سياسية

أوباما لعباس: مفاوضات مباشرة وإلا تتضرر العلاقة الأمريكية الفلسطينية

كشف مسؤولون فلسطينيون، السبت 31-7-2010، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعاه فيها إلى البدء بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل، محذراً من أن عدم القيام بذلك سيضر بالعلاقة الأمريكية الفلسطينية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن "الرسالة تسلمها الرئيس (عباس) في السادس عشر من الشهر الجاري، ويدعونا فيها أوباما للدخول في المفاوضات المباشرة التي ستؤدي إلى تحقيق حل الدولتين، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وأوضح عريقات أن "الرسالة تضمنت أن الإدارة الأمريكية ستعمل على وقف الاستيطان إذا بدأت المفاوضات المباشرة، لكن دورها سيكون أقل إذا لم يتم ذلك".

وقال مسؤول فلسطيني آخر، رافضاً كشف هويته، أن "أوباما توقع في رسالته أن تناقش المفاوضات جميع مواضيع الحل النهائي". ولفت المسؤول إلى أن "أوباما حذر في رسالته عباس من أن رفضه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل الشهر المقبل ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية الفلسطينية".

ووافقت الجامعة العربية على إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وتركت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يحدد موعد بدئها.

ويشترط الرئيس الفلسطيني لخوض المفاوضات المباشرة الحصول على ضمانات من إسرائيل تتصل بموضوعي الأمن والحدود ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.

واعتبرت الولايات المتحدة أن موقف الجامعة العربية الموافق على بدء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين "مشجع".

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن "الرسالة تتألف من 16 بنداً، وجاء في البند الأول منها أنه: آن أوان التوجه إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وفي البند الثاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح جاهزاً للانتقال إلى المفاوضات المباشرة في أعقاب اللقاء الذي عقده مع أوباما أخيراً، وفي البند الثالث أن أوباما لن يقبل إطلاقا رفض اقتراحه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وأنه ستكون هناك تبعات لهذا الرفض تتمثل في انعدام الثقة بالرئيس عباس والجانب الفلسطيني، ما يعني تبعات أخرى على العلاقات الأميركية الفلسطينية".

وتابع المسؤول أنه "في البند الرابع من الرسالة قال أوباما إنه لن يقبل بالتوجه إلى الأمم المتحدة بديلاً من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وأشار البند الخامس إلى أن أوباما والإدارة الأمريكية سيعملان على إقناع الدول العربية بالمساعدة في اتخاذ قرار بالتوجه إلى المفاوضات المباشرة".

وأكد أوباما في البند السادس على أنه "سيسعى إلى الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي وروسيا للانتقال إلى هذه المفاوضات"، وفق المصدر نفسه.

وشدد الرئيس الأمريكي في البند السابع على أن "الرئيس الأمريكي الأكثر التزاماً بإقامة الدولة الفلسطينية، وسيساعد الفلسطينيين على إقامتها في حال توجهوا إلى المفاوضات المباشرة بناء على طلبه"، مؤكداً في البند الثامن أنه "لن يقدم أي مساعدة في حال الرفض".

وجاء في البند التاسع من الرسالة أن "الإدارة الحالية تمكنت من خفض وتيرة الاستيطان في مدينة القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من أي وقت مضى"، وأورد البند العاشر "في حال توجهتم للمفاوضات المباشرة، ستمدد الإدارة تجميد الاستيطان، وفي حال الرفض ستكون مساعدتها في هذا الشأن محدودة جداً".

ونص البند الحادي عشر من الرسالة على أن "الإدارة تتوقع أن تتعامل المفاوضات مع الأراضي المحتلة عام 1967، وأن المفاوضات ستشمل القدس الشرقية وغور الأردن والبحر الميت وقطاع غزة".

وتوقع أوباما في البند الثاني عشر أن "تبدأ المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل"، واعتبر في البند الثالث عشر أن "الوقت هو وقت الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وليس التردد، بل وقت الشجاعة والقيادة"، متوقعاً "رد الرئيس عباس الإيجابي".

وقالت الرسالة في البند الرابع عشر إن "الإدارة الأمريكية ستستمر في اعتبار أي عمل قد يسهم في هدم الثقة عملاً استفزازياً سيتحمل الطرف الذي يرتكبه مسؤوليته".

أما البندان الأخيران في الرسالة (الخامس عشر والسادس عشر)، فيتعلقان بالحكومة الإسرائيلية والتزاماتها، واعتبرت فيهما الإدارة الأمريكية أن طلب محمود عباس "رفع الحصار عن قطاع غزة قد تحقق في شكل كبير"، وأن الحكومة الإسرائيلية "ستتخذ مجموعة من خطوات بناء الثقة في المستقبل".

وعلق المسؤول الفلسطيني "أصبحنا أمام خيارات صعبة، لأن نتانياهو لا يريد إعطاء شيء والدخول في مفاوضات مثل هذه، وسيكون غير مفيد إلا إذا التزمت حكومة نتانياهو أو أجبرتها الإدارة الأمريكية على التزام أسس واضحة ومرجعيات واضحة لهذه المفاوضات".

ومنذ أيار (مايو) الفائت، تخوض السلطة الفلسطينية وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة عبر الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل.

وكانت السلطة الفلسطينية أوقفت مفاوضاتها المباشرة مع الدولة العبرية إثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى