلدوننا لجعل باريس مثل الاشرفية.
هذا الخوف الذي انتابني جعلني أفكر بكيفية الاستفادة من عقول (بعض) الموظفين النَيِّرة، خوفا من أن تقوم الدول الأخرى بخطفها حرصا منها على الاستفادة من الخبرات غير الطبيعية التي انعم الله بها على هؤلاء البعض من موظفينا، دون أن تستفيد دولتهم من نقل هذه العبقرية والخبرات الهائلة التي يمتازون بها.
وجدت أن افضل حل هو أن نعير بعض هؤلاء الجهابذة الموظفين إلى الدول التي ترغب في تحسين وتطوير عملها الإداري والفني والتقني والصناعي (وكل ما يخطر ببالهم ) وذلك مقابل عائد مالي يدخل إلى خزينة الدولة، ثم رحت احلم كيف سيصبح المرور مثلا في لندن مثل الساعة، وكيف ستصبح نظافة الشوارع مثل المرايا في جنيف، ولن أتكلم عن الحدائق في فيينا وعملية تنظيم سباق الثيران في مدريد (مثل سباق الدواب في حلب) والسياحة النهرية في الراين بألمانيا (مثل السياحة النهرية للقويق) ولا أكون مبالغا عندما أقول أن الأرصفة في كل العالم ستشهد تطورا نوعيا مختلفا، عندما سنقوم بإعارتهم هؤلاء الخبراء، كما أنني لا أجافي الحقيقة عندما أقول أن بلادهم ستصبح فرجة للأنظار، وسيقبل السواح من كل حدب وصوب إلى بلادهم لأخذ الصور التذكارية مع الدواب وقرب حاويات النظافة وفي الحدائق الغناء، وفي القوارب السياحية في الأنهار المشابهة لنهر قويق.
سيدي الفاضل، يا من أعلنت بكل جرأة انك جعلت الاشرفية مثل باريس، أرجو منك أن لا تعلن ذلك تلفزيونيا وعلى الملأ، لأنني أخاف عليك من الخطف للاستفادة من طاقاتك الخلاقة، وقد يقومون بتجنيد الكثير من الخاطفين ليستطيعوا الحصول على دماغك النير لمساعدتهم في أبحاثهم، فانتبه يا رعاك الله.
لي لي لي ليش
اللهم اشهد إني بلغت

بواسطة
المهندس باسل قس نصر الله

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ما يعجبني فيك يا أستاذي أنك شفاف وصريح جدا وكما يقال اللي بقلبك على لسانك , وأنا عودتنا دائما على الصدك والنقد البناء , ولكن وبخبرتك في القطاع العام وبحكم سبكة علاقاتك الواسعة تشكل لديك طيف واسع عن مخيلات وتصرفات بعض موظفينا في القطاع العام وهم يعتمدون على تقديم خدماتهم لمديرهم المباشر ويندفعون لتنفيذ الموكل أليهم ليس بناء على دافع وطني أو وظيفي أو أخلاقي أو انتماء مؤسساتي هم يسترسلون في وعودعم ويعرفون تماما انه لا يوجد متبعة حثيثة لهم في كيفية تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع , مرة في يداية عملي الوظيفي منذ عشرون عاما طلب مني أحد الباحثين تصوير مقال علمي من مجلة روسية لكي يضعه في ملفة كي يترشح الى منصب باحث , ولكنني نسيت بعض الصفات بداخل المقال من أرفاقها باللأضبترة ثم تداركت الأمر وقلت له نسيت هذه الصفحات فقال لي , ليس لها ضرورة وهل أحد سيقرا هذا البحث أو سيضطلع عليها لكي يرفعني الى وظيفة باحت , الكلام ليس عليه جمرك %%%

زر الذهاب إلى الأعلى