ثقافة وفن

معرض عرائس نهر الفرات.. حضور آسر للأسطورة الشعبية السورية

يستمر معرض عرائس نهر الفرات للفنان عبود سلمان الذي افتتح في الثالث من آب الجاري في فندق كمبيسكا
بمدينة دبي بالتعاون مع غاليري -فنديميا حتى نهاية أيلول القادم متضمناً 15 لوحة جديدة من الأحجام الكبيرة التي يوازن فيها بين روءيته للتراث الشعبي السوري وبين تجسيدها بتقنيات تشكيلية معاصرة.

ويوفق سلمان بين قدرة لوحاته التعبيرية وعناصرها التكوينية في تكامل مرئي بصري إذ يشكل التناقض الأسلوبي الظاهري بين المحتوى والمعالجة الفنية لكامل التجربة بحيث تتجلى فوضى الخطوط والمساحات وبريق اللون وإشعاعاته في عموم لوحاته.

بالمقابل نجد توليفات بصرية هادئة ومستقرة في بنائها من تناقضات لونية تكون صارخة بين اللون الداكن المحدود والبقع المشعة لتأخذ السطوح راحتها في احتواء المفردات التراثية للزخارف الهندسية والرموز الشعبية في توزيع مدروس داخل عناصر التكوين بكل لوحة من اللوحات.

ويغلب على أعمال سلمان الإحساس الغرافيكي في معالجة المضامين وآلية تعبيريته الظاهرة في روح التجربة مع خصوصية مستوحاة من مفردات التراث الشعبي في شكليته التقليدية او القص الاسطوري والعبث الطفولي التبسيطي إذ حاول ادراج الشخوص الانسانية في سياق تعبيري طفولي جامح مفسحا المجال لاختزال واقعية الجسد.

وفي تصريح لسانا أوضح سلمان أنه يسعى في تجربته الفنية لمد جسور التواصل مع التيارات التشكيلية العربية رغبة منه في إيجاد تواصل إنساني بصري عبر الفن التشكيلي العربي. وأضاف انه في معرضه "عرائس النهر" يبحث عن مناخات تعبيرية لها خصوصيتها في التعبير البصري من خلال الرموز العربية التراثية وتجسيدها بتفاصيل تقنية معاصرة توحد المسافات والتباعد الجغرافي واختلاف الأساليب ضمن روءية فنية حافلة بالمعطيات التشكيلية.

وقال الناقد العربي الفلسطيني عبد الله ابو راشد في تجربة سلمان بأن أعماله تتضمن تواصلاً بصرياً مع التراث والاسطورة كما أنها تجربة بصرية ممتعة تشكل جسراً للتواصل بين تجارب التشكيليين العرب والفن السوري من جهة والفن التشكيلي العربي المعاصر من جهة أخرى.

وأضاف أبو راشد ان المنتج الفني التشكيلي المعروض في "عرائس النهر" هو حصيلة اشتغال الفنان على علاقة اللوحة بهويتها الفنية فضلاً عن التعامل مع ادواته بحرفية عالية في بناء اللوحة ورصف مفردات التكوين وشكلانيته البصرية من ترك مجال رحب للمثافقة التواصلية التاملية في عين المتلقي بحيث لا تخرج اللوحات بشكل او اخر عن دينامية البحث التجريبي غير المستقر في اسلوبيتها كخصوصية منفردة لقوام تلك التجربة ولفت الناقد الفلسطيني أن تجربة سلمان جاءت متنوعة المحتوى والبنائية والتقنية في سياق عام تتوحد فيه انماط رموزها وموءشراتها لانها تشكل توليفة لاستحضار المحلي والموروث الشعبي والزخارف الهندسية في بعض الاحيان ومجال ملحوظ للقص الاسطوري اليومي الجامح في قليل من عوالم البساطة والطفولة.

يذكر أن الفنان التشكيلي والناقد السوري عبود سلمان المقيم في المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة يعمل كصحفي وناقد تشكيلي في العديد من الصحف العربية وله العديد من الاسهامات النقدية الفاعلة والمشاركات في الندوات والمحاضرات والدراسات النقدية بالفن التشكيلي عمل معلما للرسم والكاريكاتير والخط العربي بمدارس المملكة العربية السعودية منذ عام 1998م وحتى عام 2009م وفاز بجائزة النقد التشكيلي على مستوى الوطن العربي بدبي عن كتابه "شبابيك الضوء على مشهدية الفن التشكيلي العربي المعاصر" وصدرت له خمسة كتب فنية بالفن التشكيلي العربي والمحلي أولها كتابه النقدي الاول "شخوص مدينة العجاج عام 1999م".

عرضت أعماله في عواصم عربية وعالمية كباريس وروما وجدة والرياض والاسكندرية والخرطوم ودمشق وحلب وله العديد من العضويات الفنية التشكيلية في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وبيت التشكيليين بجدة واتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ونقابة الفنون الجميلة بدمشق والاتحاد العالمي لفن التصوير الفياب والاتحاد الدولي للصداقة بين شعوب حوض البحر الابيض المتوسط في نابولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى