ثقافة وفن

الجامع الحموي بحلب

نقوش ومقرنصات وتاريخ علمي شكل إحدى حلقات التواصل الديني بمختلف مراحله في حلب
يمتاز "جامع الحموي" في "حي البياضة" الواقع إلى الشرق من "قلعتها بالعديد من النقوش التي تؤرّخ له وللسبيل الملحق به.وتتوزع هذه النقوش في معظمها فوق المحراب داخل القبلية والمدخل الشرقي من الخارج والسبيل بالإضافة إلى نقيشة تشير إلى ضريح منشأ الجامع  تقول الحكاية أنه في العام 1183 هجرية و1769 ميلادية جدد بناء الجامع ووسعه الشيخ "حسن بن عبد الرحمن الحموي" وبنى له مئذنة طويلة وجميلة على الطراز العثماني، ولكن في العام 1292 هجرية 1875 ميلادية وقعت صاعقة على المئذنة فهدمت نصفها العلوي كما هدمت جزءاً من القبلية فأعيد بناؤهما.  تذكر د. "نجوى عثمان" في كتابها "الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عنتاب" الصادر في إطار برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي -2011: «أن "جامع الحموي" يقع في مدخل حي "البياضة" شرقي القلعة أنشأه "محمد بن داوود النوري المغربي" سنة 968 هجرية و1560 ميلادية ودفن فيه.
أما السبيل المرتبط بالجامع فقد أنشأه "حسن بن عبد الرحمن الحموي" إلى الجنوب الشرقي من الجامع وداخله نقيشة كبيرة تؤرّخه. قوس السبيل مدبب غني بالزخارف النباتية الأنيقة يعلوه شريط جميل من المقرنصات».  وحول أهمية "جامع الحموي" تضيف: «تكمن أهمية هذا الجامع بالنقائش العديدة التي تؤرّخه وتؤرّخ السبيل الملحق به وتتوزع هذه النقائش فوق المحراب داخل القبلية والمدخل الشرقي من الخارج والسبيل بالإضافة إلى نقيشة تشير إلى ضريح منشأ الجامع».  السيد "عثمان مصطفى" 65 سنة وأحد قاطني "حي البياضة" تحدث عن الجامع بالقول: «من الناحية الدينية الجامع ما زال يستقبل الناس لأداء الصلوات فيه وبالتالي يشكل إحدى حلقات التواصل الديني بمختلف مراحله في مدينة "حلب" ودون انقطاع بدءاً من الفترة العثمانية وإلى اليوم. اجتماعياً فالجامع هو المكان الذي يجتمع فيه أبناء الحي خمس مرات كل يوم وهذا الأمر يقوي الصلات الاجتماعية ويعزز المحبة بينهم».
وذكر السيد "عادل محمد" 53 سنة أن بجانب المسجد سبيل ملحق به ما زال يقدم للمارة الماء ليطفئوا عطشهم ويقرأوا الفاتحة على روح بانيه. كما ورد في قسم الجوامع والمساجد للدكتورين "سالم خلف" و"عدنان مامو" من كتاب "تقصي خطا الدولة العثمانية في حلب" الصادر عن برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي 2010:  «"مسجد الحموي"، أنشأه "محمد بن داوود النوري المغربي" سنة 968 هجرية 1560 ميلادية ورُمّم سنة 1165 هجرية 1654 ميلادية، جدده ووسعه وبنى المئذنة الحاج "حسن بن عبد الرحمن الحموي" سنة 1183 هجرية 1769 ميلادية، وفي العام 1292 هجرية 1875 ميلادية تهدم الجزء العلوي من المئذنة وقسم من القبلية بسبب وقوع صاعقة عليها وأعيد بناؤهما.  يتألف الجامع من صحن ورواق وقبلية وله مدخلان، الأول في الجهة الغربية وعرضه 120 سم والثاني قي الجهة الشرقية ويرتفع 7 درجات عن الأرض وعرضه متر واحد ويعلو المدخل قوس موتور فوقه نقش باللغة العربية، المدخل مرتفع بست درجات له باب خشبي أخضر وعلى يسار المدخل من الداخل قبر الشيخ "محمد نور النوري" وعلى يمين المدخل باب يؤدي إلى ميضأة وهو مغلق حالياً واستعيض عنه بباب من الجهة الغربية.  سقف الميضأة قبو متقاطع حيث تتقاطع الأقبية عند نجمة 12 ضلع يتدلى منها دلاية مكسورة شمال الميضأة، وتوجد غرفة للإمام في الجدار الغربي لصحن الجامع.  وفي الجدار الجنوبي للقبلية محراب من الحجر الأصفر خالي من الزخارف يعلوه نقش "توكل على الله إنك على الحق المبين 1165 هجرية".  المنبر مصنوع من الحديد وهو صغير يعلوه قبة صغيرة من الخشب تستند على أربع دعامات خشبية أضيفت سدة حديثة للقبلية سنة 1979 م تشغل نصف القبلية وأبعادها 7،45 -5،35 متر ونقش على يسار المدخل الشرقي للجامع "الفاتحة -هذا ضريح "محمد نور النوري" قدس سرّه"».

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مسجد جميل جدا عندما زرته ولا ننسى الساعات الشمسية الموجودة ضمن الباحة الخاصة بالمسجد .. اتشكر كاتب الموضوع على الاهتمام التاريخي وكتابة المراجع شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى