ثقافة وفن

النجمة الهندية شارميلا طاغور في ندوة على هامش مهرجان دمشق السينمائي‏

قبل طرح الأسئلة طلبت الفنانة طاغور التحدث، فأعربت عن سعادتها الكبيرة بالدعوة الكريمة التي تلقتها من المهرجان وبتكريمه لها، مردفة باعتزازها بوجودها في سورية البلد الحضاري العريق، مبدية إعجابها الشديد بحفل افتتاح المهرجان
  (كان رائعاً جداً، وأكرر إعجابي بالمزج السمعي البصري الذي يجسد ثقافات متعددة صينية.. هندية.. عربية.. وغيرها، وأنا معجبة جداً بالخلفية السينمائية لإخراج الحفل)، بعد ذلك بدأت الأسئلة..

*عاصرتِ أجيالاً وتيارات سينمائية متعددة، فهل تعتقدين أن السينما الهندية كانت أجمل وأهم في السابق أم أنها تتطور وهي أهم حالياً؟

**أود أن أقول إن السينما هي تأريخ للزمن، فهي تتغير وتتبدل وتتطور تبعاً للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية والتقانية.. الخ، ولا يمكننا المقارنة بين الماضي والحاضر.. ففي الحنين إلى الماضي ننسى قوة الحاضر.. ولكن، ورغم ذلك، يمكنني القول إن اللغة المنطوقة في الأفلام الهندية سابقاً كانت أجمل وأكثر رصانة، وموسيقى الأفلام كانت أغنى في تلك الحقبة.. أما الآن فإن المخيلة تتقلص وتصغر بفعل المؤثرات والتقانات الحديثة، لقد أصبحت لغة الأفلام حالياً أقرب إلى رسائل الهواتف المحمولة.. هي لغة مختزلة وأقل تعبيراً عن المشاعر.

*كثير من النقاد يتهمون السينما الهندية الحديثة بالأمركة فما رأيك.

**في زمني كانت الأفلام الهندية تعرض حياة الريف وطبيعته الجميلة على نحو أكثر بكثير من الآن، ولأن الحياة تغيرت فقد أصبحت السينما الهندية تعرض وقائع الحياة المدنية غالباً.. وصحيح أن المشاهد يرى الشباب الهندي الآن يلبس الجينز والتي شيرت، ويأكل الهمبرغر ويرتاد مطاعم ماكدونالد وكنتاكي.. الخ، ولكن داخل هذا الشاب شخصية هندية نبيلة.. وحقيقة يجب أن نعي أن لدينا في الهند عدداً هائلاً من الأقنية التلفزيونية، وأن أكثر من 50 بالمئة من الشعب الهندي تحت سن الخامسة والعشرين، وأن أكثر ماتبثه الأقنية التلفزيونية هو مسلسلات وبرامج وأفلام أمريكية، وأعترف أننا لا نشاهد من النتاج الفني الأوروبي إلا القليل، ولكن ورغم كل ذلك، فإننا لم نتأمرك.

*لقد عملت في السينما الموازية (الطليعية) وكذلك في السينما التجارية، فما الفرق بين التجربتين؟

**لقد عملت كثيراً مع المخرج الكبير ساتيا جيت راي، وذلك في أفلام ذات قيمة فنية كبيرة، وثلاثيته المشهورة (أنشودة الطريق) هي التي فتحت أمامي أبواب السينما الهندية، وصحيح أن السينما الموازية تحصد جوائز عالمية مهمة، ولكنها غير رابحة تجارياً.. والسينما التجارية تتلاعب بالمشاهد من خلال اختيارها للنجوم وتوظيفها للإبهار وغيره من وسائل اجتذاب المشاهدين، في حين أن السينما الموازية هي سينما المخرج.. فأنت عندما تذهب لمشاهدة فيلم لفيلليني فأنت تذهب لأن الفيلم من إخراج فيلليني بما يحمله من قيمة فنية ومعرفية وليس لأنه من بطولة فلان أو فلانة.

*هل تقدمين النصح لابنك الممثل النجم سيف علي خان؟

لا .. لا إطلاقا.. ابني شخص مستقل، وأنا سعيدة بنجاحه، ولا يمكن لتجربتي أن تتكرر من خلاله.

*كيف تفسرين ازدهار صناعة السينما في الهند في ظل الفقر الذي يطول شريحة واسعة من المجتمع؟

**الهند هي بلد المتناقضات.. إذ يبلغ عدد السكان حوالي مليار نسمة، منهم 900 مليون عند عتبتي الفقر.. والفقر الشديد، وبالوقت نفسه لدينا 49 ملياردير من بين أغنى الشخصيات في العالم، وازدهار السينما في الهند يعود إلى اعتماد آليات تجارية بحتة في صناعة الفيلم وتوزيعه ولأن الناس تنفق على مشاهدة الأفلام.

*هل تعرفين السينما العربية؟ وما انطباعاتك عنها؟

**لدينا في الهند مهرجان (أوسيان) الذي يعرض الأفلام العربية والإفريقية.. وقد شاهدت العديد من الأفلام العربية الجميلة مثل فيلم (عمارة يعقوبيان) وفيلم (يد إلهية) لإيليا سليمان، وكذلك أفلام عمر الشريف، وبعض الأفلام اللبنانية، وهنا أشير إلى أن السينمائي يطمح أثناء العمل على فيلمه لأن يصل نتاجه إلى كل العالم، في حين أن كلاً من السينما الهندية والعربية تتقاطعان في توجههما إلى الجمهور المحلي.. وعلى العموم فإن الاختلاف في الأساليب هو غنى في حالة السينما.

*لقد لعبت مع ابنك في فيلم (إكلافيا) (العام 2007) فهل توجزين لنا أحاسيسك حيال هذه التجربة؟

**نحن ممثلون محترفون، وعندما نخوض في غمار العمل فإننا نضع المسألة العائلية جانباً.. فالفنان هو إنسان أناني ومعطاء بالوقت نفسه.. هو أناني لأنه يريد إبراز طاقاته بأقصى حالاتها لكي يتألق، وهذا هو بالضبط مصدر العطاء لديه.. ولقد كانت ردة فعل الجمهور طيبة على هذا الفيلم، لذلك فإن ابنتي سهى تشاركني العمل في فيلم جديد سوف يتم إطلاقه قريباً. كما أن لهذه الحالة نظيراً في أماكن أخرى مثل فانيسا ريدغريف وابنها

بواسطة
منار بكتمر
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى