أخبار البلد

موقع المفتي حسون يوضح ما أوردته مجلة دير شبيغل في لقاءها مع سماحته

أكد السيد أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية أن الكلام الذي نقل عن مجلة دير شبيغل الألمانية هو كلام محرف وجاء عكس ما أراد سماحة المفتي إيصاله. وكانت بعض المواقع الالكترونية قد تناقلت الخبر
 بصياغات مختلفة وذلك نقلا عن مجلة دير شبيغل ..

وأصدر سماحة المفتي أحمد بدر الدين حسون توضيح بالكلام الذي صرح به للمجلة الألمانية وذلك على موقعه الالكتروني الخاص وجاء فيه:

في حديثنا الذي أجراه الدكتور إيريك فولاذ والذي إستمر لساعتين كنا نهدف من ذلك الحوار إيصال الكلمة الواضحة لما يحدث في سوريا ورداً على كل المواقف والكلمات التي حورت وزوّرت وأجتزء منها ليخدم غاياتٍ معينة ويعطي عكس ما نود إيصاله عن الأوضاع في سوريا وعن موقفنا الديني من هذه الأحداث على مستوى العالم العربي والعالمي, ولكن ما يؤسفنا أن مجلة دير شبيغل قد أجتزءت الحديث المسجل لمدة ساعتين وأختصرته بمدة خمسة عشرة دقيقة فقط بل وحورت بعض الأجوبة من شكل إيجابي إلى جواب سلبي.

وأولها : الحديث عن السيد الرئيس والمعارضة

حيث قلت لو أن المعارضة قدمت برامجها لتقنع الشارع السوري أن ما لديها خيرٌ مما هو موجود في سوريا الأن ولم تستعمل القتل والسلاح والإغتيال لكان السيد الرئيس أول من يرفع قبعته لهم ويشكرهم ويعود إلى ما درسه وما أحبه في مقتبل شبابه الذي أبتدئه فهو طبيب في جراحة العيون.

فكم هو بعيد عما أجتزئته دير شبيغل والدكتور إيريك في جواب لا يتجاوز العشر كلمات والتي جاء فيها بإعتقادي أن الرئيس ليس متعلق جداً بالرئاسةَ, وكما ذكرته بعض القنوات الإعلامية (( أن الرئيس الأسد سيتنحى عن السلطة بعد الإصلاحات)).

ثانياً :

وفي جوابٍ أخر كنا نتحدث عن من يحمل المسؤولية مما يجري في الوطن وفي تصحيح الأخطاء وفي إيصال سوريا إلى شاطئ الأمان والخروج من الفتنة وسفك الدماء فكان الجواب أن كل مواطن في سوريا مسؤول في موقعه عن إنقاذ الوطن ويتحمل جزءاً من المسؤولية لما حدث من تجاوزات فالحكومة مسؤولة والمفتي مسؤول والسيد الرئيس مسؤول لإن سوريا أمانة عندنا جميعاً لنعيدها إلى واحة السلام.

ثالثاً :

في قضية الإستشهاديين والتي أثارت جدلاً واسعاً في المواقع الإعلامية فقد وضحت للدكتور إيريك في الجواب عن ذلك الجدل بل وأكدت على أن يفهمه بوضوح من خلال الترجمة الدقيقة والتي أعادها عليه المترجم مرتين, وأيضاً بعد سفره أتصل ليستشير بالجواب فصححنا له بالقول أننا لم ولن ندع الناس ليكونوا إستشهاديين ولم نرحب ولا نريد بأن يتحول الناس إلى إستشهاديين, وما كان في الكلمة التي ألقيتها أمام وفدٍ لبناني, وليس كما ذكر الدكتور إيريك أنها كانت في كلمة رثاءِ ولدي سارية المقصود منه إلى أن أوروبا إذا قصفت سوريا ولبنان فإن الناس ستكون ردة فعلهم شديدة وفي كل أنحاء العالم وليس في منطقتنا وليس من دين معين أو جماعةٍ معينة فالظلم يؤدي إلى تحول الناس إلى إستشهاديين أو إنتحاريين كما تسميهم بعض الجهات, لذلك كنت أنبه أن لا تعتدوا علينا فنحن لم نعتدي عليكم ودعونا نحل مشاكلنا بيننا , فحوّرَ هذا الجواب بل ووضع في مقدمة المقال ليكون واجهةً سلبيةً للمقال.

وقد تسائل بعض الأخوة في قنوات الإعلام والانترنت بقولهم إلى متى تبقى أجوبة المفتي مثيرة للجدل وجوابي حتى يكون الناقل صادقاً فيما ينقل وأميناً فيما يسمع وملتزماً بأدب وأخلاق وقوانين الإعلام الصادق في النقل والتثبت والبحث وهذا ما عرفته وما عرفه الكثير من إستقراء التاريخ كيف حُوّر وزُوّر كثيرٌ من الأحاديث التي تكلم بها الأنبياء والقادة والمصلحون الذين أرادوا خدمة البشرية والحفاظ على قداسة الله وكرامة الإنسان, فحولت هذه الأهداف وهذه الكلمات عند أصحاب الأهواء والطوائف والمذاهب التي فرقت الإنسانية وحولت رسالات السماء التي تدعوا إلى المحبة والإخاء إلى دعوات فرقةٍ وخصام بين أبناء الإنسانية ولتوصلهم إلى هلاك بعضهم البعض. ومثالٌ على هذا التحريف ما بثته قناة العربية اليوم تعليقاً على حديثي مع مجلة دير شبيغل – حيث قالت أن مفتي سوريا يقول: لو أن محمداً أمرني أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت بمحمد – بالله عليكم أيقول هذا الكلام عاقل وقد رددته عدة مرات إعلامياً وقلت لم اقل هذا الكلام وهم يصرّون على كذبهم فانظروا رعاكم الله.

فأرجو من كل من يسمع ويقرأ حديثاً ينسب إلى قائدٍ أو عالمٍ أو مفكرٍ أو أي إنسان أن يتأكد من صحة النقل وعدم إجتزاء الأقوال وعدم تحريف المعاني لأن الله سبحانه تعالى قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )

وأنا أعلم أن هذا الرجاء لن يجد مكاناً له في كثير من وسائل إعلام الفتنة والتي نشرت كثيراً مما لم أقله ونسبته إليَّ , وحوّرت وزوّرت فأرسلنا لهم تنبيهاً وتصحيحاً وتوضيحاً فلم يغيروا شيئاً ولم يصححوا ما أخطأووا به لإنه لا يخدم أجنداتهم وغايتهم.

وكما أطلب أيضاً من مجلة دير شبيغل والدكتور إيريك أن ينقل الحديث الذي إستمر ساعتين كما تكلمت به وهو مسجل وموثق لديه ولدينا أيضاً.

حمى الله سوريا والبلاد العربية والإسلامية والإنسانية من كل من يريد الظلم والطغيان والحروب, وممن يريد للإنسان أن يقتل أخاه الإنسان ويجعل منه عملاً مقدساً, لإننا نرى في شريعتنا السمحاء أن لا قداسة في قتل الإنسان أياً كان هذا القاتل إلا في حدود الله التي حددها ولم يسمح لأي أحد أن يقوم بها إلا عن بينةٍ واضحةٍ وليس ظناً, لإنَّ الدماء مصونةً عقلاً وشرعاً وكرامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم د. أحمد بدر الدين حسون
المفتي العام للجمهورية العربية السورية

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أتقرب من سماحة المفتي بالتحية والاحترام لكل خطوة يعمل بها تهدف إلى إعادة سورية ووجه سورية إلى بر الأمان , لكنني أرغب بالتوضيح إلى أن الإعلام الخارجي سواء الألماني أو العبري أو الفرنسي أو … لا خير منه وبالتالي فإن إعلامنا الوطني قادر على أن يوصل الرسالة بالطريقة الوطنية الصحيحة .. ماذا كنت تتوقع عندما أجريت المقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية غير التزوير والتحريف لما فيه مصلحتهم .. أرجو أن نضع السيد الرئيس بشار الأسد قدوة لنا فحينما أرادت صحف ومجلات غربية كثيرة أن تجري معه لقاء حول ما يحدث في سورية أختار الشاشة الوطنية ( التلفزيون السوري ) ليتحدث فيه إلى الشعب السوري وعبر إعلام سورية

  2. أتمنى من القائد الفذ الأسد و من كل مسؤول بالدولة أن يظهروا على الشاشة بشكل متكرر ليعلموا شعبهم الوفي محاور أعمالهم لننقذ الوطن من أولئك الشرذمة المخربين .

زر الذهاب إلى الأعلى