ثقافة وفن

الذهب في الحسكة إرث فني انتقل عبر الأجيال يتميز بفرادة تصميماته ومنافستها للموضة العصرية

تنافس المصوغات الذهبية التقليدية في محافظة الحسكة الموضة العصرية من المصوغات والحلي ولا تزال
صناعة الذهب الجزري رائجة ومتواجدة في الأسواق إلا أن الطلب عليها انخفض بشكل كبير بسبب ثقل وزن القطع المصممة التي تصل في كثير من الأحيان إلى 100 غرام ما يجعل كلفتها عالية.

ويقضي العرف في منطقة الجزيرة أن يقدم العريس "التلبيسة" للعروس والتي تتكون من الاساور والاقراط والعقود التي تطلق عليها تسميات مختلفة.

واوضح الصائغ كرم جاك دلالة ان أهم أنواع الذهب المحلية المقادير وهي إسوارة كانت تصنع في السابق من الفضة ثم تطورت لتصنع من الذهب الخالص ولها عدة أنواع مثل الديري و كسر الجفت و مقدار ثقيل اضافة إلى التراجي أي الحلق التي توضع في الأذن تأخذ أشكالاً عديدة تختص بمنطقة الجزيرة والفرات منها تراجي الديري التي تعتمد على الصناعة اليدوية الكاملة بينما تقوم مدينة القامشلي بصناعتها عن طريق السكب عبر قوالب مصنعة.
وأضاف دلالة أن بعض انواع الحلق راجت في الجزيرة مثل "حلق لف العقال" وهذا النوع من الحلق يشترك في ارتدائه النسوة في مناطق الحضر والبدو أما النوع الثاني فهو "حلق اللولو" وهذا النوع يقتصر التزين به على نساء المدن وعلى الرغم من قدم هذين النوعين إلا أنهما لا يزالان رائجين إلى يومنا هذا.

وهناك العران و وردينة التي تلبس على الانف وتنتشر هذه العادة عند البدو منذ زمن بعيد و الخواتم التي تمتاز بها منطقة الجزيرة ومنها خواتم "كسر الجفت" المطعمة بحجر العقيق والحسج الذي جاء أيضاً من منطقة ميردين ويقال ان محافظة الحسكة أخذت اسمها من هذا القطعة التي كان ينادي عليها الباعة في الأسواق المتنقلة قديماً اضافة للذهب الذي يوضع في العنق وهو الجهاديات و المخمس.

وقال الصائغ رياض خزوم انه من المصوغات المنتشرة بكثرة في الحسكة الكف الذي يزين يد المرأة ويتالف من خمس سلاسل تنتهي بخواتم توضع في الأصابع ويتم إضافة ليرات الذهب على السلاسل في بعض الحالات منها إذا كانت المرأة ميسورة الحال اما في القدم فيتم وضع الخلخال الذي كان يصنع من الفضة ثم تحول إلى الذهب ويرتديه في العادة الأطفال الرضع كما ترتديه النساء كنوع من التبرج وفي حالة الغنى يوضع في قدم الطفل الذكر وهذه الظاهرة أصبحت نادرة نوعاً ما.

كما تمتاز نساء البادية بوضع عدد غير قليل من ليرات الذهب يتم تثبيتها بواسطة سلسال على جبهة المرأة من منطقة الصدغ اليمنى إلى اليسرى وهذا النوع لا تلبسه إلا النساء في البادية وخصوصاً المنقبات منهن وتحديداً عندما تتحضر الفتاة للزفاف إذا يقوم العريس بشراء هذه القطعة من بين المجوهرات التي يقدمها لعروسه في فترة الخطوبة.

واشار خزوم إلى ان محافظة الحسكة تتفرد بصناعة "اللهاية" الذهبية التي تصنع للطفل الرضيع مشيراً إلى أنهم من قاموا بنقل هذه القطعة إلى مناطق الداخل السوري كما أنهم يقومون بصناعة "الجرس الديري-الحرز -سن الذئب- العين – مصاحف القرآن الكريم بطريقة كسر "الجفت" وكل هذه النواعم تصنع خصيصاً للأطفال.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى