ثقافة وفن

انسحاب الأعمال السورية من مهرجان القاهرة للإعلام العربي

انسحب وفد شركة «سورية الدولية للإنتاج الفني» من مهرجان القاهرة للإعلام العربي, الذي اختتم دورته الرابعة عشر منذ أيام, وذلك بسبب ما أسماه الوفد «فوضى في المهرجان».
ضم وفد شركة سورية الدولية كل من الفنانين: عباس النوري، وسلوم حداد، وحسن عويتي والمخرج المثنى صبح، وترأسه مدير الشركة, فراس دباس, الذي قرر بدوره الانسحاب من المهرجان وسحب جميع أعماله المشاركة, احتجاجاً على قرارات اللحظة الأخيرة، حين قررت إدارة مهرجان القاهرة اعتبار مسلسل « أهل الراية» ضمن فئة المسلسلات الاجتماعية، رغم أن دخل المسابقة بموافقة إدارة المهرجان عن فئة المسلسلات التاريخية، بالإضافة إلى استبعاد المسلسل الاجتماعي «ليس سراباً» بحجة « أن صورته ليست واضحة»، مؤكدة أن ما من أحد شاهد المسلسلات المذكورة.

في اتصال هاتفي للفنان عباس النوري مع صحيفة تشرين, نشرته في عددها الصادر اليوم, أكد أن "الانسحاب حصل من قبل الشركة صاحبة الحق بالمشاركة, بسبب الاختراقات والتصنيفات الخاطئة للأعمال المشاركة كما حصل مع مسلسل «أهل الراية» الذي صنف ضمن الأعمال الاجتماعية ومسلسل «باب المقام» في فئة الأعمال الكوميدية وغيرها وهذه إساءة لطبيعة المشاركة وللفنانين كما أن لجان التحكيم مغلوب على أمرها ولا تضم نخبة حقيقية لتقييم الأعمال العربية ومعظم لجان التحكيم مصرية أو تضم في عضويتها أكثر من سبعين بالمئة من مصر لذلك ستكون النتائج مصرية حتماً", وأيّد النوري انسحاب الشركة من حيث المبدأ لاختلاف المعايير ولأنها لا تبحث عن الجوائز وإنما على المعايير. ‏

وجه الفنان عباس النوري رسالة قال فيها: "الكلام حول كل المهرجانات العربية يجب أن يدخل في باب الاختصاص حتى يتم التفاعل معه والإفادة من نتائجه وعندما تنتقد مهرجان ما, لم ولن تعني بذلك الانتقاص من قيمته وأهمية حدوثه بل وحتى ضرورته، وسأكون أول المباركين لمن يخرج بشهادة منه أياً كانت هذه الشهادة، أسوق هذا الكلام في البداية مدفوعاً بالخوف من تفسير انتقادي لمهرجان الإعلام العربي الرابع عشر في القاهرة تفسيراً سيئاً من قبل أصحاب الأفق الضيق والذين يذهبون للمشاركة وهم يعرفون تماماً كيف يحدث الاختراق بمعايير تقييم الإبداع ولكون الإبداع شهادة حصرية لا يمكن الاعتراف بصاحبها وبكونه مبدعاً إلا من خلال هذه الاختراقات وإذا ما عرضنا لهذه الاختراقات سنجدها محصورة بعدة ظواهر يكسب فيها صاحب الإلحاح والصوت العالي داخل أروقة المهرجانات وصاحب العلاقة المتداخلة مع لجان التحكيم بفهم آلية التقييم المشكوك بها أصلاً وصاحب امتياز التقرب من سلطة القرار المبدئي أولاً ثم سلطة القرار النهائي لتوزيع الشهادات والمكافآت على منصة الختام ثانياً, ‏فأن تحرم من علاقاتك العامة في المهرجان هذا يعني حتماً حرمانك من صك وشهادة الإبداع والعكس صحيح مع الأسف في بعض الأحيان أن تحصل على شهادة الإبداع يعني حتماً حصولك قبلها على شهادة حسن سلوك وأداء ممتاز لعلاقاتك المتداخلة في المهرجان, وإذا ما خصصنا مهرجان القاهرة تحديداً فلا بد من القول بأنه مهرجان يزداد كبراً وحضوراً مع تقادم الزمن في حياة الفنان العربي إلا أنه مع هذا الكبر والأهمية أراه لم يتقدم خطوة واحدة باتجاه سد هذه الاختراقات التي تحصل هنا وهناك من قبل كل المشاركين العرب دون استثناء, فالدولة التي يمكن حساب «زعلها» في حال عدم التنويه بحضورها المبدع ؟…سيتم اختراع هامش ما لحضورها ولإعطائها شهادة الترضية المختلفة"

أضاف النوري "في مهرجان القاهرة أكثر من مشكلة لا بد من تلافيها حتى نكسب على الأقل فرصة اللقاء غير المتحسس والمتوجس سواء من نجاحات الآخرين أو حتى من تواضع نتائجنا ولنبدأ أصلاً من إلغاء حضور رأي الجمهور بالأعمال المعروضة قبل أن ننتهي بتقليد مفاده رؤية وتقييم ثلاثون ساعة تلفزيونية درامية أو برامجية في غضون ثلاثة أو أربعة ساعات في أحسن الأحوال ولعل باب الحارة في جزءه الثاني تحديداً كان مثالاً صارخاً على تغييبه وتغييب رأي الجمهور معه في مهرجانات سابقة، كما هو حال مسلسل الاجتياح الذي تم اختياره على المستوى العالمي ليصبح واحداً من ثلاثة مسلسلات عالمية مرشحاً للحصول على جائزة «إيمي» العالمية في نيويورك بينما لم يحصد في مهرجانات سابقة في القاهرة ولو حتى على تنويه لإبداع صاحبيه ورغم ذلك فإن نتائج لجان التحكيم التي تتسرب عبر أعضائها في أروقة المهرجان ستساهم في احتدام الصراعات الإقليمية على حصد النتائج بدل أن تساهم في احتدام الحوار, ففي هكذا مهرجان لن تجد بطبيعة الحال إلا الورم الذي لن يبدو إلا على صاحبه وليسمح لي الحكيم المرزوقي أن أستعير منه جملة قال فيها (من قال إن الجوائز تحصد وتقطف وتزرع وتصاد ..!، من أي قاموس زراعي جاؤوا بهذه التعابير والمصطلحات).

في ختام حديثه, وجه النوري العديد من الأسئلة لمهرجان القاهرة للإعلام العربي, على رأسها, "لماذا يخاف المبدع العربي ويرتبك إذا ما اضطر للاعتراف بغيره..!!، وإذا ما اتجهنا إلى مشاركتنا التي أصبحت كبيرة من حيث الكم فلا بد لنا كسوريين أن نواجه أنفسنا بجرأة وعليه فلا بد من الإجابة أيضاً على أسئلة صعبة أصبحت أيضاً عنها ضرورة تجنبنا الحضور الباهت والمرتجل ولا عيب في ذلك فلنعتبر هذا المهرجان مباراة لا بد من المشاركة والمنافسة فيها أو حضورها على الأقل, ولكل مقام مقال فإذا كنا منافسين يجب أن نضع في الملعب أفضل منافسينا حتى نحصل في المقام الأول على مباراة مثيرة وهذا في حد ذاته باعتقادي أهم نجاح لهذه المباراة وهنا لن تنفعنا الحماسة الغير مجدية بقدر ما سينفعنا التأكيد على هويتنا الحقيقية ولنبدأ من شروط هذه المشاركة, فأي شرط لنا للمشاركة ؟، وكيف نختار هذه المشاركة؟، وبمن؟،وعلى أي أسس يتم اختيار مشاركتنا.؟؟!!،وهل وجود سوريون في لجان التحكيم كفيلاً وحيداً لحصد الجوائز؟،أي موضوعية هذه؟", وأضاف "تعالوا نعقد الاجتماعات بجدية حتى نختار شرطاً أفضل للمشاركة وشرطاً أفضل للأداء وقبل كل شيء تعالوا نفكر بعقل بارد نخرج فيه من الكذب على أنفسنا ونتجنب حرارة الزعم والادعاء والتكريم وإضفاء الصفات عبر مهرجان نحصد فيه ثماراً لا موسم لها أو في أدنى الأحوال ليست في موسمها …وفي الختام قبلة كبيرة لمن حصد النتائج في مهرجان القاهرة ودعوة أكبر لبقاء فعل الجمهور سباقاً لتقييمنا وقبل كل المهرجانات، ولمهرجان القاهرة كل الاحترام لفكرته". ‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى