مقالات وآراء

سلاح حزب الله ( تحت الحوار ) بين سمير فرح والمستمعين على قناة bbc بقلم رائدة سلمان

كعادته دائماً يطل علينا الإعلامي الكبير سمير فرح بحرفية عالية , وهذا لا ينتظر شهادة مني بل ما أريد قوله هو تمتعه بتلك الحيادية الإيجابية , فلم تنقح عليه مسيحيته أو جنسيته اللبنانية ..
وأعتبر تلك الحيادية ضرورية للإعلامي كما القاضي والمعلم والاستخباراتي وهذا ما تبدى جلياً في برنامج " نقطة حوار " الذي كان يتمحور حول سؤال : هل أنت مع أن يتخلى حزب الله عن سلاحه للدولة أم لا ؟؟ , أما الحوار فقد كان يتراوح بين رأيين أحدهما يقول : ( مالي ومال الصراع الأمريكي الإيراني ) خلونا بحالنا نشتغل بالسياحة ونسمع فيروز ..

أما الثاني : يعتبر أن إسرائيل لن توفر أحداً , ويطيب لها اللحم اللبناني كما الفلسطيني والسوري , وبما أني أنضوي تحت لواء الرأي الثاني أحببت من خلال مقالتي أن أوضح رؤيتي كمواطنة عربية وكمحامية ونقيب سابق في الجيش السوري مستندة على قول الشافعي : رأينا صواب … يحتمل الخطأ ورأي غيرنا … خطأ … يحتمل الصواب ..

ومع أني أعبد الله بطريقة صوفية … لا تعتمد على الخوف من الله بقدر ما تعتمد على الخجل منه ولا أتقيد بدين معين فإنني أقول : إن سلاح حزب الله يعتبر ضرورة ملحة لكل عربي يهتم بكرامته لأن العدو الذي يقتل طفلاً يحتمي بحضن والده بجانب برميل القمامة … هذا العدو ليس لديه أي محتوى إنساني … ومن يرتكب مسلسلات من المجازر …. تتوضح جذوره التي تنحدر من هؤلاء العصابات الصهيونية التي قدمت من أمريكا لتحتل البيوت الفلسطينية بكل وقاحة … إن هذا العدو لا يمكن الوثوق به وليس له ( كبير ) يمكن التعويل عليه ..

وإذا كانت الدولة اللبنانية تسعى لركن سلاح حزب الله جانباً فهل يعتبر الجيش اللبناني قادراً على إدارة حرب كالحرب النظيفة التي انتصر فيها جيش حزب الله … هل يمتلك سلاح الإشارة الذي أذهلني يوم تفجير البارجة الإسرائيلية … فليظهر قائد جيشهم ليعطي أمراً بتدمير البارجة ذلك يتطلب اتصالات " سلكية " بين ثلاث مراكز فهل نستطيع أن نتخيل توصيل سلكي مراقب .. وكم جندياً يتطلب ذلك … لتظهر لقطة للمرة الأولى في تاريخ الحروب ..

ومن ناحية ثانية : إن حرب الشوارع من أصعب أنواع الحروب والتي تتطلب تقديراً للموقف كل دقيقة وأمراً قتالياً متغيراً يبنى على أساسه فأي ذكاء يتمتع به هؤلاء القادة … ففي حرب الشوارع لا يوجد خط دفاع أو هجوم محدد ولا يوجد تحميل موقف على الخريطة يحملها القائد معه … بل يوجد فيها قادة أذكياء وجنود أوفياء , ثم أنه يحسب لحزب الله أنه الجيش الوحيد الذي انتصر بحرب ولم يقتل طفلاً يهودياً ولم يحرق شجرة في فلسطين … أي أخلاق وأي حكمة تلك التي تمتع بها قائدهم المدهش السيد " حسن نصر الله " حتى يتمالك نفسه ولا يضرب المدنيين اليهود وقول معتذراً : إنه خطأ في الرمي ..

أما من ناحية الخوف من توجه سلاح حزب الله نحو الداخل أقول : من استطاع أن يكون أخلاقياً مع أقذر عدو عرفه التاريخ " لقد سبقوا هتلر بأشواط " , من استطاع أن يكون أخلاقياً معهم .. فكيف سيكون مع أهل بلده …. وإن كانوا يتذرعون بارتباط حزب الله مع إيران … فما الضرر في ذلك ..

فنحن السوريون اشترينا الأسلحة من روسيا ودرسنا اللغة الروسية في الكلية الحربية فهل اعتبرتنا روسيا " عمق استراتيجي لها " وهل حلمت روسيا بمد إمبراطوريتها إلى سوريا لم يحدث ذلك .. ثم … هل إيران بحاجة إلى عمق استراتيجي لها ؟؟ .. هل إيران بحاجة إلى مد جغرافي وديمغرافي وثقافي لها ؟؟

إضافة إلى أن العرب المسلمين يدينون للفرس بكثير من العلماء منهم : الخوارزمي الذي وضع الأساس للكومبيوتر , الذي أكتب فيه الآن .. فهو من وضع " علم المصفوفات " في الرياضيات وهذا يدرس في جامعات أمريكا .. إضافة إلى الرازي .. وعمر الخيام .. وأعلم أن الشيعة يطورون دائماً الدين مع العلم .. فهم يلاحقون كل التطورات ويناقشونها بأسس البحث العلمي الصحيح وأنا درست أصول فقههم في الجامعة ..

أريد أن أقول وأسال : لمَّ تعود العرب أن يعدموا من يطالب بكرامة العيش ؟؟ ألم يتركوا المسيح يصلب لأجل فكره عن الحب والغفران والسمو الروحي ؟؟ ألم يتركوا الحسين يذهب وحيداً إلى معركة خاسرة لم يكن الحسين يطلب فيها سوى مصالح الفقراء ؟؟ وقبل إعدامه بلحظات صرخ الحسن : " هيهات منا الذلة " ألا يذكرنا الحسين بـ ( جيفارا ) الذي أبلغ عنه فلاح … كان جيفارا ملاحقاً ألم يعدم " أنطون سعادة " مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي لأنه قال : "الحياة وقفة عز" ..

وإذا كان يظن البعض أن الشيعة يكرهون السنة فهم مخطئين لأن الشيعة مدركين للقاعدة الدينية : لا تذر وازرة وزر أخرى فما الذي يدريني إن كان أحد أجدادي ممن خذل الحسين …. فهل أعاقب عن جدي الألف .. أريد القول : إن كانت أمريكا تريد فعلاً " السلام " كما تدعي فيجب برأيي الشخصي أن تفرغ المنطقة كلها من السلاح " فلسطين وفلسطين المحتلة ( إسرائيل ) ولبنان " … فما الذي يمنع أن تتحول تلك الدول إلى مناطق سياحة عالمية آمنة , أما آن الأوان لترتاح شعوب تلك الدول من القتل والأسر والعنف ؟؟

أخيراً ..

أعرف أن مقالي كان مباشراً … ولكنني لكثرة النفاق … أصبحت أحب طريقة الأطفال في نقل الأفكار … فلو سأل أحد الوزراء طفلاً : هل تحبني ؟؟ فإن كان لا يحبه سيقول الطفل " تفو … عليك .. ما حبك .. أنت حمار " .. وطبعاً سيضحك الوزير ولن يرمي به إلى غياهب السجن … وأريد أيضاً أن اذكر لكم نكتة متداولة على الموبايلات : صورة هتلر وتحتها تعليق يقول " لم أحرق اليهود جميعاً بل تركت بعضا منهم … كي تعرفوا لماذا أقدمت على حرقهم …

بواسطة
رائدة سلمان

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى