سياسية

الجعفري : بعض المندوبين الدائمين بمجلس الأمن يدعون زيفا حرصهم على استقرار سورية

أدان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بشدة يوم الثلاثاء طريقة تناول بعض المندوبين الدائمين الأوضاع في سورية بأسلوب عدائي يهدف إلى التحريض على الانقلاب على النظام وزعزعة امن واستقرار البلاد
 , في حين شدد على أن مجلس الأمن الدولي يجب ألا يقف مكتوف الأيدي فيما يتعلق باحتلالها للأراضي العربية والانتهاكات والممارسات الإسرائيلية القمعية في الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأعرب الجعفري ,في بيان ألقاه خلال الجلسة العلنية الدورية لمجلس الأمن, عن "قلقه وأسفه إزاء تكرار تطرق بعض المندوبين الدائمين إلى الأوضاع الجارية في سورية بذات اللغة العدائية والاستفزازية المعتادة الهادفة إلى التحريض على الانقلاب على الحكومات الشرعية ونشر عدم الاستقرار والفوضى والتلاعب بمصائر الشعوب".

واتهمت العديد من الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأعضاء الدائمين في مجلس الامن النظام في سورية بارتكاب العنف تجاه المتظاهرين, كما سعوا في الاشهر الاخيرة الى تبني قرار في مجلس الامن يدين ما اسموه القمع.

وأشار الجعفري إلى أن" هذه الدول التي تدعي زيفا الحرص على استقرار سورية وأمنها ما زالت حتى الآن ترفض تشجيع الحوار الوطني والإصلاحات الجدية الجارية فيها في إطار تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل والذي من المفترض تنفيذه خلال فترة لا تتعدى 6 أشهر".

وكانت الحكومة السورية اتخذت في الأشهر الأخيرة العديد من الإجراءات الإصلاحية كرفع قانون الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة وإقرار قوانين للأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية والإعلام, كما تعمل القيادة السورية على تشكيل لجنة تحضيرية لإجراء حوار وطني.

وأضاف الجعفري لن " نستخدم حق الرد على ما ورد في بيانات بعض الزملاء لأننا نؤمن بان هذا البند لا علاقة له بمناوراتهم وألاعيبهم الرامية حصرا إلى إبعاد الانتباه عن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان والتعمية عما تقوم به هناك من جرائم واستيطان".

وفي سياق متصل, وصف الجعفري بقاء مجلس الأمن الدولي مكتوف الأيدي تجاه إسرائيل وسياساتها العدوانية بـ "غير المقبول", مشيرا إلى الممارسات الإرهابية التي تتبعها إسرائيل بحق المواطنين السوريين الخاضعين للاحتلال في الجولان, فضلا عن رفضها إعادة الجولان إلى وطنه الأم سورية".

وأضاف الجعفري أن "إسرائيل تقوم بحملات قمعية مستمرة بحق أهالي الجولان, حيث تقوم بتقطيع أوصال الجولان السوري المحتل وفصله عن عمقه وتواصله الجغرافي مع وطنه الأم سورية في بناء جدار عازل وفصل عنصري في الجولان شرقي بلدة مجدل شمس يهدف إلى تكريس واقع سياسي وامني جديد".

وتقوم إسرائيل في التعدي على أراضي المواطنين في الجولان السوري المحتل بإقامة المستوطنات, فضلا عن اعتقالها عدد كبير من المواطنين السوريين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية.

وأوضح الجعفري بقد "نقلنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة شكوى رسمية بهذا الخصوص, مطالبين الأمم المتحدة ومجلس الامن بتحمل مسؤوليتهما واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة بحق اسرائيل بشكل فوري لوقف هذا الاجراء الا انه وللاسف فان هذه الشكوى لم تلق اذانا صاغية وقد ساءنا اليوم ايضا عدم تطرق وكيل الامين العام في احاطته اليوم الى الجولان السوري المحتل".

وكانت إسرائيل احتلت الجولان في عام 1967 وأعلنت ضمه في عام 1981، الأمر الذي لم يعترف به المجتمع الدولي, فيما تطالب دمشق باستعادة كامل الجولان كأساس لإقامة أي سلام مع إسرائيل.

وعن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية, أعرب الجعفري عن أسفه في أن" البعض لا يبالون بمضمون وهدف البند المتعلق بكيفية إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية ووقف الممارسات القمعية يحاولون إقحام مواضيع لا علاقة لها بذلك بهدف إضعاف مرجعية البند وتغييب مسألة إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي العربية وتمييع الاستحقاق المهم المطروح أمام المجلس فيما يخص عضوية فلسطين في الأمم المتحدة".

وينتظر الفلسطينيون رد الأمم المتحدة على طلبهم فيما يتعلق بحصولهم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية, الأمر الذي تعارضه إسرائيل بشدة.

وأشار الجعفري إلى أن المعطيات تؤكد أن ما "يجري في المنطقة من توترات وأزمات شديد الارتباط بالصراع العربي الإسرائيلي ويهدف لتخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي الدولي عن إسرائيل وعن بعض الدول التي تقف في وجه المطالب الفلسطينية المحقة", موضحا أن "بعض الدول تسعى الى ضرب استقرار المنطقة وإشعال حرب اقليمية ستكون لها نتائج كارثية على كل دولها وذلك من خلال تحريضها ضد بعضها البعض تحت ذرائع مختلفة وسعيها كذلك الى محاولة تغيير الواقع العربي عبر فتح جبهات عربية داخلية لا تخدم في نهاية المطاف الا مصلحة اسرائيل".

وترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من الأراضي العربية إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967 , , رافضة جميع القرارات الشرعية التي تدعو إلى وقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي المحتلة وإعادة الجولان لوطنه الأم سورية وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى