اقتصاديات

اختتام فعاليات المنتدى العربي الدولي للمرأة الذي أقيم احتفالاً بالذكرى العاشرة لتأسيس المنتدى

احتفل المنتدى العربي الدولي للمرأة وهو منظمة غير ربحية عالمية تربط بين المرأة العربية ونظيراتها حول العالم بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه، وذلك من خلال برنامج حافل خاص استمر ثلاثة أيام. وقد بدأ البرنامج بحفل استقبال استضافه عمدة مدينة لندن الحي المالي
مايكل بير في مقر إقامته في قصر "منشن هاوس" بمدينة لندن وتبعه عشاء عمل، وكانت ضيفة الشرف صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوول. تضمنت فعاليات البرنامج الأساسية مؤتمراً رئيسياً سلط الضوء على الاقتصادات والقيادات الجديدة الناشئة في العالم العربي وإفريقيا وآسيا وندوة مخصصة للقيادات العربية الناشئة.

وخلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها معالي وزير الخارجية والكومنولث في الحكومة البريطانية ويليام هايغ خلال هذا الحدث المرموق، فقد أثنى الوزير على الإنجازات الاستثنائية التي حققها المنتدى العربي الدولي للمرأة في تمكين المرأة العربية من المضي قدماً في عالم الأعمال والحياة المهنية والحياة العامة. كما أثنت على ذلك شخصيات بارزة من القطاع الحكومي وقطاع الأعمال والهيئات التعليمية والمؤسسات والمنظمات العالمية من المنطقة العربية وأوروبا ومن مختلف أنحاء العالم التي شاركت في هذه المناسبة الخاصة.

وأشاد معالي الوزير هايغ بالأنظمة التي تطبق الديموقراطية الحقيقية والتي وتتم بموجبها معاملة المرأة على مبدأ المساواة. وأوضح أن تحقيق الإمكانات الكاملة في أي بلد يتطلب الاستفادة من الطاقة البشرية وإشراك المرأة بشكل كامل وفعال وإتاحة المجال أمامها لإبراز أقصى قدراتها. ومن خلال الكلمتين اللتين ألقاهما عمدة مدينة لندن ورئيس الشؤون المؤسسية والحكومية حول العالم لدى مجموعة "مان باور" السيد ديفيد آركليس، فقد أكد كلّ منهما على فرص النمو والتطوير في المنطقة، فضلاً عن إبراز الدور الرئيسي للتجارة والتعليم وخلق الوظائف في تحقيق هذا النمو.

وخلال المؤتمر الرئيسي في اليوم التالي 12 أيار الذي عُقد في قصر لانكستر هاوس، أعلن المنتدى العربي الدولي للمرأة عن برنامج أعماله للعقد القادم والذي يركز على شعار "المرأة في العالم العربي وأفريقيا وآسيا: قيادات رائدة في اقتصاد ناشىء، معاً لبناء مستقبل واعد." وثمة ميزة مشتركة بين كافة تعليقات المتحدثين وهي الفرص السانحة والمستقبل الواعد للمرأة الذي سيكون ثمرة الربيع العربي. وفي كلمة ألقتها ضمن الجلسة الافتتاحية، قالت الرئيسة المؤسسة للمنتدى العربي الدولي للمرأة السيدة هيفاء فاهوم الكيلاني: "أكثر من أي وقت مضى، ترسخت الآن رسالة ورؤية المنتدى العربي الدولي للمرأة في التركيز على دور المرأة في عملية الإصلاح والتنمية الاقتصادية في الدول العربية من أجل مستقبل واعد." ومن جهته قال سعادة سفير دولة الكويت في المملكة المتحدة خالد الدويسان: "من الضروري أن تقوم المرأة بدورها الكامل في الإجراءات الانتقالية وعلى الصعيد الديموقراطي الذي يمنحها حق التصويت." وخلال خطابها، قالت معالي وزيرة المالية في حكومة تصريف الأعمال في لبنان السيدة ريا حفار الحسن: "لا أعتقد أنه يمكننا التغلب على التحديات التي تواجهنا اليوم دون إشراك المرأة في عملية صنع القرار."

وفي طليعة المتحدثين العالميين من القطاع الحكومي وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية الذين شاركوا بمساهمات قيّمة تناولت الاستراتيجية المستقبلية للمنتدى العربي الدولي للمرأة كانت المستشارة الأولى لكبير الخبراء الاقتصاديين في مكتب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى البنك الدولي السيدة نادرة شاملو، ومعالي وزيرة الشؤون الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة السيدة مريم الرومي، ومعالي وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سابقاً في المملكة الأردنية الهاشمية السيدة سهير العلي، ونائبة الرئيس وكبيرة المستشارين القانونيين لدى شركة "بيبسيكو" في الشرق الأوسط وإفريقيا السيدة رانيا رزق، والرئيسة التنفيذية والأمينة العامة لغرفة التجارة العربية البريطانية في المملكة المتحدة الدكتورة أفنان الشعيبي.

وقد تم دعم هذا البرنامج لعام 2011 من قبل شركاء المنتدى العربي الدولي للمرأة العالميين شركة بيبسيكو ومجموعة مان باور والبنك الدولي ودويتشه بنك وشركة برايس ووتر هاوس كووبرز.

وفي اليوم الثالث من برنامج الاحتفال 13 أيار، قام المنتدى العربي الدولي للمرأة بالتعاون مع شركة برايس ووتر هاوس كووبرز في مكاتبها الرئيسية الجديدة في لندن باستضافة مؤتمر ناجح لمدة يوم موجه خصيصاً للقيادات من الأجيال الشابة تحت عنوان "قيادات نسائية شابة، صوت المستقبل"، وذلك بهدف تشجيعهم على تعزيز مساهمتهم في المجتمع والأعمال التجارية والمساعدة في تطوير مهاراتهم القيادية.

ومن خلال دراسة التحديات التي تواجه المرأة في الاقتصادات الناشئة ضمن السياق العالمي والدور الهام الذي ينبغي أن تقوم به للمساهمة في تنمية الاقتصاد، فقد كانت فعاليات هذا البرنامج بمثابة منصة انطلاق لتوسيع نطاق عمل المنتدى العربي الدولي للمرأة والارتقاء به إلى أعلى المستويات على الصعيدين العربي والدولي.

يشهد العالم العربي في الوقت الراهن موجة تغييرات تاريخية ناجمة عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وتسارع وتيرة المطالبة بالارتقاء بمستوى الديمقراطية المطبقة في دول معينة بالمنطقة. وفي إطار هذا المنعطف في عملية التنمية التي تشهدها المنطقة، فإن رسالة المنتدى العربي الدولي للمرأة فيما يتعلق بدور المرأة في المجتمعات العربية تنطوي الآن على أهمية أكبر من أي وقت مضى. فالمنتدى يسعى إلى تحقيق مشاركة المرأة في كافة إجراءات صنع القرار وتفاعلها في المجتمع، الأمر الذي سيمكنها من دفع عجلة النمو لفتح آفاق جديدة وإحداث فرق حقيقي في صياغة مستقبل أفضل على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مما يعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى