مقالات وآراء

بشار الأسد وصمود باب الحارة الدمشقي

نستطيع تفهم موقف الرئيس السوري بشار الأسد، في استخدامه لسياسة الإنكار المعقول، كما نستطيع تفهم القبضة الحديدية للمحافظة على الاستقرار في بعديه الداخلي والخارجي، للحد من موج الاضطرابات، الذي بات يأخذ منحى خطر جداً ..

الحراك بدا عاطفي فور انطلاقته، لكنه أخذ منحى خطر، بعد دخول أطراف داخلية تأتمر من الخارج على الخط، تدعم إعادة أنتاج النموذج التونسي والمصري، بقيادة محركات إعلامية وحزبية مشكوك في أمرها وأهدافها . 

هذا، جعل أهلنا في دمشق، يطلقون العنان لأصواتهم عاليا، قبل صلاة الفجر، تهليلا وتكبيرا، وكأن خاطراً من السماء يقول : ثمة أيام وليالي سوداء ستخيم على سوريا، إن بقي دولاب الاضطراب الداخلي يتحرك , الاضطراب الذي استمد قوته من الخارج، الدائر في فلك تقسيم سوريا إلى كنتونات عميله متوافقة مع المشروع الصهيوامريكي، الذي بدا بمشروع بريمر في العراق، وانتقل الى سوريا . وفق مخطط برنارد لويس الهادف الى تقسيم سوريا الى أربعة دول وهي :

1- دولة علوية شيعية على امتداد الشاطئ .
2- دولة سنية في منطقة حلب.
3- دولة سنية حول دمشق.
4- دولة الدروز في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية) . 

فهل يا ترى سمعنا ضحك الصهيوامريكي، وهل شرب برنارد لويس نخب نصره، أم هل ظهر برنارد هنري ليفي الصهيوني واستقبل السفير فورد في حماة أم لا بأغصان الزيتون ؟

انظر إلى دمشق، وصمتها الحزين، ودمعها الحائر، فأجدها خائفة من الأيام القادمة القاتمة، بعد دخول أطراف دولية على خط الاضطراب، لزيادة شعلة ما سمية ثورة ونسميه فتنه، في غيبة عاطفية من قبل الشعب، الذي يسير وفق ما هو مخطط له، وما نموذج حماة واستقبال السفير الأمريكي فيها، الا صورة لهذا المخطط الئيم . 

النظام في سوريا مازال قويا بالرغم من كل الأحداث والتحديات التي يواجهها. لكن هذا لا يعني الوصول الى مرحلة الاستقرار المنشود، بخاصة في ظل وجود جهات تستلذ في تهييج الرأي الشعبي السوري وتدغدغ عواطفه , سيناريو سقوط النظام مازال بعيدا عن التحقيق، حتى في ظل تكالب النظام الدولي، وقادة الشرق الأوسط الجديد وفق نظريات الفوضى الخلاقة .. إلى جانب ذلك، الأوضاع في الداخل لن تهدأ ولن تستقر، إلا بإيجاد وسيلة تقوم على طمأنة الشعب على حياته، وإعادة ترتيب البيت الداخلي الشامي . 

الرئيس بشار، مازال رئيسا شرعيا لسوريا، الشعب لن تنطلي عليه الخدعة، الجيش مازال هو الأخر متماسكا، خصوصا وأن البعض بات يلعب على وتر عنصري طائفي، بغية جر الجيش إلى فتنه، باعتباره جيشا علويا لا جيشا سوريا وطنياً , بحكمة يستطيع الرئيس أن يعيد الاستقرار الى السفينة الشامية من جديد، كما يستطيع إعادة بناء ما دمر، لكنه لن يتنازل عن قوته المتأتية من ممانعته للمشروع الصهيوامريكي وأعوانه في المنطقة . 

الدولة اليوم تجر بواسطة عملاء متواجدون في واشنطن وباريس ولندن وتل أبيب، تحبذ تقسيم سوريا الى مناطق منفصلة تابعة للمشروع آنف الذكر , هذا لن يتم الا بواسطة تطبيق نظرية النسيج المترابط – أي ربط الأحداث فيما بينها وبالتالي المشاريع -، بغية تشريعها. ذلك لإفساح المجال لإسرائيل مشروعا وأيدلوجيا، للتوسع بناء على مخططات اللوبي الصهيوامريكي القائم على مشروع العراب الصهيوني برنارد لويس . 

إننا نؤمن بالمعارضة الوطنية السورية التي تدعو الى تطوير سوريا من الداخل، لكننا لا نؤمن بتلك المعارضة العميلة التي تستمد شرعيتها من الخارج تلك التي رمت نفسها في حضن برنارد هنري ليفي الصهيوني الليكودي، وأمثاله . 

الرئيس شكري القوتلي قال يوما للرئيس جمال عبد الناصر: " سيادة الرئيس أريدك أن تعرف ماذا تسلمت ؟ تسلمت شعبا نصفه من الساسة المحترفين، وربعه من القادة والزعماء، والربع الباقي لعلمك، رسلٌ وأنبياء . 

فهل ثمة ساسة محترفين، وقادة حكماء، ورجال زعماء، هل ثمة أنبياء في زمن انقطعت فيه الرسالات يمنعون، الاضطرابات أن تنشب أظافرها في جسدنا العربي، الممانع الوحيد بوجه المخططات الامبريالية . 

الله يرحمنا برحمته … اللهم ارحم شامنا …. اللهم ارحم شامنا…. اللهم ارحم شامنا .
سيأتي يوما على العصفور الأسير في قفص ، أن يستعيد حريته ويحلق عاليا مهما طال الزمن .

بواسطة
خالد عياصرة - الاردن
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. الله حامي الشام ياريت الشعب السوري مثقف كان ام جاهلاً ام مريضاً ادعوا لهم بالشفاء العاجل لأن دماغهم تلوث واذا بقوا على هذه العقلية سوف ينحدرون الى جهنم ولكن الله حامي سوريا

  2. لك يا عالم يا ناس يا هووووووا يا أصحاب شعار الحرية إلييي القط بيأكل عشاكم يا حرام لك أنا أجدب و مخي سميك و ما بفهم بس قولو لي وين و بأي بلد يوجد حرية تعبير و فكر مثل سوريا و الله أنا صار لي 31 سنة في الإمارات ما وجدت مثل هيك حرية بالرأي علما أن عمري 32 سنة و لا أنكر الجميل لهذا البلد الخيير الذي نشأت به و لحم كتافي يشهد له و لكن مع هذا لا يوجد حرية رأي مثل بلدنا الحبيب و أقصد هنا بالمديح للقيادة و التكلم بحرية عن محبة الشعب لقائدها إلى في أشعارهم لنكون صادقيين أمام الله و الشعراء هنا بينعدوا على الأصابع لك حاج بقى منشان الرسول محمد لك حاج بقى منشان المسيح عيسى لك حاج بقى. ابن سوريا الأسد

  3. الأكراد على العراق أو تركيا يا حبيب…. المشكلة نحنا الأقلية على لبنان لعند جنبلاط؟؟ أي ونحنا ببلادنا ما رحمنا كيف إذا صرنا عندن ولا يلا بروح ع الجولان ………….لك فشرو فشرو ضاليين ببلادنا وتحت حماية رئيسنا ورح نرجع الجولان وترجع سوريا أقوى من ما كانت واللي مو معاجبو يطلع من هالبلد وبطريقو يبلط البحر…….. الله يحمي سوريا الأسد

  4. عزيزي خالد:……. لا تفكر مافي شعب بيفدي الوطن وقائده في كتير بس ما بيقدرو يعبرو وأنا منن وعم ساوي يلي بيطلع بيدي وقسم الثاني تحت اسم المعارضة زودوها كتير يعني إذا القائد اعطاهون شوي وجه بيخدو كلو يعني عنجد يلي استحوا ماتوا ومع العلم الأغلبية جهلة وإذا في عالم مثقف بس عم تجرون العاطفة وبس وحياة يلي خلقكن مارح نسمحلكن أكتر من هيك وحتى لو انقرض كل سوري/ة شريفومارح نخلي حدا يتطاول علينا وهي الشمس القوية يلي بتحرق إذا حدا اشر عليهامادام في نخوة بقلوبنا مادام الوطن بخير …….مع احترامي

  5. اشتقت الى هذا الإعلام المكتوب كثيراً، ولكني اشتقت اكثر إلى سورية الوطنية، سورية الأمان، سورية التي لطالما وقفت إلى جانب المظلوم وساندت أهل الحق في كثير من القضايا والأزمات العربية. حماك الله يا سورية بشعبك الواعي الوفي وجيشك الباسل وقائدك الحبيب الغالي بشـــار الأســـد.انتظر ذاك اليوم التي تنجلي فيه هذه الغيوم السوداء وإلى الأبد بفارغ الصبر. وأنا على يقين من ذلك، كما أنني على يقين من أن بشار الأسد، بحكمته المعهودة سينتصر على هذه المؤامرة الدنيئة ويعيد سورية إلى ما كانت عليه، بل وأفضل.أقسم بالله أنني لا أجامل ولا أدّعي، ولكن الحقيقة أن السوريين قبل هذه الأزمة كانوا يعيشون في نعيم ، لم يقدّروه من انجروا خلف وعود كاذبة وواهمة.أسأل الله تعالى أن يعود إليهم وعيهم المفقود، وإلا إلى جهنم بهؤلاء الخونة وبئس المصير. ونحن على وعدك وحبك والوفاء لك دائماً يا بشار الأسد يا غالي.

  6. ياناس بيكفي والله كل مالها سوريا عم تضيع والله بكربطفشونا من بيوتنا الله يحمي سوريا وقائدها انشاالله هل ازمة بتعدي على خيرونرجع متل ماكنا واحسن

زر الذهاب إلى الأعلى