صدى الناس

النظرية الجديدة وفق منهج المخربين للحرية

هل الحرية التي ترعاها قنوات المغرضة تعني القتل , النهب , الحرق , السلب , ترويع المواطنين ما هو ذنب الأطفال أن يعيشوا في حالة ذعر طوال الوقت لكي تحقق أنت نظريتك الجديدة بالحرية وتتغنى بها على قنوات الفتنة التي أثبتت حقدها للشعب السوري
 أقول للذين يدافعون عن هذه النظرية أني قرأت وبحثت كثيرا عن مفهوم الحرية بالمعنى الأخير ولم أجد أحد من الفلاسفة والباحثين يتكلم عن هذه النظرية لذا دعوني أتكلم للمخربين قليلا عن معنى الحرية الحقيقي لدى بعض الباحثين ..

أقول كلمة «حرية» تخرج عن إطار أي تحديد دقيق وجازم، لكونها على صراع دائم مع كل ما هو مقدّس، ولا شيء يحدّ من عمقها واتساعها سوى المقدسات، أو بالأحرى ما تمنعه الشرائع السماوية التي انزلها الله، عزّ وجلّ، لخير العباد ..

فهل نستطيع، والحالة هذه، القول بأن «الحرية هي المقدرة المطلقة للسيطرة على الذات» ، وكيف يمكننا فهم ذلك ؟

إن نقل المناقشة، حول هذا التعبير، من الميدان الفلسفي إلى الميدان السياسي – الاجتماعي يعيدنا إلى موضوعية أكثر مادية وحسّية، ويقودنا إلى الأخذ بمحاولات التعريف المتعددة التي طرحت لها ..

ففي قاموسه الضخم والهام «المفردات التقنية والنقدية في الفلسفة» يطرح علينا اندريه لالاند محاولة تعريف للحرية من عدة جوانب :

فبالمعنى البسيط: الإنسان الحر هو ذلك الذي لا يكون عبداً أو سجيناً. والحرية هنا هي تلك الحالة التي يستطيع فيها الإنسان القيام بما يريد، وليس بما يريده له الآخرون، أي أنها تعني عدم وجود أي إرغام خارجي ..

وبالمعنى العام : هي حالة الإنسان الذي لا يتحمل أي قسر، والذي يتصرف وفقاً لإرادته وطبيعته.

وبالمعنى الاجتماعي : تعني المقدرة على القيام بكل ما لا يمنعه القانون، وبرفض ما يحرّمه هذا القانون.

وبالمعنى السياسي : تصبح الحرية مجموعة الحقوق المعترف بها للفرد، والتي تحدّ من سلطة الحكومة .

وبالمعنى السيكولوجي والأخلاقي: تكون الحرية حالة ذلك الإنسان الذي لا يقدم على أي عمل، خيراً كان أم شراً، إلا بعد تفكير عميق، وبإدراك كلي للأسباب والدوافع التي جعلته يقوم بهذا التصـرف. ..

هذا التنوّع في تعريف الحرية، من جوانبها المختلفة، يعكس تباين آراء المفكرين والفلاسفة الذين حاولوا إيجاد تحديد دقيق لمضمون هذا التعبير. فأفلاطون مثلاً، يعلّق أهمية كبرى على الإرادة الذاتية في الاختيار، ويعتبر بأن «كل إنسان مسؤول عن خياره»، في حين يرى ديكارت أن « الحرية تتلخص بالمقدرة على القيام أو عدم القيام بشيء معين». أي أننا لا نكون أحراراً، بحسب هذا المفهوم، إلا إذا امتلكنا إمكانية معينة لتقرير مواقفنا.

أما Kantفيقول في كتابه «نقد العقل العملي» ، بأن «الحرية هي خيار أخلاقي مع أو ضد الخير، مع أو ضد العقل، مع أو ضد الكونية». بينما يعتبر سبينوزا «إن الحرية الأخلاقية تعني الخضوع للعقل، وإن الإنسان الحر هو ذلك الذي يعيش وفقاً لتوجيهات العقل».

وهكذا نرى أنه، وبحسب الزاوية التي ننظر منها إلى فكرة الحرية، يمكن القيام بمحاولة لتحديدها انطلاقا من الاعتبارات الفكرية، أو المادية الضاغطة على العقل الذي يقوم بمناقشتها. ومما لا ريب فيه بأن فكرة الحرية عرفت مفاهيم متعددة عبر العصور التي مرت بها الإنسانية، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من قيمة مثالية وفلسفية كبرى إلا أنها لم تعرف أبدا أن الحرية تبدأ بالقتل الأطفال والنساء والعسكريين والمدنيين وترويع المواطنين , وأقول لكل من يدعى الحرية بهذا المعنى الأخير , أنت جاهل وأفضل لك أن تذهب وتبحث في المعنى الحقيقي للحرية , فالحرية لا تبدأ بحرق الممتلكات العامة والخاصة والتمثيل بالجثث ,أنت تطلب الحرية ولكنك للأسف لا تفهم شي من المطلب الذي تهتف به مثل الأعمى فأنت لا ترى ولا حتى تفكر أنت كالبوق تقول ما يرسل إلك من الشعارات ويبدو أن هذه النظرية الجديدة لمفهوم الحرية قد ابتدعوها هم , لتعبر عن فهمهم لمفهوم الحرية وأقول لقنوات الفتنة لقد فشلتم أمام الشعب السوري لأنه دائما متمسك بمواقفه القومية ومتمسك بقيادته وسوريا خرجت من أزمة بفضل الرؤية الحكيمة لسيادة الرئيس بشار الأسد ووعي الشعب السوري للمؤامرة التي حيكت له والرحمة على أرواح الشهداء العسكريين والمدنيين الذين فدو بدمائهم الطاهرة تراب الوطن .

بواسطة
محمد جمال دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أول شي الله يعطيك العافية أستاذ جمال على توضيحك لمعنى الحرية وبا الفعل يلي بيقرأ المقال من كافة الشرائح بيفهمو وأنا بقول يلي بدو حرية نحنا عايشين بأحلى بلد فيو حرية وفيو أمن مشكورين زهرة سورية

  2. نحن في سوريا نتمتع بالحرية والأمن والأمان ونحسد عليه في كثير من بلاد العالم ولكن الذي اريد ان اعرفه ماذا تعني لفظ الحرية بالنسبة لهؤلاء المتشدقين بالكلمة الرنانة حرية هل الخروج عن الطاعة من الأسرة وصولاً الى المجتمع ليعمل كل على هواه بلا ضوابط امنية وقانونية يكون قد حقق المطالبون اهددافهم بالحرية هل الحرية عندهم الأنفلات الأخلاقي والأمني هي الحرية ؟؟!

زر الذهاب إلى الأعلى