سياسية

السفير أحمد:العدوان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والمصرية دليل على أن اسرائيل غير معنية بالسلام

اختتمت لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعها الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية مساء أمس في الدوحة بحضور
الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإصدار بيان أكدت فيه التمسك بالقرار العربي بالتوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية على خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وذلك نتيجة غياب أي موقف واضح لاستئناف المفاوضات أو وجود جدول زمني لإنهاء الصراع.

وأقرت اللجنة في ختام الاجتماع خطة العمل التي أعدتها اللجنة المصغرة من أجل حشد التأييد الدولي للطلب الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة وقررت متابعة تنفيذ الخطوات التي تضمنها بيان مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في اجتماعه الأخير لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وتكثيف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية وخاصة في القدس الشرقية المحتلة.

وفي مداخلته أمام الاجتماع أكد السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية رئيس وفدها إلى اجتماع لجنة مبادرة السلام أن العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والمصرية قد شكل دليلا جديدا على أن الكيان الصهيوني الغاصب غير معني بالسلام في المنطقة مع الفلسطينيين ولا مع العرب وأنه لا تردعه معاهدة سلام مهما طال الزمان عليها أو قصر عن انتهاك سيادة أي دولة عربية واستهداف جيشها ومواطنيها برصاصات الغدر والقتل لأنه كيان غاصب قائم على الاحتلال بالقوة وعلى عقيدة سياسية ودينية متطرفة، ويعيش ويزدهر وسط دعم أمريكي وغربي غير محدود لجرائم الاحتلال والتدمير والقتل واغتصاب الحقوق وفي ظل صمت دولي مخز وأداء سلبي عقيم للمجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وتغمض عينها منذ عقود عن جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الرازحة تحت الإحتلال.

واعتبر السفير أحمد أن الدم الفلسطيني والمصري الذي سال ويسيل سيبقى يشكل إشارة خطرٍ لطبيعة العدو الذي نتعامل معه وللمواقف المنحازة للقوى الدولية التي تدعم احتلاله للأرض وجرائمه بحق أهلها، وهو في ذات الوقت رسالة للمجتمع الدولي بأنه قد آن الأوان ليعلن موقفاً حاسماً وواضحاً يحمي حق الشعب الفلسطيني من خلال وضع حد لأبشع صورة من صور الإحتلال عبر تاريخ البشرية وذلك بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ورسم حدودها ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ودعا السفير السوري إلى تبني اجتماع لجنة مبادرة السلام موقفاً واضحاً يدين جريمة العدو الصهيوني وعدوانه على الأرض العربية في مصر وفلسطين ويدعم حق الأشقاء الفلسطينيين والمصريين في الدفاع عن سيادة الأرض وحماية الحدود، ويطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ إجراءاتٍ عملية على الأرض تدين العدوان وتحمل المعتدي المسؤولية عن عدوانه وتؤكد أن لا سلام ولا أمن في الشرق الأوسط طالما استمرت جريمة إسرائيل التاريخية في إحتلال الأراضي العربية بالقوة.

وفي هذا السياق، قال السفير أحمد أن مجلس الأمن الدولي بات يشكل اليوم نموذجاً مخزياً في التعامل مع ممارسات الاستعمار والإحتلال وقوى الهيمنة في المنطقة والعالم بأسره ولولا المواقف المبدئية والحكيمة لبعض الدول الأعضاء فيه والتي لا تزال تحرص على الشرعية الدولية ومبادئها وتسعى إلى حماية السلم والأمن الدوليين، لبات هذا المجلس مجرد أداةٍ فاضحة في أيدي قوى النفوذ والهيمنة في العالم التي باتت تستخدمه تحت ذريعة حقوق الإنسان وحماية الحريات للتدخل في شؤون الدول واستهداف سيادتها وقرارها الوطنيين وضربها عسكرياً وقتل أبنائها وتدمير بنيتها وتقسيم أراضيها وتحاصص خيراتها وثرواتها.

وجدد السفير أحمد موقف سورية الداعي إلى التوجه أولاً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرارٍ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، باعتبار أن فرص النجاح داخل مجلس الأمن الدولي معدومة في مواجهة الفيتو الأمريكي، وأن مواقف الكثير من الدول الأعضاء في الجمعية العامة ستتأثر سلباً إذا بدأ التحرك العربي والفلسطيني من مجلس الأمن الدولي وفشل بسبب الفيتو الأمريكي ما سيضعف فرص تبني مشروع القرار لاحقاً داخل الجمعية العامة في حين أن اللجوء إلى مجلس الأمن بعد النجاح داخل الجمعية العامة سيعطي دفعاً كبيراً للتحرك داخله، حتى لو أصر الجانب الأمريكي على الاستمرار كعادته في استنزاف مصداقيته الدولية من خلال استخدام حق النقض ضد مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ونبه المندوب السوري الدائم إلى حملة الابتزاز والضغط التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على حكومات الكثير من الدول الأعضاء في الجمعية العامة من أجل دفعها للتصويت ضد أي مشروع قرار لمنح الفلسطينيين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى