ثقافة وفن

المغنية السورية نعمى عمران تحيي رابع أيام تظاهرة (مازالت المرأة تغني)

أحيت مغنية الأوبرا السورية نعمى عمران رابع حفلات تظاهرة مازالت المرأة تغني بمشاركة فرقة أورنينا للموسيقا العربية بقيادة الموسيقار محمد قدري دلال وذلك مساء أمس على مسرح دار الأوبرا بدمشق.
وأنشدت عمران التي تعتبر من أهم الأصوات السورية العديد من القصائد والأناشيد الصوفية المجهولة حيث نجحت في نبش أدوار وموشحات وقدود لمؤلفين مجهولين معتمدةً على الارتجال في اكتشاف خبرات صوتها وقدرتها في تجريد اللحن من ثيمات المبالغة العاطفية بالاعتماد على تكنيكات الغناء الأوبرالي.

وقدمت عمران خلال الحفل مجموعة من الأغاني التراثية والموشحات لكبار المؤلفين مثل موشح خلا العذار وقصيدة مرسلة لعمر بن الفارض ومونولوج الليل جنح الظلام لبكري الكردي وموشح سل فينا اللحظ ليوسف ابراهيم إضافةً لمقدمة موسيقية على مقام راست لمؤلفها جورج ميشيل فضلاً عن ارتجالات على القانون لغسان عمري وقصيدة مرسلة للشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي وموشح كلما رمت لعبد القادر المراغي وارتجالات على الكمان لمحمد معاذ قرقناوي ودور القلب مال لبكري الكردي.

واستفادت المغنية الشابة من الانفعالات الغربية في صوتها لتوضيح حساسيات جديدة في التراث الحلبي متكئة على قدرة استثنائية في محاكاة النماذج العريقة في طرق الغناء المشرقي ولاسيما عندما أنشدت عمران لحناً بعنوان أوراد معولةً على قدرات استثنائية في محاكاة الأصل القديم للحن المكتوب منذ آلاف السنين رتلته وفق لازمة لحنية لعبت فيه الحنجرة دوراً جوهرياً في صقله وترجيع صداه التاريخي عبر مقطع ..حار أرباب الهوى في الهوى وارتبكوا..ليت شعري هل دروا أي شعبٍ سلكوا..أتراهم سلموا أم تراهم هلكوا.

وتمكنت عمران من ترتيل قصيدة ابن الفارض الشهيرة قلبي يحدثني بأنك متلفي..روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ وفق أسلوبية غنائية تمادى بها الصوت النسائي مع صوفية الكلمة الشعرية محققاً قوالب جديدة في منطق الحضرة الصوفية الغنائية التي حرصت عبرها المغنية السورية بالذهاب نحو البحث الأكاديمي في الصوت وشيفرته المغرقة في القدم لاكتشاف عواطف الشعور الجمعي لأغنيات الأسلاف التي كانوا يرددونها في المعابد والقلاع و مهرجانات النواميس الروحية.

يذكر أن نعمى عمران من مواليد حمص سورية 1970 خريجة معهد الآثار والمتاحف دمشق 1992 درست في الكونسرفاتوار الوطني غناء أوبرا زائد عزف على آلة الهارب وتخرجت عام 1997 لتعود مدرسة غناء الأوبرا في الكونسرفاتوار الوطني حتى العام 1999 ثم أتمت دراسة تخصصية في الغناء الأوبرالي في جامعة ياناتشيك مدينة برنو جمهورية التشيك 2001.

المصدر
سانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى