ثقافة وفن

الحفة.. مدينة تجذب السياح لرؤية غاباتها الفريدة وزيارة قلعتها الكبيرة

في منتصف الطريق بين مركز مدينة اللاذقية ومصيف صلنفة ومن على قمة صخرية تطالعك مدينة الحفة التي
تبعد عن اللاذقية نحو 35 كم مطلة على أودية عميقة تجتاحها الأنهار وتغطيها أشجار مختلفة الأنواع وعلى امتداد طولي تستمر في الاتساع وكأنها تتحدى العمق الذي يحيطها.

تدخلها من بابها الغربي يطالعك قوس النصر مرحبا وعلى امتداد الرؤية تشاهد غابتين من الاشجار غابة مثقلة بثمار الفواكه من تفاح ورمان وتين وخوخ ودراق وغابة برية تزهر بألوان وأنواع من الورود التي تنفرد بها منطقة الحفة.

وتمتاز الحفة بطبيعتها الخلابة وبآثار تعتبر من أهم الآثار التي تجذب السياح على مساحة العالم فتضم قلعة صلاح الدين أو ما تسمى حتى اليوم بالعامية قلعة صهيون و هي اكبر قلعة في سورية تبلغ مساحتها خمسة هكتارات ونصف هكتار أي ضعف مساحة قلعة الحصن الشهيرة بل هي أوسع قلاع عصر الحروب الصليبية وتمتاز باحتفاظها على منشآت تعود إلى حضارات متتالية أولها الحضارة البيزنطية من القرن العاشر مما لا نرى له نظير في القلاع الأخرى وفيها منشآت تركها الصليبيون الفرنجة وهي شاملة وبحالة جيدة وأصلية وفي هذه القلعة منشآت إسلامية مستقلة كالمسجد والمئذنة والمدرسة القرآنية والحمامين .

وتعتبر مدينة الحفة مركزا لمنطقة مترامية الأطراف تصل إلى حدود محافظة ادلب شرقا والحدود التركية شمالا متاخمة لمنطقة القرداحة جنوبا تاركة اطرافها الغربية ملامسة لمنطقة اللاذقية.

وتتميز بمناخها المعتدل الذي تفردت به عما قبلها وما بعدها جغرافيا وهذا المناخ يشكل راحة كبيرة للسائح وأجواء فسيحة للاستحمام وتتميز طبيعتها بتعدد النباتات البرية والأعشاب المتنوعة حيث يجد فيها المهتم صيدلية متكاملة من الأعشاب الطبية ومنها عشبة الهيوفارقون التي تعالج آلام الروماتيزم والعضلات وآلام المعدة أما عشبة قنطريون فتفيد في زيادة ونقص حموضة المعدة ومعالجة فقر الدم والاضطرابات النفسية وعشبة ذنب الخيل تفيد في معالجة آلام الرمل في الجسم وفقر الدم وتقوية العظام عند المسنين والخلة تفيد في تفتيت الحصى والريحان يفيد في تقوية المعدة وزيته لمعالجة آلام المفاصل.

ولمعرفة من أين جاء الاسم بين رئيس مجلس مدينة الحفة المهندس زكريا العبسي أصل التسمية وهي قديمة ولها شقان أحدهما بالعامية حيث أنها تدعى الحفة لأنها تقع على حافة أودية من جهاتها الأربع أما التسمية التاريخية فهي في السريانية تعني المكان المختبئ والذي يطالعك فجأة بعد طول طريق وهذه هي حال المدينة حيث تبقى متخفية عن العيون وتظهر فجأة بل لا ترى نفسك إلا وأنت داخل أحيائها.

وتشتهر المدينة بمعاصر الزيتون وبفواكه موسمية مميزة.

تضم الحفة مستشفى يسمى مستشفى الحفة وهو حديث ويحتوي على أهم التقنيات المعروفة في العالم ويعتبر من المستشفيات القليلة في المحافظة من حيث الأهمية وذلك لموقعه الطبيعي ضمن الغابات العذراء لذلك يوصف بالمصح كما وتحتوي على عدد من المدارس الصناعية والفنية وللمراحل جميعها بالإضافة إلى مدارس للمراحل الأساسية في القرى التي تتبع لها ولا يفصلها عنها سوى أودية وفيها مركز للهاتف.

وأضاف رئيس مجلس المدينة أنه تحيط بالمدينة غابة كثيفة تمتد من المدينة باتجاه مصيف صلنفة التي تبعد مسافة قريبة منها بالإضافة إلى أنها تحتوي على فاكهة لا توجد إلا في المدينة كالعناب والزعرور بالاضافة الى معمل لتقطير وصناعة المشروبات الطبيعية وكذلك تشتهر بالتين بأنواعه المختلفة والزيتون.

أما عن آثار الحفة فأشار السيد ماهر عابدين احد سكان مدينة الحفة الى أنها تحتوي على كنيسة تعود إلى حوالي 300 سنة تقريبا وتحتوي على أيقونة تعود إلى فترة قديمة لم يتم تحديد عمرها بدقة بالإضافة إلى قلعتها الشهيرة والتي صنفت ضمن أهم معالم السياحة العالمية وهي من القلاع القليلة المتبقية بحالتها الطبيعية تقريبا.

وأشار المهندس رئيس مجلس المدينة الى انه يعود السكن الحديث في منطقة الحفة إلى ما يقرب 300 سنة تقريبا حيث تم بناء أول كنيسة في الشريط الصخري ومن ثم المسجد الكبير وبعدها بدأ السكن يكثر ويمتد وخصوصا باتجاه الشمال والجنوب من الجرف لعدم وجود إمكانية للتوسع العرضاني للمدينة لأنها تقع على شريط جبل ضيق يمتد من منطقة السامية باتجاه الشمال حتى مدينة صلنفة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى