مقالات وآراء

أميركا وأوروبا الانهيار والاعصار

القصة بدأت عام 1975 عندما كتب أحد الصحفيين، عما سيحصل في المستقبل، ولاسيما في العراق، حيث قرأت مقالة فيها تتحدث عن الغزو الأميركي للعراق، وقيل لي ان الكثير ممن قرأوا هذه المقالة، راسلوا المجلة واعترضوا على ذلك،
ولاسيما أن فيها تفاصيل عن سبب احتلال العراق، وكيف ستدخل اميركا العراق، وما هي الذريعة التي يتذرع بها أولئك المحتلين..
اسرائيل والحرب القادمة
وقد أعيدت الكرة عام 2010 وأنا أستمع لمحاضرة لأحد المفكرين الاقتصاديين في سورية في المركز الثقافي العربي بالمزة، حيث تطرق المحاضر لأسباب الأزمة المالية العالمية، وتداعياتها على هذه الأمة، وما هي الأسباب التي جعلت سورية تبتعد من هذه الازمة، ولو أنها كانت هناك بعض آثارها..
ومن جملة ما قال، (يا جماعة اسرائيل تنوي شن حرب شاملة، عام 2012).
استوقفتني هذه الجملة كثيراً، الأمر الذي جعلني أبحث على الانترنت عن أي خيط من خيوط ما قاله استاذنا الكريم، وبالفعل وجدت جذوراً لمخطط المفترض أن تقوم أميركا بتنفيذه منذ عام 2002 وهو جعل سورية محوراً أساسياً من محاور هذه الحرب، ولكن كيف يتم ذلك.
هنا بدأت الجاسوسية تلعب دورها، حتى استنتجوا أخيراً أن سورية بوضعها الحالي لا يستطيعون أن ينفذوا فيها هذا المخطط، لذا أرجأوا ذلك، بعد الانتهاء من مشكلة أفغانستان، وهنا جاءت العبقرية الفذة، في فكرة احتلال العراق، وجعل سورية بين فكي كماشة، اسرائيل من جهة، والقواعد الأميركية التي سيزرعونها في العراق من جهة أخرى، وتركيا من جهة أخرى في حال احتاجت إليها أميركا وإسرائيل..
قصة البداية… بن علي هرب
وهنا احتج الغرب، وكان أول ما فعلوه هو البحث عن أضعف نقطة في هذا الوطن –الوطن العربي- بنظرهم للتسلل إليها ومنها ينطلقوا، وبالفعل جاء كتاب (حاكمة قرطاج) ليثير الحفيظة التونسية، المتمثلة بشخص زوجة بن علي، منذ عامين تقريباً وهنا بدأ التونسيون يبحثون عن حريتهم المنهوبة، وازاء توتر الأحداث وجاءت صفعة بوعزيزي، صفعة على وجه بن علي، (ذلك الشهيد-بوعزيزي- الذي أشعل الثورة التونسية) بسبب تصرف أحمق قامت به شرطية، لا تدري إلى الآن لمَ فعلت ذلك..
وما هي إلا أيام حتى هرب بن علي وكان الشعار الذي عرفه الجميع شعار الحرية التي كانت مفقودة عندهم (بن علي هرب.. بن علي هرب).
وهذا جعل الفرنسيون يحسبون حسابهم في تلك الكعكة الصغيرة، -تونس- ليبدأوا بنهشها، لأنهم احتاجوا إلى أمر يخرجهم من أزمة اقتصادية مالية كبيرة ما زالت تمر به فرنسا دون أن يعلم الشعب الفرنسي عنها أي شيء، علماً أن الفرنسيون مشهورون بالثقافة العالية.
مصر وشباب الثورة
ثم بدأ مسلسل مصر، إلى ان تكرر الحال حتى خرج حاكمها، ليهدي للشعب المصري الأبي ابتعاده عن السلطة خروجاً لا مباركاً، وهنا حصل شرخ في هذه المؤامرة التي فقدت فيها اسرائيل وأميركا أكبر حليف لها في المنطقة، وبلد يعد من اقوى البلاد الاسلامية، لكن ذلك لا يؤثر شيئاً إذا ما كان الهدف الأكبر قادماً.
فجاء دور الامبراطورية الافريقية –ليبيا- حيث بدأت الخطة أولاً بتدمير ليبيا، ولكن مع رفض الشعب الليبي ادخال قوات في البر الليبي فشل المخطط الأورو- أميركي بداية، الا انهم نجحوا في جعل هذا البلد الكبير لقمة سائغة لهم، يدمرون فيها مايريدون من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية، والدليل على ذلك ما اعلنته اميركا نفسها في أنها فقدت خلال الحرب على العراق وافغانستان ما يقارب ستة آلاف وخمسمة جندي، خلال عشر سنوات، إلا أن ما فقده الليبيون في ليلة طرابلس وحدها ما يقارب ألف وخمسمئة من الليبيين الذين يعدون من النخبة وذلك ليس في القتال فقط وانما في الفكر والدين والفلسفة، والسيادة وغير ذلك..
وبعد أن تم الأمر يأتي الفتى المدلل- ساركوزي- ليقول نحن سوف نبقى نقصف في ليبيا، لأنه يشعرفي خطرالقذافي محدقاً نصب عينيه، وذلك ليتابع المسلسل الذي خدع به شعبه، وهدفه الابتعاد عن الأزمات الداخلية ولاسيما الاقتصادية، وللفوز (بسندويشة انتخابية أخرى) في وجه معارضيه، والحصول على قطعة من (الكعكة الليبية).
صنع في اسرائيل
وهنا لم يبق سوى سورية التي بحث اولئك عن مخرج لهذا النسر المحلق في سماء الأرض (سورية) لتبدأ مطابخ الجاسوسية الاسرائي- أميركية) من جهة و(الإسرائي- أوروبية) من جهة أخرى..
فقاموا أول ما قاموا به بالسيطرة على المصادر الإعلامية العملاقة عربياً وبدأوا بتجييشها بالجواسيس ولا سيما من يدعون بالاعلاميين المخضرمين من اليهود البريطانيين وغيرهم، وأغلبهم مطبوع على جبينهم (صنع في إسرائيل).
وأريد أن أقول لكل من يدعي غير ذلك انظر إلى البرنامج التدريبي لأغلب هذه المحطات، فإنك ستجد أنه ليس إلا ملخصات مواد تقوم بتدريسها (الأكاديمية البريطانية للاعلام).
البيت الأسود الإسرائي- أميركي
وهنا كان لابد من أوباما أن يفعل شيئاً، حيث أن الأزمة الاقتصادية الأميركية الحقيقة والتي بدأت منذ عام 2003 فعلياً وذلك لسبب بسيط، وهو (الحرب على العراق)، وهذه مسألة بدهية أجهل كيف خفيت على الشعب الأميركي معرفتها، ولعل السببب يعود إلى تلك القنوات التلفزيونية الخادعة لهذا الشعب المسكين من جهة، وما تبثه وكالات الانباء العالمية بالتعاون مع الشبكات الاسرائيلية أيضاً له دور كبير في تضليل شعوبهم..
وأريد أن أنوه هنا لمسألة، وهي يجب على الشعب الأميركي أن يعلم أن ما يجري في البيت الأبيض، أو مجلس الشيوخ ليس الا وجبات ساخنة طبخت في (البيت الأسود الإسرائيلي) وذلك لأن الأزمات المالية العالمية هي نتيجة للحروب، وإذا ما نظرنا إلى تاريخ تلك الأزمات رأينا أنه بعد كل حرب مهما كانت صغيرة تتولد لدينا أزمة جديدة، وهذا الأمر له (قاله ومقاله الخاص)، ويجب على الشعب الأميركي ان يتعرف على حقيقة ما يحصل في كواليس ذلك البيت الصغير، وهذا ما يخشاه (الاسرائيليون قبل أوباما) وهنا أحب أن أؤكد لأميركا وأخاطب هنا –شعبها- أن بوش وكلينتون وبوش الابن، وأوباما، وهيلاري، ليسوا إلا (منفذين لتلك المخططات)، وما عليكم أيها الجمهوريون أو الديمقراطيون أن تتحدوا وتبحثوا عن الحقيقة التي لم يستفد منها لا (الشعب الأميركي ولا الشعب العربي) وإنما المستفيد الوحيد منها هو (إسرائيل)، والكلام نفسه ينطبق على الشعب (الأوروبي)، وما هي ازمتكم المالية أيها الاوروبيون إلا تبعة لما تقدمه حكوماتكم من أموال (لإسرائيل)، التي يقارب معدل دخل الفرد معدل الدخل في البلاد الأوروبية كلها، أو يزيد أحياناً على ذلك.
وأنا أريد القول هنا للشعوب الأميركية والأوروبية وحتى الاسرائيلية، هل ستراهنون على حكوماتكم، أم ستبقون خلف أكاذيبها..
فهي لن تجر لكم سوى الأزمات المالية، والحروب، والدمار، والحصار..
الاقتصاد المنهار والإعصار
اما الشعوب العربية فهي شعوب مؤمنة، بشتى أطيافها، وبكل أديانها، وهذا ما جعل مسلميهم يقومون في ليلة القدر بالتضرع إلى الله والدعاء بأن يصرف البلاء عن بلادهم، وهذه الليلة التي اراد اوباما أن يعلن ما يضر ببلاد الشام، وغيره من حلفاءه الذين يسيرون خلفه ليشتموا من العطر الذي يغيره بين ليلة وضحاها.
ولم تأته القاعدة هذه المرة، وتدمر مبنى التجارة العالمي، ولا برج نيويورك، ولم يأتيه ارهابيون يحاولون تدمير أكبر مدن العالم (نيويورك)، وإنما جاءه البحر ليعلن ثورته على اوباما، وسياسته، وليكمل ما بدأ به القدر من انتقامه العظيم في الأمة الاقتصادية المنهارة، والتي تنهار يوماً بعد يوم، فجاء (إيرين) معلناً زواجه (بكاترينا) ليتسنى له أن يأخذ أغلى مهر ممكن أن يقدمه الأميركيون وهو دمار في مدينة نيويورك، وتهجير زهاء نصف مليون من سكانها، وقتل وجرح العشرات والمئات..
وأنا هنا معزياً هذا الشعب الكريم بالاعصار، ومنبهاً أوباما وغيره ممن سيأتي بعده، أو من كان قبله، فهل ستعلن حرباً إعصارية على (الله) جل عزه، حاشا ذلك، وأذكره هو ومن معه بفرعون، وما حل به بعد عناده حيث أخذه الله نكال الآخرة والأولى.

بواسطة
غازي الحمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى