مقالات وآراء

ابنتي . . . اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين. . .بقلم : نزار جبسة

في هذه الليلة سيظللك سقف غريب في بيت رجل غريب في هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف في بيتي فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذي يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء. قد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة في حياتي ،
فاليوم يغيب عن عيني وجه ابنتي ،
ليشرق في بيت الرجل الغريب الذي لا أعرفه حق المعرفة خيره من شره.
اليوم ينتقل شعوري وتنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلموني ابنتهم و هم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابني الآن. الرجل يا صغيرتي
يحب الأمجاد و يتظاهر بالثراء و النجاح ، حتى و لو لم يكن ثريا قط، فلا تحطمي فيه هذه المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك و لطفك و حسن تصرفك و الرجل يا فلذة كبدي
يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصي على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة . و الرجل يا قرة عيني يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و تكرمهم ، فاكرمى أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال .
و بعد . . يا بنيتي . . إذا ثار زوجك فاحتضني ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ داوى خطأه بالصبر ، وإذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض. . و لا تنسى يا عمري أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدر الياقوت على هامته ، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه و رأس أبيك ، إن لم تحافظي على شرفك له دون سواه .
بنيتي . . .
كوني له أرضا مطيعة يكن لك سماء، وكوني له مهادا يكن لك عمادا.. واحفظي سمعه وعينه..
فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا جميلا..
وكوني كما نظم شاعر
لزوجته قائلا :
خذي منى العفو تستديمي مودتي * و لا تنطقي في ثورتي حين أغضب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبي و القلوب تقلـــــــــــب
و أخيرا أسأل ربى أن يرعاك برضاه و أن يستقر لكما كل حبي
والدك  ..

بواسطة
نزار جبسة /محرر مقالات وأراء
المصدر
زهرة سورية /حلب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى