مقالات وآراء

كم نحسدكم يا أحرار ليبيا … !!!

كم نحسدكم أيها الأحرار في ليبيا على الحرية التي بتّم تنعمون بها خاصة بعد القضاء على الطاغية معمر القذافي يالها من فرحة عارمة لا يمكن وصفها … إنها الحرية أيها الأحرار … ولا يعرف طعمها الحقيقي إلا من يعيشها ويتنعم بها ويتلذذ بنكهتها المذهلة !!

فعلاً ما أجملك أيتها الحرية البيضاء الناصعة الساحرة ؟؟!! .. وخاصة عندما تفوح منك رائحة الدماء والذبح والقتل والنحر والحرق .. !!؟؟

ما أجملك أيتها الحرية .. خاصة عندما تأتين على ظهر ناقة تعيدنا للعصر الجاهلي أو الحجري .. فنعود للعيش بقانون الغاب الدافئ الحنون ونستطيع بموجبه ليس أن نأكل من لحم أخصامنا فقط بل يمكننا أيضاً أن نروي ظمأنا من دمائهم حتى الثمالة .. من غير أن نحسب أي حساب لأي شيء … !!!؟؟؟

يا إلهي كم أنت رائعة أيتها الحرية و كم نحسدكم أيها الأحرار في ليبيا .. فقد بات بإمكان كل واحد منكم أن يطلق الرصاص في أي وقت على من يخالفه الرأي أو يذبحه بسيف أو سكين أو يهشم جمجمته بقذيفة مدفع أو صاروخ توماهوك … !

يا إلهي كم أنت رائعة أيتها الحرية و كم نحسدكم أيها الأحرار في ليبيا .. فأخيراً قتلتم " القذافي " المجرم .. فليس هناك من داع لا لمحاكمة ولا لسؤال ولا لجواب .. إنها الحرية أيها الأبطال الميامين … وهذه بركاتها وبشائرها .. ونسائمها العليلة .. ! ..

ولا تعطوا بالاً لقائل إن القذافي المجرم لم يكن يفعل ذات الشيء معكم " كخصوم " عندما كانت كل السلطات بيده .. فهو كافر ومهدور دمه من الشيخ حمد / أمير قطر / مندوب الحرية ووكيلها الحصري بالشرق الأوسط أطال الله في عمره ومكّن شعبه من تذوقها على الطريقة الليبية المدهشة !!.

يا إلهي كم أنت رائعة أيتها الحرية و كم نحسدكم أيها الأحرار في ليبيا .. فغداً ستشرق الشمس من غربها .. ولن تغرب أبداً .. ولن يبقى شيء على حاله .. الحرية ستغير كل شيء .. إبتداءً من العَلَم مروراً بالنشيد الوطني وليس نهايةً بأعداد القنوات التلفزيونية .. حيث سيغدو لكل عشرة أشخاص محطة تلفزيونية خاصة بهم يقولون بها كل ما يريدون ويشتهون … بإستثناء أمرين .. إسرائيل وأميركا .. فقط لا غير .. ؟!

يا إلهي كم أنت رائعة أيتها الحرية و كم نحسدكم أيها الأحرار في ليبيا ……. ولكن ما رأيكم بمقارنة سريعة " على الماشي " كما يقولون بالعامّية .. بين المجرم المقتول القذافي و الشيخ حمد أمير قطر حماه الله ورعاه :

– المجرم القذافي استلم الحكم بانقلاب على الملك إدريس السنوسي والشيخ حمد استلم الحكم بانقلاب على والده الشيخ خليفة آل ثاني !؟

– المجرم القذافي لم يسمح بوجود برلمان في ليبيا والشيخ حمد لا يسمح بوجود برلمان في قطر … !؟

– المجرم القذافي لم يتصل بأي شكل من الأشكال بالإسرائيليين .. بينما الشيخ حمد لم يكتف بإقامة أفضل العلاقات العلنية والسرّية مع هذا الكيان الغاصب بل تبادل معه مكاتب للتمثيل التجاري .. !؟

– المجرم القذافي دفع من أموال الشعب الليبي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي .. ولطوني بلير رئيس الحكومة البريطانية الأسبق .. لمساعدتهما على النجاح بالانتخابات واستلام الحكم بهذين البلدين … والشيخ حمد دفع من أموال الشعب القطري لساركوزي وبلير وأوباما لمساعدتهم على النجاح بالانتخابات واستلام الحكم بهذه البلاد … !؟

– المجرم القذافي قامت الولايات المتحدة الأميركية بالهجوم عليه وعلى بلاده بحجة القضاء على الإرهاب .. بينما سمح الشيخ حمد للولايات المتحدة الأميركية ببناء أكبر قاعدة عسكرية على الأراضي القطرية طبعاً من دون العودة للشعب القطري لمعرفة رأيه بهذا القرار الإستراتيجي .. !؟

– أيّد المجرم القذافي مادياً ومعنوياً المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان .. بينما أيد الشيخ حمد المقاومة في تلك البلاد الثلاثة بالكلام المعسول فقط و شارك فعلياً ولوجستياً بقتل مئات الألوف من العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين بأسلحة وطائرات أميركية انطلقت من الأراضي القطرية .. !؟

بعد هذه المقارنة .. لست أدري أي من الشعبين أحوج أكثر للثورة على حاكميه .. أم أن وراء الأكمة ما وراءها ….. يا عبيد " حمد " وغلمانه وصبيانه أمثال ( غليون بن حمد آل أوباما ) .

الحرية كغيرها من القيم النبيلة .. يجب أن تفوح منها رائحة الوعي والحياة والعمل والخير والبناء والنور .. بروحية الحوار الدائم وبعقول وقلوب مفتوحة متقبلة للآخر بهدف الإغناء وليس الإلغاء…. فكما الخير يحتاج للأخيار .. كذلك الحرية تحتاج لأحرار حقيقيين يريدونها هم .. وكما يشاؤونها هم وليس أي أحد آخر ..

بواسطة
كاظم فاضل
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. للأسف مقالك سيدي قد يمهد للتدخل الأجنبي في شؤوون الدول وهذه الحرية على ظهر دبابات الناتو وتحت طيرانه لا نريدها فنحن أحرار بما يكفي كي نصون حريتنا

  2. إذا وقع القذافي بين الكلاب المسعورة التي حولت كلمة الحرية إلى كلمة وحشية قذرة .. أؤيد صاحب المقال بكل ما قال في زمن الادعاء والكذب والتشدق بالديمقراطية المتوحشة المغمسة بالدماء وأندهش من صاحب الرد ” عاشق الحرية ” الذي لم يعذب نفسه بقراءة المقال على أقل تقدير فربما نحن في زمن السرعة فلا نقرأ إلا أول سطر وربما صاحب الرد والذي رأى أن المقال دعوة للأطلسي لا يعرف القراءة باللغة العربية … حما الله سورية الغالية من كل هؤلاء المجرمون والأحرار الجدد …

  3. شلون شاف صاحبنا فوق انو المقال عم يدعو لتدخل الناتو شو ما بيعرف يقرأ … بعدين بالنسبة لأصحابنا بليبيا بس شو حرية بتشهيييييييي .وشو ديمقراطية بتشهي أكتر .. يعني ما في أحلى من الحرية تحت الساطور ورشاشات الخمسمية والناتو ..

زر الذهاب إلى الأعلى